نوّه الأديب الجزائري عبد المالك مرتاض أمس، خلال الكلمة التي ألقاها بمناسبة التكريم الذي حظي به في افتتاح الطبعة السادسة للملتقى الأدبي «شموع لا تنطفئ»، بمدينة الباهية وهران التي سكنها وتسكنه منذ سنة 1962، واعتبر تكريم الرجال اعترافا بالجهود التي يبذلها المثقف والمبدع في إثراء وترقية الساحة الثقافية في أيّ بلد، لاسيما أنّ هذا التكريم هو الأوّل الذي يحظى به من مدينته، وجاء مع إحياء اليوم العالمي للغة العربية، بالرغم من أنه حي بالعديد من التكريمات خلال مشواره، لكن هذه المرة كان أجمل وأعز وهو يأتيه من مدينته. ذكّر الدكتور، الحضور، بأنّه كان أوّل من تقلّد خلال الثمانينيات من القرن الماضي منصب مدير للثقافة بوهران، وأوّل رئيس للجمعية الثقافية «الفكر»، قبل أن يستقيل من منصبه بسبب انشغالاته الكثيرة، لكنّه فضّل قبل أن يغادر منصبه أن يكرّم عددا كبيرا من مثقفي ومبدعي المدينة وقتها على غرار أبو القاسم عبد الله والأديبة عمارية بلال المعروفة بأم سهام وغيرهما، وذلك بالرغم من قلة الإمكانيات والهياكل الثقافية عكس وهو عليه الأمر حاليا، موجّها بالمناسبة طلبه لوالي الولاية السيد عبد الغني زعلان والقائمين على الثقافة بالولاية بالارتقاء بالملتقى الأدبي «شموع لا تنطفئ» لملتقى أدبي دولي يليق بمدينة وهران كعاصمة للأدب والثقافة العربية. وخلال الكلمة التي ألقتها مديرة الثقافة، أكّدت السيدة ربيعة موساوي أنّ وهران لا تنسى أدباء الجزائر الذين ساهموا في ارتقاء الثقافة ببلادنا، حيث انصب اهتمام منظمي هذه الطبعة من الملتقى الأدبي للتعريف بالرعيل الأوّل من الأدباء الذين خدموا الوطن بالقلم للنشء بالرغم من أنّ يومين من عمر الملتقى لا تكفي للتعريف والغوص في مسيرة هذا الرجل المعطاء. من جهته، الدكتور الطاهر بلحيا، أكد في مداخلته أنّ أوّل لقائه بالدكتور مرتاض كان في سنة 1978 كطالب في السنة الأولى جامعي، وكان يهابه - كما قال - كقامة أدبية قدّمت ما يفوق 75 مؤلفا، معتبرا التكريم الذي حظي به اليوم تشريف وهران لابنها البار. وفي هذا السياق، أكّد الدكتور ناصر اسطنبول في مداخلته بأنّ هذا المشهد الثقافي الذي صنعته وجوه سجّلت حضورها في المشهد الثقافي في وهران، جاء في وقت الذي يحتفي فيه العالم باللغة العربية، فالدكتور عبد المالك مرتاض يضيف - تتلمذ على يديه جيل من الأساتذة، فهذا الهرم الشامخ من أهرامات الثقافة هو أكبر من الخطابات، فهو متواضع في شموخه، وسامق شامخ في عطاءاته، وقال «شكرنا لمديرية الثقافة التي التقطت أيقونات الثقافة وتسعى للتعريف بها». أما أستاذ التاريخ بجامعة وهران بوشيخي الشيخ، فأشار إلى أنّ «الأمم مواقف ورجال وبهم ترتقي الأمم»، وأضاف أنّه في الفترة الأخيرة لاحظ أنّ هناك عودة إلى الرشد بتثمين الرجال والنساء وعودة الجزائر إلى حاضرتها دون المساس بحاضرتها العالمية والإنسانية، وبادر السيد رئيس الجمهورية بإطلاق أسماء على معالم ومؤسسات لقامات أدبية وثقافية ورجالات ساهموا في ارتقاء البلاد والأمة، مشيرا في نفس السياق إلى ضرورة تذكّر هؤلاء الرجال وتذكّر الشهداء الذين أعطوا للوطن، ونرتقي بهذا الوطن. وعرفت الطبعة السادسة للملتقى الوطني «شموع لا تنطفئ» التي انطلقت فعالياتها أمس بوهران مشاركة العديد من الأساتذة والأدباء على المستوى الوطني، فيما تتخلل الفعالية الأدبية تنظيم مسابقة في القصة القصيرة والشعر الشعبي والملحون بمشاركة 21 مشاركا قدموا من مختلف ولايات الوطن، حيث سيعلن عن الفائزين أمسية اليوم مع اختتام هذه التظاهرة الأدبية.