سينطلق ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية وهران في ترميم 48 بناية قديمة على مستوى وسط المدينة ، وتحديدا بكل من شارعي "العربي بن مهيدي" و "محمد خميستي"، وهو ما يعادل362 مسكن، وستمس أشغال التهيئة -حسبما أكدته مصادر مسؤولة من أوبيجيي وهران- أسطح العمارات، الأجزاء المشتركة، فضلا عن واجهات البنايات، وقد تم تخصيص لهذه العملية غلافا ماليا هاما تقدر قيمته بملياري دينار جزائري. وما تجدر الإشارة إليه أنّه تم الإنطلاق في الدراسة الخاصة ب34 عمارة، فيما ستتم مباشرة الدراسة في 9 بنايات، لتبقى 5 عمارات مهيأة لإنطلاق الدراسات الخاصة بعملية ترميمها، علما أنه وإلى غاية يومنا هذا تم إختيار مؤسسات إنجاز ستتكفل بترميم 4 عمارات. فيما ستنطلق الأشغال الخاصة ببقية العمارات والبالغ عددها 44 عمارة قريبا. وما يجدر التنبيه إليه أنّ عملية الترميم بعاصمة الغرب الجزائري، قد سبق لها وأن أسالت الكثير من الحبر على صفحات الجرائد، وذلك نتيجة تأخرها من جهة، وغياب اليد العاملة عن المقاولات المكلّفة بالأشغال، من جهة أخرى، وحتى وإن وجدت فتنقصها الخبرة، كما شهدت نفس العملية تسجيل بعض التجاوزات من طرف بعض المؤسسات المشرفة على الأشغال، والتي اقتصر مهامها على سد الثقوب في الواجهات وترميم الشرفات وطلاء العمارات فقط، كما تم تنصيب الورشات في عدد من البنايات النموذجية، ليشهد بعضها انسحاب المقاولات بعد مرور أشهر من انطلاق عملية الترميم، وتم توقيف الأشغال بالرغم من تخصيص أغلفة مالية هامة لهذا النوع من العمليات، فيما تم إتمام الأشغال ببعض البنايات بما فيها تلك الواقعة بشارعي "العربي بن مهيدي" و"محمد خميستي"، إلى جانب شارع "معطى محمد الحبيب" "فاليرو" سابقا، حيث أخذت العديد من العمارات شكلها النهائي بعد إتمام الأشغال بها واستعادت جمالها. وللعلم فإنّ عملية الترميم تعتبرتقنية من تقنيات البناء وتعني بحماية هيكل ما وتقويته بإستخدام مواده الأصلية، ووفقا لنظام تشكيلته الأولى، ولا يتم إستعمال مواد جديدة إلاّ عند الضرورة القصوى، والتي ينبغي أن تكون متميّزة، ومن السهل التعرّف عليها، بحيث وبفضل هذه العملية يتم التخلص من مظاهر التلف، وتختلف طرق الترميم حسب نوعية التلف، فمنه ما هو حجري ومنه ما هو خشبي، علما أن هذه التقنية تتطلب مرممين في غاية المهارة وذلك للمحافظة على الأثر وعدم إحداث خدوش أو تشققات به، لاسيما وأنّ مدينة وهران تحتضن بنايات يعود تاريخ تشييدها إلى الحقبة الإستعمارية الفرنسية وحتى الإسبانية ويتمركز هذا النوع من العمارات خصوصا بوسط مدينة عاصمة الغرب الجزائري والأحياء العتيقة كحي "سيدي الهواري" مثلا. وبالتالي فقدم هذه السكنات والعوامل الطبيعية بما فيها الرياح والأمطار كلّها عوامل ساهمت في إتلاف العديد من البنايات وواجهاتها، الأمر الذي جعل السلطات المعنية تولي أهمية قصوى لهذا المجال وذلك بهدف إعادة الإعتبار لهذه المساكن، فضلا عن المحافظة عليها من الضياع وتقويتها، وكذا إعطاءها وجها جميلا يليق بمدينة وهران، هذه الأخيرة المقبلة على إحتضان حدث رياضي هام خلال سنة 2021، والمتمثل في الألعاب المتوسطية، وفي ذات السياق يجدر العلم أنه من المرتقب أن تتحوّل الباهية وهران إلى ورشة مفتوحة خلال الأشهر القليلة المقبلة، في جميع المجالات، لتكون جاهزة لاحتضان هذا الحدث الهام.