دعوات لإصلاح الوضع وتسوية مشكل حركة المرور أحدث الانهيار المفاجئ للطريق السريع بين بن عكنون وزرالدة باتجاه الدار البيضاءن حالة رعب كبير لدى المواطنين الذين كانوا في موقع الكارثةم فهناك من استطاع النجاة بأعجوبة من السقوط في الحفرة العملاقة التي سقطت فيها 5 سيارات على متنها عائلات، خلف إصابة 11 منهم بجروح متفاوتة الخطورة. «الشعب» تنقلت إلى عين المكان ونقلت شهادات حية عما جرى والتدابير المتخذة لإعادة الأمور الى وضعها الطبيعي. قال بعض المواطنين الذين عايشوا الحادثة ونجوا من السقوط في الحفرة بدقائق معدودة، إنهم تفاجأوا لما جرى ولم يدركوا في أية لحظة وقوع هذه الكارثة، حيث أكدوا لنا أن حركة المرور كانت طبيعية ولم يتم ملاحظة أي تشققات على مستوى الأرضية سوى المياه المتجمّعة داخل الحفرة، والتي لم يكن يتوقع أحد أن تكون بتلك الخطورة إلى غاية التوقف المفاجئ لحركة السير. بعد الشلل الكبير في حركة المرور على مستوى «المنعرج المزدوج» ببن عكنون، توجه المواطنون إلى مكان الحادث للاستفسار عن سبب هذا التوقف المفاجئ، فأصيبوا بالصدمة بمجرد رؤيتهم السيارات مكدسة فوق بعضها. سارعوا لإجلاء الجرحى وإخراجهم من مركباتهم، قبل تدخل أعوان الحماية المدنية. بهذه العجالة ساهموا في إنقاذ حياة أغلبية المواطنين الذين سقطت سياراتهم من خلال تشكيل سلسلة بشرية لإخراج الضحايا الذين كانوا عالقين في الحفرة. أكد شهود عيان ل «الشعب»، أن المواطنين تمكنوا من إجلاء جميع العالقين في الحفرة بفضل روح التضامن المعروف بها المواطن الجزائري قبل وصول أعوان الحماية المدنية، بينهم امرأة وطفلة عمرها 4 أشهر، ورجال نقلوا مباشرة من طرف الحماية المدنية على جناح السرعة إلى أقرب مستشفى ببن عكنون والمركز الجامعي الاستشفائي بني مسوس، بينما آخرون إلى مستشفى زميرلي بالعاصمة، حيث سارع الأطباء المقيمون بتقديم الإسعافات اللازمة للمصابين الذين نجوا بأعجوبة من الحادثة الخطرة، وهو ما جعلهم يغادرون المستشفى بصحة جيدة. أجمعت العائلات التي كانت عالقة على مستوى الطريق السريع ببن عكنون، أن رؤية السيارات منقلبة ومكدسة فوق بعضها أمر مرعب لم يكن يتصوره مستعملو الطريق، لاسيما وأن عمق الحفرة تعدى 4 أمتار وهو ما جعلهم يستغربون كيفية حدوث ذلك بتلك السرعة بمجرد هطول الأمطار بغزارة بالعاصمة، مؤكدين أن تلك المشاهد لن تمحى من الذاكرة بل ستبقى راسخة في الأذهان. هناك من اعتبر سقوط الأرضية أمرا طبيعيا، إذ ممكن أن تحدث في كل مكان، مذكرين بالحادثة التي وقعت، قبل أسبوع، في قلب عاصمة اليابانطوكيو، حيث أدى انجراف التربة وسط المدينة إلى حدوث حفرة كبيرة قطرها حوالي 30 مترا ولم تخلف ضحايا، وهو ما وقع في العاصمة، حيث خلف الحادث لحسن الحظ خسائر مادية فقط. علما أن قبل أشهر تم تسجيل بنفس المكان انقطاع قناة رئيسة للمياه تسبب في إغراق الطريق السريع وشل حركة المرور. «وليد. ل»، القاطن بالشراقة، نجا بأعجوبة واستطاع المرور بسلام قبل حادثة سقوط الأرضية ب5 دقائق، حيث أوضح لنا أن الطريق كانت طبيعية ولم