ستتنافس مصر والكاميرون مجددا على اللقب القاري خلال نهائي كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم اليوم الأحد بملعب الصداقة في ليبروفيل، حيث سيسعى منتخب «الفراعنة» لتعزيز رقمه القياسي والفوز باللقب للمرة الثامنة، بينما تتطلع «أسود الكاميرون عير المروّضة» للقب الخامس في كأس الأمم الإفريقية. ورغم تلك الإنجازات لم يتوقع كثيرون أن يصل المنتخبان إلى تلك المرحلة عندما انطلقت البطولة في ليبرفيل قبل ثلاثة أسابيع، بعد تراجع مستواهما في الفترة الأخيرة. وأجرى المدرب هوغو بروس إصلاحات جذرية على منتخب الكاميرون. وانسحب العديد من اللاعبين الأساسيين من التشكيلة قبل انطلاق البطولة؛ رغبة منهم في ترسيخ أقدامهم مع أنديتهم. ووصف منتخب الكاميرون بأنه «الفريق الثاني»، وبدا أنه لا يتحلى بالخبرة بعد الشوط الأول من مباراته الثانية بدور المجموعات، إذ إنه كان متأخرا أمام غينيا بيساو، وكان على شفا الخروج من البطولة، ولكنه سجل هدفين في الشوط الثاني ليفوز بالمباراة. احتاجت الكاميرون لركلات الترجيح للتخلص من منتخب السنغال في دور الثمانية، ولكن مستواها تحسن في الدور قبل النهائي، إذ تغلبت 2-صفر على غانا، لتحجز مكانا في المباراة النهائية. ولم يختلف طريق مصر كثيرا، فقد بدا المنتخب المصري حذرا إلى درجة التوتر في تعادله مع مالي في مباراته الافتتاحية بالمجموعة الرابعة. وبعدها سجل هدفا في الوقت المحتسب بدل الضائع ليفوز على أوغندا، ولكن بعدها تغلّب بهدف على كل من غانا والمغرب، واهتزت شباكه أمام بوركينافاسو في الدور قبل النهائي للمرة الأولى في البطولة. وبفضل إبداعات وتألق عصام الحضري (44 عاما) حارس المرمى، تأهلت مصر إلى الدور النهائي عبر ركلات الترجيح على حساب بوركينافاسو. وستكون هذه المرة الثالثة التي يقام فيها النهائي بين الكاميرون ومصر. في 1986 في القاهرة فازت مصر بركلات الترجيح بعد التعادل بدون أهداف. وفي 2008 في غانا سجل محمد أبو تريكة هدفا قبل 13 دقيقة على نهاية المباراة، ليمنح مصر فوزا صعبا. ويسدل الستار اليوم على فعاليات النسخة 31 من بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، حيث يتأهل الفائز باللقب لفعاليات بطولة كأس القارات التي تستضيفها روسيا منتصف العام الحالي. مصر تحصل على دفعة تفاؤل قبل الموقعة الكبرى يسيطر التفاؤل على منتخب مصر الذي يخوض أول نهائي لكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم منذ سبع سنوات والتاسع في تاريخه، عندما يلتقي الكاميرون للمرة الثالثة في المباراة النهائية اليوم. ويرجع التفاؤل المصري إلى الفوز على الكاميرون مرتين في النهائي عامي 1986 بالقاهرة بركلات الترجيح، و1-صفر في غانا في نهائي 2008. وزاد هذا التفاؤل بعد مشاركة المصابين محمد النني ومحمد عبد الشافي في تدريبات الفريق أول أمس بعد غيابهما عن مباراة قبل النهائي أمام بوركينافاسو. ولا يقف في وجه هذا التفاؤل المصري سوى نحس الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب مصر بطلة إفريقيا سبع مرات - وصاحبة الرقم القياسي - في النهائيات مع الأندية التي قادها من قبل. وقال حازم الهواري رئيس البعثة المصرية في الغابون إن التفاؤل يسود اللاعبين والجهاز الفني. وأضاف لرويترز: «شارك عبد الشافي والنني في التدريبات الجماعية، وباتا