عادت الحركة شبة عادية، أمس، في معظم الولايات الشرقية التي شهدت يوم الاثنين إضرابا جزئيا للتجار وصف ب«مجهول المصدر» والدوافع صاحبته في ولايتي عنابةوبجاية مناوشات وأحداث عنف وتخريب مست ممتلكات عمومية وخاصة، دفعت مصالح الأمن للتدخل من أجل تهدئة الأوضاع وفتح تحقيقات لتحديد هوية الواقفين وراءه. ورغم التهديد بإتلاف وحرق المتاجر التي لم يستجب أصحابها لهذا الإضراب كما هو الحال في بومرداسوبجاية وتيزي وزو والبويرة، فإن معظم المحلات التجارية في هذه الولايات عادت أمس للنشاط تدريجيا باستثناء ولاية البويرة التي استيقظ سكانها على وقع شلل شبه تام للحركة التجارية، بينما تمكنت مصالح الأمن من توقيف عشرات الأشخاص المتورطين في أعمال الشغب والتخريب بولاية بجاية، وتدخلت الجمعيات في ولاية عنابة لاحتواء الفوضى وتفادي حدوث أي انزلاقات خطيرة. وقد شدد الاتحاد العام للتجار الجزائريين والفروع الولائية التابعة له وحتى جمعيات ومسؤولين محليين على عدم قانونية هذا الإضراب المفاجئ الذي لم يلق استجابة واسعة لكنه أثار دهشة المواطنين خاصة وأن معظم التجار المضربين أكدوا أنهم اضطروا إلى غلق محلاتهم تحت وقع التهديد الذي تعرضوا له بعد نداءات «مجهولة المصدر» بثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم مثل هذا الإضراب احتجاجا على ارتفاع الأسعار. بومرداس: استجابة ضعيفة لإضراب التجار والفيسبوك وراء الإشاعات لم تسجل ولاية بومرداس خلال ال48 ساعة الأخيرة استجابة ملحوظة لإضراب التجار فمن مجموع تسع دوائر سجل توقف لنشاط التجار أمس بدائريتين فقط هما دائرتا يسّر وبرج منايل بنسبة تقارب ال60 %، وتحديدا وسط المدينة بعد تهديدات من جهات مجهولة طالت التجار مفادها غلق المحلات التجارية أو تخريبها فيما فتحت الجهات الأمنية تحقيقا معمقا في الأمر. وقد أكد أحمد زين الدين أودية الأمين العام للاتحاد الولائي للتجار والحرفيين الجزائريين ببومرداس في تصريح ل«المساء» أن الولاية لم تشهد خلال ال48 ساعة الأخيرة استجابة واسعة للإضراب غير الشرعي الذي دعت إليه أطراف مجهولة تتربص باستقرار الوطن. وقال إنه قد أوفد مندوبين للدوائر التسع بالولاية لإحصاء عدد التجار المضربين، حيث «لم تسجل أي نسبة مقلقة على العكس تماما سجلت محلات موصدة بكل من دائرتي يسر وبرج منايل شرق الولاية بنسبة تصل إلى 60% عند منتصف النهار، وممكن جدا أن تتناقص مساء». وأضاف بأن «النداء إلى الإضراب سياسي غرضه ضرب استقرار الوطن.. والتجار يرفضون أن يكونوا طرفا فيه.. ونحن نرفع نداء لأي تاجر لديه مظلمة تجارية أو إدارية التقرب من المكتب الولائي للتكفل بها». من جانبه، قال محمد شارف عضو وطني بالاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين إن «مطالب التجار مهما كانت طبيعتها هناك جهة رسمية تستمع إليهم عبر 48 ولاية تماما مثلما للمستهلكين جهة رسمية تمثلهم ترفع مطالبهم بصفة حضارية». وأضاف أن «هذا الإضراب مرفوض ولا يمثل بأي شكل من الأشكال التجار». وبينما حمل أطرافا مسؤولية التشهير بالإضراب عبر موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» وجه شارف نداء للتجار والحرفيين والناقلين بالاستعمال العقلاني للفضاء الأزرق دون الانسياق وراء الإشاعات المغرضة.أما سامية عبابسة، مديرة التجارة، فقد أكدت ل«المساء» أن مصالحها تعمل بالتنسيق مع المكتب الولائي لاتحاد التجار كممثل للتجار ومع الفرع الولائي لجمعية حماية وإرشاد المستهلك كممثل للمستهلكين من أجل متابعة الوضع عن قرب، وتحسيس كل الأطراف بأن هناك جهات معنية لحل أي إشكال من أي نوع. للإشارة، فإن هناك مصادر ذكرت ل«المساء» أن تهديدات طالت تجار دائرتي يسّر وبرج منايل لغلق المحلات التجارية عنوة أو يكون مصيرها التخريب والحرق، وهو الأمر الذي فتحت بشأنه الجهات الأمنية تحقيقات معمقة للوقوف على مصادر التهديدات وحفظ الأمن. حنان. س الفرع الولائي للاتحاد العام للتجار بالبويرة يتبرأ تبرأ المكتب الولائي للاتحاد العام للتجار والحرفيين لولاية البويرة في بيان أصدره أمس، تسلمت «المساء» نسخة منه، من الإضراب الذي شنه أصحاب المحلات