دعت وزارة الداخلية والجماعات المحلية إطاراتها على المستوى المحلي لتكوين مؤطري الانتخابات الذين سيشرفون على التشريعيات المقبلة بكل مراحلها، ابتداء من عملية الاقتراع إلى الفرز وتحرير المحاضر وتسليمها، لضمان نزاهة هذه الاستحقاقات وشفافيتها وتفاديا للأخطاء التي قد تنجم عن عدم التحكم في العملية والتي قد تؤثر سلبا على نتائج الانتخابات. شدد السيد حسين معزوز الأمين العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية على ضرورة أخذ موضوع تكوين مؤطري الانتخابات بجدية، لتعريفهم بمختلف مراحلها وقوانينها تفاديا للأخطاء التي تؤثر على نتائجها. مطالبا بتعريف كل مؤطر بالمهام التي ستوكل إليه وكيفية القيام بها. ودعا السيد معزوز خلال اللقاء الجهوي الذي نظمته وزارة الداخلية بمقر ولاية الجزائر، أمس، لفائدة بعض ولايات الوطن، إطارات البلديات والولايات إلى تركيز كل جهودهم على هذا التكوين بتخصيص لقاءات مع رؤساء مراكز التصويت ولقاءات أخرى مع رؤساء المكاتب وغيرهم من المؤطرين دون جمعهم في لقاء واحد لتسهيل وصول المعلومة وتمكينهم من استيعاب النصائح والتقنيات التي ستوجه لهم خلال هذا التكوين. كما طالب المتحدث الحضور بالاختيار الجيد لهؤلاء المؤطرين والمشرفين على العملية الانتخابية، كونهم مسؤولين عن هذه الاستحقاقات بالنظر إلى الصلاحيات التي يمنحها لهم القانون والتي تصل إلى حد الحق في تسخير القوة العمومية داخل مراكز التصويت. موضحا أن هؤلاء المؤطرين سيتم الإعلان عن قائمة أسمائهم إجباريا بكل البلديات، حيث سيكون بإمكان الأحزاب والمترشحين في حال عدم قبولهم لأسباب تتعلق بنزاهتهم أو حيادهم أو عدم توفرهم على الشروط القانونية التي تسمح بتولي هذه المهمة تقديم طعون للجهات المختصة لتعويضهم بأشخاص آخرين. كما ألح المسؤول على ضرورة تنظيم وتأطير مصلحة الانتخابات على مستوى البلديات ومنحها صفة الديمومة لتشتغل بصفة دائمة وليس خلال فترة الاستحقاقات فقط، بمنحها كل الإمكانيات اللازمة لذلك. موضحا أن تنظيمها يختلف حسب حجم الهيئة الناخبة من بلدية إلى أخرى، على أن يشرف عليها المؤطرون الذين سيتم تكوينهم خصيصا لتسيير العملية الانتخابية بمختلف مراحلها. وفيما يخص تحيين القوائم الانتخابية التي ستنطلق غدا وإلى غاية ال22 من فيفري الجاري، طالب السيد معزوز باستخدام التكنولوجيات الحديثة والوسائل العصرية في العملية لاستكمال كل المعلومات التي كانت ناقصة تفاديا لتكرار الأسماء أو بعض الأخطاء التي كانت تسجل في السنوات السابقة، خاصة فيما يتعلق بتشابه الأسماء. مذكرا بأن وزارة الداخلية وفي إطار العصرنة لجأت هذه المرة إلى إضافة بعض المعلومات في القوائم الانتخابية تتعلق بإضافة رقم شهادة ميلاد كل شخص والمعلومات المتعلقة بالأصول باستغلال سجلات الحالة المدنية التي تمت عصرنتها بطريقة الإعلام الآلي. وفي السياق، فند السيد معزوز التصريحات التي تتداولها بعض الأحزاب السياسية حول «تضخيم القوائم الانتخابية»، مؤكدا أن هذه القوائم تتم مراجعتها بصفة عادية سنويا وكذا تحيينها بطريقة استثنائية قبل كل استحقاق، وبإمكان الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات الاطلاع على هذه القوائم التي ستسلم في الوقت المحدد لها للتأكد من صحة ما تتضمنه من أسماء» – يقول المتحدث – الذي أشار إلى أن استكمال عملية تحيين هذه القوائم باستخدام التكنولوجيات الحديثة سيضع حدا للطرق التقليدية التي ظل معمولا بها في مراجعتها وتصبح تسير بطريقة رقمية ولا تحين في كل مرة. من جهته، طالب المفتش العام لوزارة الداخلية، السيد صديني عبد الرحمان، إطارات الولايات والبلديات بتنسيق عملهم مع المداومات التابعة للهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات على مستوى كل الولايات التي سيتم الشروع في تنصيبها هذه الأيام لإنجاح التشريعيات المقبلة. وحضر هذا اللقاء 453 إطارا من ولايات الجزائر، تمنراست، اليزي، تندوف، تيبازة، البليدة، بومرداس، عين الدفلى، البويرة، وتيزي وزو، وهو ما يندرج في إطار سلسلة اللقاءات الجهوية التي باشرتها وزارة الداخلية لتحضير التشريعيات المقبلة وتوجيه تعليمات لمسؤولي المجالس المحلية لإنجاح هذا الموعد وضمان نزاهته.