أقدمت المصالح المختصة على مستوى بلدية وهران بالتنسيق مع مختلف المديريات المعنية على تهديم 22 عمارة بأحياء وسط مدينة وهران، وذلك بعد القيام بعمليات إسكان العائلات التي تقطنها على مستوى أحياء الدرب، سيدي الهواري، المقراني وغيرها من الأحياء القديمة التي توجد بها عمارات مهدّدة بالانهيار. ذكر رئيس بلدية وهران، نور الدين بوخاتم ل «المساء» أنّ عمليات تهديم هذه المباني أصبحت أكثر من ضرورة، كونها تحل الكثير من المشاكل بداية بالوقوف الفعلي أمام من يحاول إعادة اقتحامها من جديد للظفر بسكن اجتماعي، وتمكين المصالح المختصة على مستوى مديريات التعمير والبناء وغيرها من المديريات الأخرى من إنجاز مرافق عمومية أخرى تعود بالفائدة على المواطن، سواء تعلّق الأمر بإنجاز سكنات جديدة أو مرافق ذات منفعة عمومية، وتأتي هذه العملية في إطار التطبيق الصارم لتعليمات والي هران الذي يعمل على إعادة الوجه الحقيقي لمدينة وهران، بعد أن عرفت العديد من العمارات القديمة والمتآكلة المتواجدة وسط المدينة، عمليات سطو حقيقية من طرف غرباء عن المدينة بهدف البزنسة والحصول على مسكن اجتماعي بشتى الطرق والوسائل.ويعترف السيد بوخاتم بأنّ عمليات التهديم، تعرف صعوبات كبيرة في الميدان، الأمر الذي حتّم تشكيل لجنة خاصة من طرف الوالي، يهدف عملها الأساسي إلى إحصاء العدد الحقيقي والفعلي مع تحديد الأماكن التي يتم على مستواها الترحيل ومن ثم التهديم حتى لا تقع مصالح الولاية وديوان الترقية والتسيير العقاري في مشاكل هي في غنى عنها. من جهة أخرى، فإنّ أهم وأكبر المشاكل التي تعترض عمليات تهديم المساكن التي تمّ ترحيل السكان منها وبالتالي إخلاؤها هو وجود عدد من المحلات التجارية على مستوى بعض العمارات، الأمر الذي يحتم بالضرورة إيجاد حل لأصحاب المحلات قبل أي عملية تهديم.ويذكر مصدرنا أنّ العمارات ال22 التي تمّ تهديمها تعدّ جزءا من البرنامج الكبير الذي يهدف إلى التهديم الكلي لهذه العمارات بالأحياء العتيقة بعاصمة الولاية، وأن ذلك يفرض الإسراع في تجسيد مختلف عمليات الإنجاز، فور عمليات ترحيل العقار، لتعمير المدينة بطريقة عصرية مدروسة. أما فيما يتعلق بالعمارات المصنفة في التراث العالمي من طرف مؤسسة اليونسكو، فإن المصالح التقنية بالولاية قرّرت اتّخاذ كافة التدابير والإجراءات القانونية من أجل حمايتها، من خلال إعادة تهيئتها وترميمها وتخصيص الأغلفة المالية الخاصة بمختلف العمليات الميدانية لإنقاذها من الانهيار والاندثار كونها تمثل تاريخ مدينة وهران العتيقة. وفي هذا الإطار، يؤكد والي وهران أن أهم الإجراءات الميدانية التي تم اتخاذها هو الحرص الكبير على عدم توفير الفرصة لكل من تسول له نفسه الاستيلاء على هذه العمارات، بما فيها تلك التي تم إخلاؤها من ساكنيها، وبالتالي تفويت الفرصة على كل من يفكر في السكن بواحدة من هذه السكنات، إلى جانب العمل على توفير الحماية الكاملة لكل العمارات التي تعمل مصالح الولاية على ترميمها بصفتها إرثا وطنيا ومعلما من معالم تاريخ مدينة وهران، التي يجب الحفاظ عليها بصفتها تراثا حضريا يروي تاريخ المدينة خلال فترة من فترات التاريخ.يذكر أنّ أعضاء اللجنة الولائية المكلفين بدراسة ملف عمليات التهديم الخاصة بالسكنات خلصت إلى إحصاء 42 عمارة من بين 66 تشكل خطرا على شاغليها، وتقرر تهديمها فورا، أما فيما يتعلق بالعمارات الأخرى ذات الطابع التاريخي، فإنه سيتم بعد ترميمها، توجيهها إلى المصالح العمومية من أجل استغلالها للمصلحة العمومية. ديوان الترقية والتسيير العقاري بوهران ...الانتهاء من ترميم 48 عمارة مارس 2017 حدّد ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية وهران، شهر مارس 2017 تاريخا للانتهاء من إعادة تهيئة 48 عمارة بوسط مدينة وهران، موزّعة على شارعي «العربي بن مهيدي» و«محمد خميستي»، حسبما كشف عنه مدير الديوان، محمد صابر، مفيدا أنّ أربع عمارات انتهت بها عملية الترميم نهائيا، مع تخصيص مبلغ مالي ب 200 مليار سنتيم لكامل عملية التهيئة. يشرف ديوان الترقية والتسيير العقاري على تسيير مشروعين لترميم 48 عمارة، 34 منها تقع بشارعي «العربي بن مهيدي» و»محمد خميستي»، إذ فضلا عن أسطح العمارات، الأجزاء المشتركة، وواجهات البنايات وطلائها، ستشمل العملية إعادة تهيئة السلالم والأرضيات والأسقف وتزفيتها. وقد عرفت عملية الترميم في فترة من فتراتها، بعض التجاوزات من لدن بعض المؤسسات المشرفة على الأشغال، كما تمّ تنصيب ورشات في بعض البنايات النموذجية، ليتفاجأ ديوان الترقية والتسيير العقاري، وغيره من المعنيين بترميم البنايات القديمة بوهران، بانسحاب المقاولات بعد فترة قصيرة من مباشرتها عملية الترميم، بالرغم من تخصيص أظرفة مالية هامة لهذا الشأن، بسبب بعض الصعوبات التي واجهتها، وكذلك الحزم الذي قوبلت به من قبل السلطات العمومية في عمليات الرقابة، وإجراء الخبرة التقنية الضرورية قبل الشروع في أي عملية دفع، وهو ما لم تحترمه المقاولات المكلّفة بالعملية، في الوقت الذي استمرت الأشغال ببنايات أخرى بالشارعين المذكورين، وكذا شارع «معطى محمد الحبيب» إلى غاية الانتهاء بها.وتقع أغلب البنايات القديمة بوسط مدينة وهران، كالحي العتيق سيدي الهواري، التي يعود تشييدها إلى الحقبة الاستعمارية الفرنسية وحتى الإسبانية، وتحرص السلطات المحلية على الاستعانة بخبراء وفنيين ومختصين، يراعون التدقيق والترميم المتطابق لاختلاف العمارات عن بعضها البعض، بسبب اختلاف التشكيلات العمرانية أو الهندسية لكلّ بناية أو عمارة، وكلّ ذلك من أجل إعطاء وجه جمالي يليق بعاصمة الغرب الجزائري المقبلة على تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 2021، مما جعل مدينة وهران ورشة مفتوحة لإعادة الاعتبار لمساكنها القديمة .