جاهزين للدفع بهما أمام الكاميرون، حسب رؤية المدرب هيكتور كوبر». وغاب عبد الشافي عن آخر ثلاث مباريات لمنتخب بلاده في البطولة أمام غانا والمغرب وبوركينافاسو، لإصابته بشد في العضلات خلال مباراة أوغندا. ولم يشارك النني في مبارتي مصر أمام المغرب وبوركينا بسبب الإصابة أيضا. وسيغيب عن تشكيلة مصر محمود عبد المنعم (كهربا)، لحصوله على الإنذار الثاني في لقاء بوركينافاسو، والمهاجم مروان محسن المهاجم الذي تعرّض لقطع في الرباط الصليبي. سيكازوي حكما نهائيا ل «كان» أسند الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف» أول أمس الجمعة، إدارة المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة حالياً بالغابون بين منتخبي مصر والكاميرون اليوم، إلى الحكم الزامبي جاني سيكازوي. ويعاون الحكم الزامبي كل من الأنغولي دوس سانتوس مساعداً أولاً، والكيني مورا عدي مساعداً ثانياً، بالإضافة إلى الجنوب إفريقي دانييل بينيت حكماً رابعاً، حسبما أفاد الموقع الرسمي ل «كاف» على الإنترنت. وتُعد هذه المباراة الرابعة التي يديرها سيكازوي في النسخة الحالية للبطولة، حيث سبق له إدارة مباراتي بوركينافاسو مع الكاميرون، وكوت ديفوار مع الكونغو الديمقراطية في مرحلة المجموعات، بالإضافة إلى لقاء السنغال مع الكاميرون في دور الثمانية. ويسعى المنتخب المصري للتتويج باللقب للمرة الثامنة في تاريخه، وتعزيز رقمه القياسي كأكثر المنتخبات تتويجاً بالبطولة، فيما يتطلع منتخب الكاميرون للحصول على البطولة للمرة الخامسة في تاريخه. قائد الكاميرون يوضّح: تضامن اللاعبين سلاح الفريق في النهائي قال بنيامين موكاندجو، قائد منتخب الكاميرون، إن فريقه الذي تنقصه الخبرة، سعيد بكونه الطرف غير المرشح للفوز في المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم أمام مصر اليوم، مشيرا إلى أن الترابط بين اللاعبين هو سلاح الفريق. وخالفت الكاميرون كل التوقعات، وصعدت إلى المباراة النهائية لأول مرة منذ 2008 بعد الفوز على غانا 2-صفر، في الدور قبل النهائي يوم الخميس الماضي. وقال موكاندجو: «لم نكن مرشحين للتتويج منذ بداية البطولة، وهذا يناسبنا. وسنقبل هذا الدور ونخوض المباراة النهائية كما فعلنا في بقية المباريات حتى الآن. في هذه التشكيلة يوجد 8 لاعبين فقط سبق لهم اللعب في كأس الأمم أو كأس العالم، ولهذا فهو فريق شاب، فريق جديد. نحن نشق طريقنا بجهودنا ونحقق نجاحا». وتألق اللاعبون الذين لا يملكون خبرة دولية كبيرة خلال الدورة. ولم يشارك اللاعبون الأبرز في الفريق كثيرا، إذ جلس القائد السابق نيكولاس نكولو على مقاعد البدلاء. ولعب فينسنت أبوبكر دورا ثانويا، في حين لم يشارك كلينتون نجي منذ ظهوره في المباراة الثانية في دور المجموعات. وقال قائد الكاميرون: «أمام غانا لعب أبوبكر. وقبلها ببضع مباريات شارك نكولو، وأسهم بتمريرة حاسمة رغم أنه لم يشارك أساسيا. في كل مرة يشرك فيها المدرب لاعبا، فإن هذا اللاعب يقدم إضافة، وهذا منحنا القوة». وأضاف موكاندجو: «لدينا مجموعة تعيش سويا، وهناك ترابط وتماسك في الفريق. نحن أسرة واحدة. حقيقة، عدم وجود أي شخص يرى نفسه أفضل من الآخرين أسهم في نجاحنا. كلنا سواسية، هذه كانت طريقتنا منذ البداية، وأتمنى أن تستمر، وأيا كانت النتيجة يوم الأحد فإننا كبرنا سويا خلال البطولة».