ينتظر أن تحتضن الجزائر الاجتماع القادم لآلية دول جوار ليبيا، مثلما اتفق على ذلك أمس، وزراء خارجية دول جوار ليبيا المجتمعون بالقاهرة، بمشاركة وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، في حين أشاد وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، خلال الاجتماع بالجهود التي يبذلها الرئيس بوتفليقة، للمساهمة في تسوية الأزمة الليبية. شارك في الاجتماع وزراء خارجية كل من ليبيا وتونس ومصر والسودان والتشاد والنيجر، إلى جانب ممثل الجزائر بحضور الممثل الخاص للأمين العام لهيئة الأممالمتحدة في ليبيا مارتن كوبلير، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بالإضافة إلى جاكايا كيكويتي، المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي في ليبيا وممثلين عن المنظمات الدولية. السيد مساهل، اغتنم المناسبة لتجديد موقف الجزائر القاضي بالإسراع في حل الأزمة الليبية بتكثيف بلادنا جهودها لدفع مسار السلام والمصالحة الوطنية، مضيفا أن بلادنا تقف على مسافة واحدة من كافة الأطراف وتشجيعهم على نهج الحوار الشامل والمصالحة الوطنية الهادفين إلى التوافق حول أسس الانتقال السياسي في إطار اتفاق يرضي الجميع. كما جددّ الوزير التأكيد على أن حل الأزمة الليبية بأيدي الليبيين وحدهم دون تدخل خارجي، مضيفا أنه «على الجميع تشجيعهم (الليبيين) على إيجاد نقاط توافق تمكّنهم من الوصول إلى حل الأزمة في إطار الحوار والمصالحة الوطنية عبر توافقات في إطار المسار الأممي لتسوية هذه الأزمة». مساهل قال في هذا الصدد إنه لا يمكن اعتماد الحل أو الحسم العسكري كوسيلة لوضع حد للأزمة، مبيّنا أن الهدف الأساسي من المسار السياسي هو «تمكين الشعب الليبي من بناء مؤسسات وطنية قوية وقادرة للدولة الليبية وفي مقدمتها جيش ليبي موحد وشرطة وطنية وأجهزة أمنية»، مما يعزز- كما قال- «من قدرات مكافحة الإرهاب والتصدي للتحديات السياسية والاقتصادية والأمنية». الوزير أبرز «الاتصالات التي تمت مؤخرا مع مختلف القوى السياسية الفاعلة على الساحة الليبية» والزيارات التي قام بها إلى الجزائر كل من السيد فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني والمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب والسيد عبد الرحمن السويحلي، رئيس المجلس الأعلى للدولة والمشير خليفة حفتر، وعدد من مسؤولي وممثلي مختلف الأطياف السياسية والشخصيات الليبية ذات التأثير الوطني. من جهة أخرى طالب السيد مساهل، المجموعة الدولية بمواصلة دعمها للمسار الأممي وحشد جهودها للم شمل الليبيين ومرافقتهم لتنفيذ الحل السياسي دون تدخل في شأنهم الداخلي، بإعلاء المصلحة السامية لليبيا فوق كل اعتبار. للإشارة بعث وزير الدولة وزير الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، نيابة عن الوفود المشاركة في الاجتماع العاشر لدول الجوار الليبي، برسالة شكر إلى وزير الخارجية سامح شكرى لاحتضان مصر الدورة الحالية لاجتماعات دول الجوار الليبي وتوفير أسباب نجاحها، ووجه وزير خارجية الجزائر رسالة تقدير واحترام إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي. وزراء خارجية الآلية ثمّنوا في البيان الختامي المجهودات المبذولة من قبل الجزائر ومساعيها الرامية إلى تشجيع الفرقاء الليبيين لتغليب الحوار الشامل والمصالحة الوطنية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية. كما جدد وزراء خارجية الآلية دعمهم للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وحثوا المجلس الرئاسي على تكوين حكومة وفاق وطني، داعين مجلس النواب لمنحها الثقة من أجل مباشرة مهامها ومعالجة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجه ليبيا. في هذا الصدد، جددت دول الجوار عزمها على مواصلة الجهود لتيسير العملية السياسية في ليبيا وإنجاحها وتوفير الظروف الملائمة لإرساء الاستقرار واستعادة الأمن في ليبيا، مؤكدة رفضها القاطع للحل العسكري لهذه الأزمة لما له من تداعيات سلبية على أمن واستقرار ليبيا ودول الجوار مما يمكنها من الحفاظ على سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها ولحمة شعبها. وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية التقى على هامش الأشغال وزير الخارجية الليبي الطاهر سيالة، وبحثا آخر تطورات الوضع في ليبيا على ضوء الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل تشجيع مسار الحوار الليبي-الليبي بين الأطراف الليبية. في هذا الصدد جدد السيد مساهل، التأكيد على «التزام الجزائر بالوقوف إلى جانب الشعب الليبي الشقيق وعلى دعمها للحل السياسي والمصالحة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد»، بما يمكّن الشعب الليبي الشقيق من الحفاظ على وحدته وسيادته، مناشدا جميع الأطراف الليبية الانخراط في هذا المسار وإعلاء المصلحة العليا لليبيا. من جانبه، ثمّن السيد سيالة «موقف الجزائر الثابت والداعم للمسار السياسي الليبي و التضامني مع الشعب الليبي في هذه الظروف الذي تمر بها ليبيا». كما التقى مساهل الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، وبحثا تطورات الأوضاع في المنطقة العربية وخاصة في ليبيا وسوريا واليمن، كما تطرقا ل«مختلف التحديات السياسية والأمنية التي يواجهها العالم العربي»، بالإضافة إلى المسائل الإقليمية والدولية. علاوة على ذلك أجرى وزير الشؤون المغاربية محادثات مع ممثل الاتحاد الإفريقي إلى ليبيا ورئيس تنزانيا السابق جاكيا كيكويتي، «تناولت الأوضاع في ليبيا والجهود المبذولة من قبل الاتحاد الإفريقي للارتقاء بالحل السياسي للأزمة في ليبيا». السيدان مساهل وكيكويتي، عبّرا عن تطلعهما «للنتائج الإيجابية التي ستتمخض عن اللجنة على مستوى قادة الدول ورؤساء الحكومات للاتحاد الإفريقي المكلفة بليبيا» المقرر عقدها في برازافيل (جمهورية الكونغو) يوم 27 من الشهر الجاري بمشاركة دول الجوار الليبي.