تحتضن المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتيزي وزو إلى غاية 29 نوفمبر الجاري، صالون جرجرة للكتاب في طبعته التاسعة، تحت شعار «من الأنتروبولوجيا إلى التراث، المسار إلى الذات»، بمشاركة أكثر من 30 عارضا من كتاب، دور نشر، شعراء وأدباء، يأتي تكريما لثلة من الكتاب والباحثين نبيل فارس، فاني كولونا وإبراهيم محمد صالحي. سطّر القائمون على هذه التظاهرة الثقافية، برنامجا ثريا استهل بتقديم شهادات حول الكتاب والباحثين محلّ التكريم، ويتعلّق الأمر بنبيل فارس، فاني كولونا وإبراهيم محمد صالحي، إضافة إلى ورشات حول الكتابة والقصص، تتخلّلها حصص سرد القصص، قراءات شعرية، موائد مستديرة وكذا إلقاء جملة من المحاضرات، منها «من الأنتروبولوجيا إلى التراث المسار إلى الذات»، كما سيتم تنظيم يوم حول «الكتاب، رحلة في الخيال» وكذا لقاء حول المكتبة المتنقلة وغيرها من النشاطات التي يتقاسمها كل من دار الثقافة «مولود معمري»، المكتبة الرئيسية، ملحقة دار الثقافة لاعزازقة، المكتبات البلدية، المؤسّسات التربوية وكذا مؤسسات إعادة التأهيل. وقالت مديرة الثقافة لتيزي وزو السيدة نبيلة قومزيان، خلال افتتاح صالون جرجرة للكتاب، بأنّ هذا اللقاء الثقافي الذي يتجدّد كلّ سنة، مناسبة لاستحضار الكتّاب الذين رحلوا عن الحياة، كما أنّه فضاء للشباب والكتّاب الشباب وفضاء للتعبير والنقاش مفتوح لفائدة عشّاق القراءة والكتابة، كما أنّها فرصة سانحة للأوفياء من أجل اكتشاف الشخصيات الأدبية الجزائرية والأجنبية، مضيفة أنّ الطبعة التاسعة للصالون التي تأتي تكريما للباحثين والكتاب أمثال نبيل فارس، فاني كولونا وإبراهيم محمد صالحي، أضاءوا عبر حكمتهم ومعرفته الثقافية التراث، كما عملوا من أجل أن تكون الجزائر أمة قوية وجديرة، تاركين إرثا معتبرا. كان الصالون فرصة لتقديم حصيلة إنجازات القطاع فيما يخص المرافق والهياكل بهدف ترقية المطالعة العمومية بالولاية، حيث تم تسجيل وتجهيز 6 مكتبات قطاعية و10 قاعات مطالعة على مستوى القرى، وكذا تجهيز 37 مكتبة التي فتحت أبوابها لاستقبال المواطنين من عشاق الكتاب والمطالعة، إلى جانب المكتبة المتنقلة التي تعمل على تقريب الكتاب من المواطنين من خلال مختلف التنقلات إلى القرى والأحياء، بغرض إعادة الكتاب إلى حضن القراء. كما تم توزيع 36348 كتابا خلال سنة 2016 على الجمعيات، لجان القرى والمؤسسات التربوية. بدوره، نوّه ممثل وزارة الثقافة نائب مدير المكتبات وترقية المطالعة العمومية حسن منجور، بالدور الذي تلعبه الوزارة في إطار ترقية الكتاب وتشجيع المطالعة العمومية، والذي يتجسد عبر عدة نشاطات منها إنشاء 1000 دار نشر على المستوى الوطني، إلى جانب إنجاز 600 مكتبة مقابل 1541 مكتبة تم إنجازها من طرف وزارة الداخلية. كما تطرق إلى الصندوق الخاص بالدعم الأدبي الذي وضعته الوزارة وكذا مساعيها لتنظيم مهنة الكتاب عبر وضع قانون الكتاب 2015 بغرض خلق بنك معلوماتي على المستوى الوطني. في حين أكد والي تيزي وزو خلال زيارته للصالون، أنّ تنظيم مثل هذه التظاهرات فرصة جيدة لتشجيع المواطنين على العودة إلى حضن الكتاب بعدما هجروه أمام التطور التكنولوجي ودخول الأنترنت، مما كان وراء تراجع القراءة في الجزائر، منوها بأهمية تشجيع القراءة على اعتبارها مغذية للعقل ومنيرة للأفكار. وبالنسبة لتيزي وزو قال إنه وجه تعليمات لرؤساء البلديات المدعمة بالمكتبات من أجل ضمان فتح المكتبات أبوابها لاستقبال المواطنين حتى بعد ساعات العمل.