يعتبر الطريق الوطني رقم 88 بين ولايتي خنشلةوتبسة، لاسيما المحور الرابط بين مدينتي خنشلة وعين الطويلة، نقطة سوداء لازالت تحصد الكثير من الأرواح، مما تؤكد عليه حوادث المرور المتكررة المسجلة على مستوى هذا الطريق الذي يمتد على مسافة 33 كلم، بداية من مدينة خنشلة إلى غاية عين الطويلة، ومنها نحو تبسة، مرورا ببلدية الضلعة التابعة إداريا لولاية أم البواقي، إذ لا يوجد على كل هذه المسافة ولا طريق مزودج يساعد على انسيابية حركة المرور والتقليل من حوادث المرور في العديد من النقاط المعروفة بخطورة منعرجاتها. تشير إحصائيات الحماية المدنية لولاية خنشلة خلال السنة الماضية، إلى أن أغلب حوادث المرور المسجلة بإقليم الولاية وقعت على مستوى هذا المحور بين خنشلة وعين الطويلة، وكانت كلها مميتة وخلفت مآس كثيرة، بعض مستعملي الطريق من أصحاب سيارات الأجرة وحتى حافلات نقل المسافرين نحو مدينة عين الطويلة، أكدوا أنهم يواجهون صعوبات يومية أثناء تنقلاتهم، خاصة في فترة التقلبات الجوية وانتشار الجليد في الكثير من نقاط الظل على امتداد الطريق. إضافة إلى أهم أسباب وقوع هذه الحوادث والمتمثلة في تهور بعض السائقين واستعمالهم المفرط للسرعة، ورغم وضع العديد من الممهلات بالقرب من التجمعات السكنية الحشانية، بلقيطان وأولاد تامرابط، إلا أنها تبقى غير كافية لردع المخالفين والمتسببين في حوادث مرور يومية. ومن جهة أخرى، استاء سكان مدينة الضلعة التابعة إداريا لولاية أم البواقي، من الوضعية الكارثية للطريق الرابط بين مدينتهم وبلدية عين الطويلة، والذي يعتبر جزءا من الطريق الوطني الرابط بين ولايتي خنشلةوتبسة نتيجة اهترائه كليا وانتشار الحفر والأخاديد على مستوى هذا المسلك الذي سجل أيضا عدة حوادث مرور. وهو ما يؤكد إلزامية تحديث هذا الطريق بين حدود بلدية عين الطويلة نحو مدينة خنشلة للتقليل من خطورة حوادث المرور، وتحسين البنية التحتية لشبكة الطرق الولائية والوطنية، رغم أن المصالح المعنية قامت خلال الصائفة الماضية بإعادة الاعتبار لهذا الطريق، ورغم ذلك مازال إرهاب الطرق يحصد الكثير من الأرواح، وهو مايستدعي تدخل جميع المصالح المختصة من مديرية الأشغال العمومية ومصالح الدائرة والبلديات المعنية بضرورة إنجاز طريق مزدوج يساعد على تنظيم حركة المرور، والتقليل من حوادث الطرق في هذا المسلك الذي يعتبره الكثير من المواطنين طريق الموت، خاصة أن هذا المطلب ظل مرفوعا من قبل سكان المنطقة، ليتحول هذا الإنشغال في الفترة الأخيرة من السنة الماضية بعد سقوط ستة ضحايا في أقل من شهر، إلى مطلب ملح من قبل جميع الأطراف من مسؤولين محليين ومنتخبين وممثلي المجتمع المدني. وقد وجه عدد من رؤساء الجمعيات ببلدية عين الطويلة نداء مستعجلا للسلطات العليا للبلاد من أجل التكفل بهذا المطلب ووضع حد لهذه المجازر المرورية التي تحدث في طريق عين الطويلة بخنشلة، بحيث تتفق شهادات جرحى حوادث المرور وتصريحات مستعملي هذا الطريق ليومية «المساء» على أن السرعة الجنونية التي يقود بها بعض أصحاب المركبات، مع ضيق الطريق الذي يشهد حركة كبيرة لأنه طريق دولي، كما أنه يربط العديد من الولايات الداخلية والحدودية ونحو المنطقة الجنوبية، إذ أصبح هذا المسلك لا يستوعب العدد الكبير للمركبات التي تستعمل هذا المحور الذي يحتاج إلى مشروع استعجالي لإنجاز إزدواجية الطريق رقم 88 بين ولايتي خنشلةوتبسة في محوره الرابط بين عاصمة الولاية وبلدية عين الطويلة.