قليلة هي المرات التي شهدت التفافا جماهيريا حول فنان رحل للقاء ربه، مثلما حدث مع الشيخ اعمر الزاهي، فكلّ المجتمع الجزائري بفئاته أجمع على عظمة الرجل وتفرّده، وكلٌّ حاول أن يعطي الرجل ولو جزءا من حقه عبر كلمات خُطت هنا وهناك، والأكيد أنّها نابعة من قلب مفجوع.. الأديب، الإعلامي، الأكاديمي، السينمائي، الشاعر والمواطن البسيط التقوا على كلمة واحدة تختصر مسيرة رجل وهب حياته لفنه، ورسم في مخيال الجزائريين صورة فنان خارج مجال المقارنة. فنان صنع حب الناس له شهرته.. «المساء» رصدت بعض ما كُتب عن الراحل في «الفضاء الأزرق»، وأرادت أن تتقاسمه مع قرائها، لنلمس ولو شيئا يسيرا من محبة الناس للفقيد الذي أدمى رحيله القلوب.منذ الدقائق الأولى لرحيل صاحب الأغاني الخالدة عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات المواساة والحزن للمصاب الجلل. وأعلن الكثير من الجزائريين الحداد وتوشّحوا السواد. ومن بين ما كُتب في الراحل ما عبّر عنه الإعلامي والباحث أحمد سليم آيت علي، والسينمائية فاطمة بلحاج، والأديب واسيني الأعرج، إلى جانب الشاعر سليمان جوادي، والدكتور في علم الاجتماع ناصر جابي، والباحث في التراث جمال الدين مرداسي، والإعلامي سعيد خطيبي، والفنان رضا دوماز علاوة على الفنانة سهيلة بن لشهب وشهرة قروابي والدكتور فيصل الأحمر وغيرهم. أحمد سليم آيت علي: «ديك الشمعة» انطفأت اليوم كتب الإعلامي أحمد سليم على صفحته في «الفايسبوك»: «ديك الشمعة» انطفأت اليوم.. مساء اليوم ... صمتُ «اعمر الزاهي» ينادي هذا المساء إلى نشوة الحزن الرهيب.. بدل «توشية»، بدل «هواوات» لم نعرف لها أبدا مثيلا ...». وأضاف: «الموت اليوم سيشرب قهوته في «رومفالي».. لغة المندول صمتت.. صمتت «السيكة والحسين».. وكل المقامات... كنت لا تؤمن بالمستحيل.. وتؤمن بالله كثيرا.. شهدت أن «ما عليها بواب باب الله دايمن محلولة».. أحسست أنني خارج العالم اليوم، أبحث عن روحك الطيبة.. الموت أخذ منك اليوم شكل المغفرة... استحى كثيرا من أخذ تلك الروح الجميلة البسيطة... واليوم نزع «العجار» وفعلها.. وأشار «ترك «جنينة»مرينقو» يتيمة لا أنيس لها، لا أحد يتأمل فيها بصمت، يقول كل لغات الدنيا... كم بحثت عن وجه الحقيقة في «الرصد والماية» وفي «إيزميرالدا»!.. كم كنت فنانا وأكثر... «ديك الشمعة» انطفأت اليوم إلى الأبد...»عميمر» إلى اللقاء أيها الفنان الفذ الرائع. سليمان جوادي: عمر الزاهي الإنسان والفنان.. من جهته، كتب الشاعر والإعلامي سليمان جوادي مشيرا إلى أنّ «المستمع لمدوّنة الفنان الراحل عمر الزاهي والمتتبع لحياته الفنية لا يجد فيها ما يمكن أن يميزه عن أبناء جيله من مطربي الشعبي أو يجعله متفوّقا عليهم، رغم تشبّثه وتمسّكه بالأصيل والجيد من هذا التراث العاصمي ومحاولة المحافظة عليه لحنا وأداء». وأوضح أنّ الشهرة التي اكتسبها هذا الفنان والشعبية الكبيرة التي حظي بها والاحترام الفائق الذي يكنّه له عشاق الشعبي وغيرهم من أفراد الشعب الجزائري، مصدرها عمر الزاهي، الإنسان الذي عُرف بزهده وتواضعه وحبه للفقراء والمحتاجين والنأي بنفسه عن قرع أبواب المسؤولين والتودّد إليهم حتى إنه غدا بخصاله هذه أسطورة تمشي على قدمين.. الفنان رضا دوماز: المعلّم السخي والمستمع الرائع «منذ دقائق انفجرت شمس كبيرة وجميلة لا تنتمي إلى أي فصل فوق سماء الجزائر، الشيخ اعمر الزاهي الذي وجد أخيرا شمسه، اختار هذه اللحظة بالضبط كي يرحل»، بهذه العبارة فضّل الفنان رضا دوماز توديع شيخه، وقال: «.. وداعا أيها الفنان، الصديق الكتوم، المعلم السخي والمستمع الرائع، حزين جدا وفي حداد».. الأديب واسيني لعرج: فنان الشعب الطيب أبى الأديب واسيني لعرج إلا أن يعبّر هو الآخر عن أساه لرحيل الشيخ اعمر الزاهي. وأوضح أنّ الفنان اعمر الزاهي يغادرنا في زمن صعب. لقد أنهكه المرض والنسيان كما كلّ الذين سبقوه. وقال: «وغدا سيحتلون الصدارة في المقبرة. رحم الله فنان الشعب البسيط والطيب عمار الزاهي. قلبي يذهب هذا المساء نحو أهله وأقاربه، الذين تعرفت على جزء منهم عن قرب وأحببتهم من كل قلبي، ونحو كل الناس الذين أحبوه بقوة.. رحمك الله شيخنا الكبير». السينمائية فاطمة بلحاج: رحل أبو الزواولة عزت الممثلة والسينمائية فاطمة بلحاج ذوي الراحل اعمر الزاهي والملايين من محبيه، وكتبت: «رحل اعمر الزاهي.. رحل فنان الشعب وأبو الزواولة وأحد أهم أعمدة الفن الشعبي إن لم يكن الأهم». وأضافت أنّ اعمر الزاهي هو المثل الحقيقي لما يجب أن يكون عليه الفنان الحقيقي؛ لما يمتاز به من موهبة ومعرفة ومن تواضع وعدم الخنوع لأي شيء ولأي أحد. الباحث ناصر جابي: جنازة شعبية ضخمة وتوقّع الباحث في علم الاجتماع ناصر جابي أن يخرج الجزائريون بقوة لتوديع شيخهم، وقال: «من المتوقَّع أن يخرج الجزائريون اليوم بقوة لتوديع شيخهم اعمر الزاهي إلى مثواه الأخير في مقبرة القطار». وأوضح أنها ستكون جنازة شعبية ضخمة، يعبّر من خلالها الجزائري عن المكانة الخاصة التي استطاع هذا الفنان الأصيل أن يحتلها في وجدان الجميع. وأضاف: «الرحمة كل الرحمة للشيخ الزاهي»..