التجارية منذ أول أمس، معتبرا ذلك دعوات مجهولة لأطراف تدعو إلى القيام بإضرابات غير معلومة الأهداف ومجهولة المطالب. ودعا المكتب الولائي للاتحاد العام للتجار والحرفيين لولاية البويرة وكل الفروع البلدية التابعة له أصحاب المحلات إلى عدم الانسياق وراء هذه الفئة المجهولة الداعية للإضراب غير القانوني، والعودة إلى العمل بشكل طبيعي ابتداء من يوم أمس الثلاثاء على اعتبار أن التاجر هو أحد المكونات الأساسية للمجتمع المطالب بالوقوف سدا منيعا أمام كل فئة مجهولة تريد أن تمس بأمن واستقرار الوطن، مع العدول عن الإضراب الذي سيؤثر على الحركة التجارية وحق المواطن. بالمقابل، ارتفعت صباح أمس استجابة أصحاب المحلات التجارية للإضراب الذي دخل يومه الثاني على التوالي لتشمل مختلف البلديات بعد أن فاقت عشية اليوم الأول 90 بالمائة. واستيقظت ولاية البويرة صباح أمس على وقع شلل تام للحركة التجارية وغلق لمختلف المحلات عبر مختلف البلديات على غرار عاصمة الولاية والأخضرية وقاديرية وعين بسام وسور الغزلان وبلديات الجهة الشرقية للولاية تنديدا بالزيادات التي جاء بها قانون المالية الجديد الذي دخل حيز التنفيذ بداية الأسبوع الجاري خاصة ما تعلق بالزيادة في سعر رسم القيمة المضافة وأسعار الكراء وكذا أسعار المواد واسعة الاستهلاك. ع. ف الزهراء جمعيات تتدخل ضد التخريب في عنابة كثفت، أمس، المصالح الأمنية بعنابة من تدخلاتها من خلال تنصيب عناصر أمنية إضافية لتأمين مقرات الولاية والدوائر إلى جانب الشوارع الرئيسية تحسبا لأي غليان شعبي أو احتجاجات قد تندلع على خلفية تهديد تجار المحلات والمواطنين بالخروج إلى الشارع للاحتجاج على الارتفاع المفاجئ في أسعار المواد الواسعة الاستهلاك. من جهتها، وسعت الجمعيات الناشطة بالولاية من حملاتها لتهدئة الوضع وامتصاص غضب السكان مع التأكيد على التعامل مع مثل هذه الأوضاع بطرق سلمية دون الاعتداء على الممتلكات العمومية وحرقها وتخريبها وضمان استقرار المدينة وما جاورها. وقامت ضمن هذا المسعى بنشر مطويات تخص توعية الشباب والمواطن بالتحلي بالحس المدني والإصغاء إلى الإدارة قبل الخروج إلى الشارع من أجل إثارة المشاكل وتصعيد الوضع والذي كاد أن ينحرف عن مساره ليلة أول أمس بعد تورط جهات في التحريض على التجمهر غير المرخص وجمع العجلات المطاطية لحرقها وأغصان الأشجار لغلق الطرقات الولائية والوطنية مع شل حركة المرور. وهو الأمر الذي أثار استياء والي ولاية عنابة يوسف شرفة، وعليه تم تطويق النقاط السوداء بالأمن لتفعيل مخطط ضمان الآمان داخل المدينة. هبة أيوب بجاية: توقيف 74 شخصا من المتسببين في أعمال الشغب والتخريب أوقفت مصالح أمن ولاية بجاية 74 شخصا تتراوح أعمارهم ما بين 18 و25 سنة لتورطهم في أعمال الشغب والتخريب التي عرفتها عاصمة الحماديين، أول أمس الاثنين، بعد المناوشات التي اندلعت بوسط مدينة بجاية. وتم استرجاع بعض العتاد الذي تمت سرقته في وقت تواصل فيه أجهزة الأمن تحقيقاتها لتحديد هوية المتسببين في هذه الأحداث. وعرفت أحداث الشغب تخريب العديد من الأملاك العامة والخاصة من بينها حرق حافلة تابعة للمؤسسة النقل الحضري بحي «اديمكو» وتخريب شركة التبغ والكبريت وسرقة وكالة شركة «كوندور» بوسط المدينة وتخريب وكالات بنك «بي.ان.بي باريبا» بحي «دواجي» بالإضافة إلى تعرض وكالة المتعامل في الهاتف النقال «جيزي» وغيرها. وقد نددت بعض التشكيلات السياسية على غرار رئيس المجلس الشعبي الولائي، رابحي، بأعمال الشغب التي استهدفت بعض المرافق العامة كما أن بعض الجمعيات بالتنسيق مع رابطة حقوق الإنسان نظمت اجتماعا أمس من أحل التطرق إلى الأحداث التي عاشتها الولاية يوم الاثنين وتنظيم حملات تحسيسية لتفادي وقوع هذه الأحداث مستقبلا خاصة أن عملية التخريب لا تصب في صالح المواطن بولاية بجاية. من جهة أخرى، شهدت عاصمة الحماديين أمس حركة عادية بعد أن قام بعض التجار بفتح محلاتهم بصفة عادية على مستوى مدينة بجاية وبعض البلديات الأخرى في وقت لم تستأنف فيه وسائل النقل التي تنشط خارج المدينة العمل عكس النقل الحضري الذي كان في الموعد. الحسن حامة