تحتضن المكتبة الوطنية يومي 18 و19 مارس الجاري، «أيام سويسراالجزائر»، وذلك بالتعاون بين الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي والسفارة السويسرية وجمعية «ديفارسيتي». وتهدف الفعالية إلى تنشيط الذاكرة المشتركة بين البلدين، واستحضار مآثر المناضلين السويسريين الذين وقفوا إلى جانب الشعب الجزائري، في أيامه الصعبة إبان الثورة التحريرية، مع استضافة بعض أبناء سويسرا، الذين سجّلوا جوانب من هذا التاريخ المجيد. يتضمن برنامج اليوم الأوّل من الفعالية (من الثانية زوالا وحتى السادسة مساء بالقاعة الزرقاء)، لقاء بعنوان «السويسريون، سويسرا واتّفاقيات إيفيان»، ينشّطه مارك بيرينو وفؤاد سوفي، ليتم بعدها عرض فيلم «الديبلوماسي» لفرنك بيشار، فضلا عن تكريم المناضل السويسري الراحل شارل هنري فافرود، وكذا تخصيص محاضرة تستحضر مواقفه البطولية تجاه الثورة الجزائرية، ستكون بعنوان «شارل هنري فافرود، حياته ومواقفه»، مع تقديم مقطع من فيلم توثيقي يتناول حياته للمخرج باتريك فيرلا، متبوع بنقاش مفتوح وبشهادات من أصدقاء الراحل السويسريين والجزائريين. يخصَّص اليوم الموالي لعرض فيلم «الكواليس السويسرية لحرب التحرير الجزائرية» للمخرج بيار هنري تييبو، متبوع بنقاش يؤطره المؤرخ مارك بيرونو، وكذا بعض الشهود المناضلين لتلك المرحلة، جون مايرات وأوندري قازو. للإشارة، ستكون هذه الفعالية فرصة أمام المؤرّخين والإعلاميين والشهود المناضلين منهم الجزائريون والسويسريون، لتقديم إضاءات خاصة بهذه المرحلة الحاسمة من التاريخ والذاكرة المشتركة للبلدين. المشاركون هم من الأسماء التي لها حضور في الساحة الفكرية والتاريخية، منها أندري قازو المولود بفرنسا سنة 1938، الذي رفض سنة 1958 حمل السلاح في الجيش الفرنسي، فأُدمج في صفوف المظليين كممرض، وهاجر سنة 1960 إلى سويسرا والتحق بالمقاومة الفتية، ثم استفاد من العفو العام سنة 1966. وفي سنة 2000 دعته الجزائر مع فريق الدعم للثورة لروبار دافيسيس، وأنجز فيلما سنة 2003 في جزأين لقناة «أرتي»، بعنوان «التهدئة في الجزائر». وفي العام الموالي نُظّم بجنيف أسبوع تحت شعار «الأمل الجزائريبسويسرا»، خاص بمفاوضات إيفيان سنة 1962، بحضور رضا مالك وفافرود وبيرينو وغيرهم. وفي 2005 عُرض فيلم «التهدئة» بمقر الأرشيف الوطني بالجزائر، تناوله التلفزيون الجزائري، وسُجّل مع قازو بمناسبة الذكرى الستين للثورة. بالنسبة لجون مايرات فهو سينمائي ومصوّر وعمدة مدينة إيفردون (1956-1960) التي وُلد وترعرع فيها. أنجز العديد من الأفلام التي لها علاقة بمجال تخصّصه في الرسم المعماري. وتعرّض للسجن مدة سنة بسبب احتفاظه بجريدة «المجاهد». ومنذ سنة 1977 أصبح ينجز أفلاما عن شخصيات سويسرية ساندت الثورة الجزائرية، وها هو اليوم مهتم بأفلام الطبيعة وبكلّ أشكال الجمال التي تحارب القبيح الذي ينغص حياة البشرية. باتريك فيرلا هو كاتب وصحفي براديو «سويس روموند»، متحصّل على عدّة جوائز إعلامية مرموقة وهو صاحب العديد من المؤلفات. كما أنجز أفلاما وثائقية عن المناضلين السويسريين الذين ساندوا الثورة. يحضر أيضا الدكتور مارك بيرينو، وهو مؤرّخ ورئيس العديد من مشاريع البحث، منها البحث في الوثائق الدبلوماسية السويسرية، سبق وأن أصدر كتبا عن الجزائروسويسرا، وملفا عن مفاوضات إيفيان وهو منسّق بمصلحة التاريخ في الهيئة الفيدرالية للشؤون الخارجية. من الجانب الجزائري، يحضر المؤرّخ المعروف فؤاد سوفي مفتش التراث والمكتبات والأرشيف سابقا، وهو الآن باحث بمركز الأبحاث والأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران، وبالمركز الوطني للأبحاث ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا والتاريخ. وقد سخّر حياته للبحث في الأرشيف خاصة بوهران. أما علي عقرانيو فهو مستشار ومؤطر ورئيس جمعية «ديفارستي». ثقافيات يسّر تحتفي بعلولة تعيش مدينة يسر ابتداء من يوم الجمعة القادم على مدار يومين، على وقع نشاطات متنوعة احتفاء بالمسرحي المرحوم عبد القادر علولة، حسبما أفاد به رئيس جمعية «سيرتا للمسرح». وتتضمّن هذه التظاهرة الاحتفالية التي تحتضنها قاعة المعارض العريقة لمدينة يسر- التي كانت تحمل سابقا اسم إفريقيا - استنادا إلى السيد محمد دلسي، عروضا لعدد من المسرحيات على غرار مسرحية «آخر حلقة» لجمعية المقهى الأدبي بولاية سيدي بلعباس. ومن بين أهم ما تتضمنه الفعالية كذلك تنظيم يوم دراسي حول مسرح المرحوم علولة، يتم من خلاله إلقاء مداخلات متنوعة تعالج أهمها قضية «توظيف الموروث الشعبي في مسرح عبد القادر علولة» من تنشيط الباحث الجامعي والمسرحي عبد الكريم برشيد من المملكة المغربية. وتعالج مداخلة أخرى «مسرح عبد القادر علولة والفعل الثقافي الوطني»، من تنشيط المسرحي والباحث عبد الكريم غريبي من جامعة مستغانم. وينشط بهذه المناسبة كذلك الإعلامي الجزائري حميدة العياشي، محاضرة أخرى بعنوان «إسهامات عبد القادر علولة في تطوير المسرح الجزائري»، ومداخلة أخرى حول «عبد القادر علولة وفضاءات المسرح» للمسرحي والمخرج علي عيساوي. كما تتضمّن هذه الفعالية عرض أفلام وثائقية متنوعة حول المرحوم عبد القادر علولة، على غرار الوثائقي الذي يعالج «البعد العربي في مسرح عبد القادر علولة» للمخرج علي عيساوي، وفيلم «علولة ومسرح الحلقة» لنفس المخرج، وعرض شريط فيديو حول مسرحية «العلق»، التي كتبها وأخرجها المرحوم عبد القادر علولة. ويُتوخى من هذه التظاهرة، حسبما أفاد به رئيس جمعية سيرتا للمسرح، إحياء مسيرة وحياة عبد القادر علولة والإنجازات المسرحية له، من خلال معالجة وتحليل خصوصية هذه التجربة المسرحية الفريدة من نوعها على المستوى الوطني والعربي. وترمي هذه الفعالية كذلك إلى تنشيط الحياة الثقافية، وبعث وإحياء ديناميكية مسرحية جديدة، كما كانت سابقا على المستوى المحلي، وحثّ الشباب والباحثين على الاهتمام من جديد بهذا الفن الراقي. وقفة ترحم على روحي أحمد ورابح عسلة أقيمت بالجزائر العاصمة وقفة ترحم على روحي فقيدي فن التشكيل الجزائري أحمد عسلة وابنه رابح سليم عسلة في الذكرى 23 لاغتيالهما بحضور عدد من الطلبة. وشارك في وقفة الترحم التي نظّمتها «المؤسّسة الثقافية عسلة أحمد ورابح» بمقر المدرسة العليا للفنون الجميلة، عدد من طلبة وأساتذة وإداريي المدرسة بالإضافة إلى مجموعة من طلبة المعهد الوطني العالي للموسيقى بالعاصمة، الذين أحيوا بالمناسبة فقرات موسيقية كلاسيكية. وشغل أحمد عسلة - وهو من مواليد تيزي وزو في 1940 - منصب مدير للمدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في الثمانينيات من القرن الماضي، قبل أن تطاله أيادي الإرهاب ذات خامس مارس من عام 1994 رفقة ابنه رابح سليم الذي كان طالبا بالمدرسة في قسم التصميم الفني. والتحق الفقيد بصفوف الثورة التحريرية بعد مشاركته في إضراب الطلبة الجزائريين عام 1956، ليشتغل بعد الاستقلال في عدة وزارات. كما عمل كمدير للدراسات بالمعهد الوطني العالي للموسيقى للجزائر العاصمة. وتم افتتاح معرض للفنون التشكيلية برواق المؤسسة ببلدية الجزائر الوسطى، أبدع خلاله فنانون من عدة ولايات في تقديم أعمال في مختلف تيارات التشكيل، بالإضافة إلى الخط العربي والنحت. وأعلن بالمناسبة عن أسماء الفائزين بالجوائز الأولى للمسابقة الوطنية للفنون التشكيلية التي تنظمها سنويا المؤسسة.