يتبادر إلى ذهنه أن تحدث مثل هذه الكارثة ولحسن الحظ لم يتم تسجيل وفيات، مشيرا إلى أن أي شخص كان معرضا لحادثة السقوط في تلك الحفرة الخطيرة. تخوف من أن تطول الأشغال دعا أغلبية مستعملي الطريق السريع الرابط بين زرالدة والداء البيضاء، السلطات المعنية إلى الإسراع في تدارك الخلل وتصليح الأرضية في ظرف قصير، كونهم لا يملكون مسلكا آخر ييسلكونه إلى أماكن الشغل أو الدراسة. أكد المواطنون أن سقوط الأرضية خلفت فوضى على مستوى الطرق وشللا تاما في حركة المرور وبالتحديد في منطقة عين الله، حيث لجأ إليها مستعملو الطريق للوصول إلى وجهتهم، آملين بذل مجهودات أكبر من طرف الجهات المسئولة لإغلاق الحفرة وتصليح الجزء الذي انهار في وقت وجيز، لاسيما وأن الطريق السريع يعتبر أكثر الطرق استعمالا في الجزائر العاصمة، متسائلين كم ستستغرق أشغال الترميم؟. من جهته قال أحد المواطنين، إنه لم يتفاجأ بالشلل الكبير الذي عرفه الطريق السريع زرالدة - بن عكنون بعد ساعات من وقوع الحادثة الخطرة، لأن إغلاق الحفرة يتطلب بعض الوقت ولا يمكن تصليحها نهائيا في ظرف ساعات قليلة فقط، مشيرا إلى تسجيل عدد كبير من حوادث المرور على مستوى المنعرج المزدوج نظرا لخطورة الطريق. كما اعتبر آخرون ما حدث تجربة حقيقية للسلطات العمومية حتى تقوم بتسخير كل الوسائل لإصلاح الحفرة قبل بداية الأسبوع، مقترحين في سياق آخر إنجاز البنايات الجديدة خارج محيط الجزائر الوسطى «مركز العاصمة»، كونها أصبحت مهددة بالسقوط، لأن الأرض التي شيد عليها الجزء الكبير من مدينة الجزائر جيرية تتأثر بالمياه ولهذا تشكلت تحتها ما يعرف بالأودية الباطنية. طلعي: الطريق سيفتح أمام حركة المرور اليوم أعلن وزير الأشغال العمومية والنقل بوجمعة طلعي، عن انتهاء أشغال تهيئة الأرضية التي انهارت على مستوى الطريق السريع الرابط بن عكنون - زرالدة قبل بداية الأسبوع، ليفتح مرة أخرى أمام حركة المرور. خلال زيارته لموقع الحادثة، أكد وزير الأشغال العمومية أن عملية تصليح الحفرة ستتم في ظرف قصير لن يتجاوز الساعة التاسعة مساء، رغم تسجيل تأخر بحوالي ساعة، إلا أن المصالح المختصة تبذل قصارى جهدها لاستكمال الأشغال على مستوى الجزء المنهار. من جهته كان مدير الأشغال العمومية لولاية الجزائر عبد الرحمان رحماني، قد أرجع أسباب انهيار الأرضية إلى تحطم قناة صرف المياه المارة من الطريق والتي أثرت عليها الأمطار الغزيرة التي عرفتها العاصمة قبل يومين، موضحا في ذات السياق أن قدم قناة الصرف أدى إلى انفجارها وسقوط الأرضية. وأشار رحماني، إلى أن مصالح المياه المعنية تقوم، منذ وقوع حادث انهيار الأرضية، بأشغال الخرسانة قصد إعادة تهيئة قناة الصرف وتحويل سير المياه قبل أن يتم الشروع في أعمال تهيئة الطريق. كما ينتظر استكمال الأشغال وإعادة فتح الطريق أمام المركبات، صباح اليوم، كأقصى تقدير. وتبقى جهود مصالح الشرطة متواصلة لتسهيل حركة المرور وتجنب انقطاعها، حيث وضعت ترتيبات استثنائية تم بموجبها تغيير بعض الاتجاهات مؤقتا، إلى غاية الانتهاء من الأشغال.