وقف وزير الأشغال العمومية والنقل، بوجمعة طلعي، أمس، على أشغال مخلفات الكارثة الطبيعية، جراء الحفرة العملاقة التي أحدثها الانزلاق الأرضي الذي وقع ليلة الجمعة إلى السبت بالطريق الوطني الرابط بين بن عكنون وزرالدة، بالقرب من مدخل حديقة التسلية، حيث أمر بتسريع وتيرة العمل لتسهيل حركة المرور التي توقفت بالطريق المذكور، من زرالدة باتجاه الدار البيضاء. تحوّل مكان الحادث، الذي خلف 14 جريحا وتضرر 5 مركبات سقطت في الهوة العملاقة، إلى ورشة كبيرة لمختلف المصالح المتدخلة، مثلما لاحظنا في عين المكان، منها الموارد المائية، سيال، الأشغال العمومية، بالتنسيق مع مصالح الشركة، الحماية المدنية، وغيرها من القطاعات، بعدما تم إجلاء الجرحى إلى مستشفيات بني مسوس، بن عكنون وسليم زميرلي، ونقل المركبات المتضررة. وذكر لنا أحد مهندسي الأشغال العمومية لدى شركة «سيال» أن مياه الأمطار الغزيرة خلال الأيام الأخيرة، تسربت من القناة القديمة المتآكلة تحت سطح الطريق، أحدثت فراغا كبيرا، مما جعل الطبقة التي تعلو الهوة تسقط نحو الأسفل تحت تأثير ثقلها وثقل المركبات التي تزيد من تصدعها، وأن العمل جار لتحويل مسار قناة المياه بالضفة الأخرى وإعادة ردمها وتهيئتها بالخرسانة المسلحة. وذكر محدثنا أن مثل هذه الحالات تقع بمختلف بلدان العالم، آخرها ما حدث باليابان. كما أوضح مدير الأشغال العمومية لولاية الجزائر عبد الرحمن رحماني أن عمق الحفرة يصل إلى 10 أمتار وطولها إلى 20 مترا، سبقها انزلاق آخر بنفس الطريق على بعد 500 متر، وأن الأشغال جارية لإصلاح المسلك. وقصد تسهيل حركة المرور وتجنب انقطاعها، لجأت مصالح الشرطة إلى وضع ترتيبات استثنائية تم بموجبها تغيير بعض الاتجاهات مؤقتا إلى غاية الانتهاء من الأشغال، حسبما ذكره لنا عميد الشرطة عامر عمور، رئيس أمن دائرة بوزريعة، الذي أفاد أنه تم تطبيق مخطط مرور بعد وقوع الحادثة، لتسهيل حركة المرور، ونشر أعوان الأمن المروري بمختلف المحاور منها الطريقين الاجتنابيين لدالي ابراهيم والعاشور باتجاه الجهة الشرقية لبن عكنون ووسطها. ورغم تحويل حركة المرور إلى حواشي بن عكنون، وبذل جهود كبيرة من طرف مصالح الأمن من أجل إحداث السيولة، إلا أن حالة الاختناق ازدادت بمختلف الطرق المجاورة. للإشارة، فإن مكان الحادث صار قبلة للفضوليين الذين كانوا يتوافدون على الموقع لالتقاط الصور، ومقاطع فيديو، فيما رابطت بعض وسائل الإعلام السمعية البصرية بالمكان لمتابعة سير الأشغال ونقلها على المباشر للمشاهدين. عميد الشرطة رشيد زغلي: «حزام الأمن جنب الضحايا الموت المحقق» أكد عميد الشرطة رشيد غزلي، نائب مدير الوقاية في الحركة المرورية بالأمن العمومي على أهمية استخدام حزام الأمن في تفادي وقوع قتلى في حادثة انزلاق التربة التي وقعت مساء أول أمس عبر الطريق السريع ببن عكنون على مستوى مدخل حديقة التسلية. وقال عميد الشرطة على هامش ندوة صحافية عقدها أمس بمقر المدرسة العليا للشرطة بمناسبة إحياء اليوم العالمي لضحايا حوادث المرور أن استخدام حزام الأمن سمح بدرجة كبيرة بتفادي وقوع قتلى في تلك الحادثة التي أسفرت عن إصابة 14 شخصا وتضرر خمس سيارات. وأكد أن مصالح الأمن، وفور بلوغها خبر انزلاق التربة على مستوى المنعرج المعروف عبر الطريق السريع زرالدة بن عكنون، سارعت إلى تفعيل المخطط الاستعجالي بإرسال فرق إلى عين المكان من أجل تسهيل حركة المرور عبر فتح طرق اجتنابية وتطويق مكان الحادث وإبعاد الفضوليين. وأشار إلى مواصلة عناصر الأمن مرافقة المواطنين إلى غاية انتهاء الأشغال لإعادة ترميم الجزء المتضرر من الطريق الذي يتضمن واحدا من أخطر المنعرجات، حيث سبق لمصالح الأمن إبلاغ الجهات المعنية بخطورته والتي سارعت إلى وضع الإشارات الضرورية لإعلام السائقين بخطورته. ❊ ص.م