اعتبرت جمعيات أولياء التلاميذ قرار وزارة التربية الوطنية القاضي بتمديد العطلة المدرسية الشتوية قرارا حكيما وشجاعا جاء لوضع حد لمحاولات استغلال التلاميذ لأغراض ومصالح بعيدة كل البعد عن مصلحة المدرسة والتلميذ. وأكد رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، أحمد خالد، أن تمديد العطلة فرصة لوضع حد للاحتجاجات التي تعرفها بعض المؤسسات التربوية والتي يراد من خلالها تحريض التلاميذ على الخروج إلى الشارع. اعتبر خالد أنه بتمديد العطلة تكون وزارة التربية قد ضيعت فرصة استدراك الدروس الضائعة من هذا الفصل بسبب الاحتجاجات والعطل الدينية والوطنية المقدرة ب20 يوما من بينها 10 أيام بسبب احتجاجات التكتل النقابي. فيما وصفت رئيسة الفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، دليلة خيار، القرار بالحكيم، مشيرة إلى وجود أطراف تريد خلق البلبلة والفوضى والعنف في الوسط المدرسي كما أنها فرصة لإبعاد التلاميذ عن هذا الخطر لاسيما وأن بعض المؤسسات شهدت في الآونة الأخيرة عمليات تخريب من طرف بعض المنحرفين إلى جانب الحادث المأساوي الذي أودى بحياة تلميذ يدرس بالثانوية ببلدية الدار البيضاء بالعاصمة. وأشارت خيار إلى أن الوزارة ستشرع طيلة العطلة في تنظيم حملة تحسيسية حول محاربة العنف في الوسط المدرسي تتوج بيوم دراسي ستنظمه خلال الأيام القليلة المقبلة. من جهة أخرى، تباينت آراء نقابات قطاع التربية حول قرار تمديد عطلة الشتاء التي حددتها الوزارة بين 20 ديسمبر إلى 08 جانفي الداخل، حيث اعتبرته البعض منها بغير المدروس ولم يتم استشارة النقابات قبل اتخاذه فيما ترى أخرى أن وزيرة القطاع وبإعلانها تمديد العطلة اتخذت قرارا صائبا جاء بعد تجاوزات في الميدان من خلال استغلال تلاميذ لتحقيق أهداف مشبوهة. وأوضح الأمين العام للاتحادية الوطنية لعمال التربية، فرحات شابخ، الذي حيا قرار الوزيرة رغم أنه كما قال من الصعب جدا في بلادنا التراجع عن أي قرار، مضيفا أن السيدة بن غبريط كانت قد استشارت حول الموضوع قبل اقتراب العطلة ولو كان ذلك في اللحظات الأخيرة. أما الأمين العام للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، مزيان مريان، فيرى أن القرار المتعلق بالعطلة الشتوية كان غير مدروس بحيث لم يتم استشارة أهل الميدان من أساتذة ونقابيين. وقال مزيان ل«المساء" إن الفصل الأول الذي انطلق منذ ثلاثة أشهر يتطلب الاستفادة من عطلة شتوية كاملة لكونه أطول ثلاثي في السنة، مشيرا إلى أن التقليص كان ممكنا بالنسبة للعطلة الربيعية. واعتبر أن تلبية مطالب التلاميذ يشكل خطرا على المدرسة الجزائرية وعلى الصرامة التي ينبغي أن تميزها، مشيرا إلى أن تراجع الوزارة الوصية عن قرارين يتعلق الأول برزنامة البكالوريا والثاني بالعطلة الشتوية في ظرف زمني قصير من شأنه أن يدفع التلاميذ للمطالبة مجددا بالعتبة. أما الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة فاعتبر أن وزارة التربية من خلال قرارات مماثلة تقوم بإرضاء التلاميذ على حساب الجانب البيداغوجي، مشيرا إلى أن التلاميذ قد يطالبون لاحقا بالعودة إلى العتبة التي تم الفصل فيها منذ سنتين. للإشارة، كانت وزارة التربية الوطنية قد أكدت في بيان لها أن قرار تمديد العطلة الشتوية جاء نزولا عند الطلب المعبر عنه من قبل التلاميذ الذين أبدوا الحاجة إلى مدة أطول لهذه العطلة معلنة إنها ستتخذ كل الإجراءات الضرورية والكفيلة بضمان أنشطة الدعم لفائدة التلاميذ الراغبين في الاستفادة منها وهذا خلال الفترة الممتدة ما بين 24 إلى 29 ديسمبر الجاري على مستوى المؤسسات التعليمية كما أعلنت أن عمليتي تسليم كشوف النقاط ولقاء الأساتذة مع أولياء التلاميذ تبقى مستمرة طيلة اليوم الخميس 22 ديسمبر. وأوضحت الوزارة أن السلطات العمومية أولت اهتماما خاصا بالطلب المعبر عنه من قبل التلاميذ الذين أبدوا الحاجة إلى مدة أطول للعطلة الشتوية بعد الثلاثي الأول من السنة الدراسية 2016-2017 وهو الثلاثي الذي عرف استقرارا.