دعا عبد القادر بن دعماش إلى العمل على تدوين كتب وجمع وثائق مكتوبة ومسموعة تتناول حياة والمشوار الفني لرجال الفن والثقافة الذين تركوا بصماتهم في التاريخ، من أجل أن تكون مرجعا للأجيال القادمة، مؤكدا على أن الحياة الفنية الجزائرية متعددة وأن هذا التعدد صنع التضامن، الوحدة، والقوة للجزائريين والجزائر. وقال عبد القادر بن دعماش في محاضرته التي تحمل عنوان «عميد الغناء الحضري» بمناسبة إحياء الذكرى ال39 لرحيل الفنان القدير الشيخ عبد الكريم دالي، أول أمس السبت بتيزي وزو، أنه من واجبنا اليوم إعادة كتابة هذا الكنز والزخم الفني والثقافي والتوجه نحو عمق هذا العمل الفني الحي من أجل تحديثه لضمان المواصلة في تاريخ المسيرة الفنية للجزائر، مشيرا إلى أن الشيخ عبد الكريم دالي الذي تناول في مشواره الفني، الشعر، الموسيقى، يعد كتابا مفتوحا وعلينا اليوم العمل على إبرازه أكثر لمحاربة النسيان مثل ما تفعله المؤسسة التي تحمل اسمه، قائلا «هناك الكثير من حفلات التكريم تقام على شرف الفنانين لكنها ليست كافية ويجب تدوين الكتب وحفظ وثائق مكتوبة ومسموعة حتى إذا غاب الشخص تبقى الوثائق لتكون مرجعا للأجيال القادمة». وأشار المتحدث إلى أن اسم عبد الكريم دالي يتبادر إلى الذهن مباشرة في العيد ما يجعله حيا في القلوب للأبد، موضحا أن الفنان رمز الهوية لأنه ناضل من أجل الثقافة والفن، قائلا «اليوم من واجبنا الوقوف للاعتراف بهذه الشخصية التي تركت بصمتها في التاريخ وشكلت شخصيتنا»، مضيفا أن الفنان دخل الاوركسترا الموسيقي القبائلي الذي يقوده الشيخ نور الدين مزيان، حيث خطا الفنان أولى خطواته بصفته عازفا على العود، حيث شارك في صنع الموسيقى الأندلسية للإخوة فخارجي فيما بعد، كما قاد المعهد الموسيقى الأول لبلدية العاصمة. وتطرق المحاضر إلى حياة الفنان، حيث قال إنه تعلم العزف على مختلف الآلات الموسيقية وأن سنة 1936 كانت منعرجا كبيرا في الحياة الفنية لهذه الموهبة الفذة، حيث بلغ صوته الشجي مستوى عاليا من النجاح واستاطع أن يصنع مكانة له في خضم التراث الموسيقي التقليدي الأصيل «الغرناطي» الذي يدعى حاليا التلمساني، مشيرا إلى أن الفنان تتلمذ على يد الشيخ عبد السلام بن صاري الذي ساعده في وضع الموسيقي واللحن، ثم شارك في تكوينه كل من الشيخ لعزار بندالي يحيى والشيخ عمر البخشي، هذا الأخير أشرف على تأطير الفنان وأعطى له البعد الفني الحقيقي، حيث حافظ على هذا المستوى طيلة مشواره الفني وهو ما حققه باحتكاكه بقمم الفن الجزائري منهم «طيطمة» وبعدها فرديا مع محي الدين بشطارزي، رشيد قسنطيني ومصطفى سكندراني، وفي سنة 1978 انطفأت شمعة من شموع الثقافة والفن الجزائريين، تاركا وراءه تاريخا غنيا لا يزال يصدح إلى غاية اليوم بفضل نشاطات المؤسسة التي تحمل اسمه التي تعمل لمحاربة كل أشكال النسيان. وقالت حفيدة الفنان، وهيبة دالي، إن مؤسسة عبد الكريم دالي قررت بمناسبة إحياء الذكرى ال39 لرحيل الفنان عبد الكريم دالي، وضع برنامج تحط المؤسسة بموجبه الرحال بالولايات من أجل تخليد ذكرى الفنان، وأن تكون بداية برنامج الذكرى من ولاية تيزي وزو المعروفة بالزخم الثقافي والفني. وأضافت مديرة الثقافة نبيلة قومزيان، أن التكريم المقام على شرف الفنان القدير عبد الكريم دالي الذي برمج بالتنسيق مع المؤسسة التي تحمل اسمه، بمشاركة العمراوية وقرطبة، يأتي لتكريم رجل قدم الكثير للثقافة الجزائرية وما أضافه للسجل الموسيقى الأندلسية. مشيرة إلى أن تيزي وزو مفترق الطرق للفن والثقافة وأرض مفتوحة لكل الفنانين الجزائريين وإنها ممنونة لكل الفنانين الذين شاركوا من أجل الازدهار الثقافي، كما ذكرت أن حفل التكريم الذي يأتي عشية الاحتفال بعيد النصر، يعتبر أيضا تكريم لكل الرجال والنساء الذين صنعوا ثورة نوفمبر والذين ضحوا بحياتهم من اجل انتزاع الحرية. ثقافيات دور نشر جزائرية في صالوني باريسوتونس تشارك العديد من دور النشر الجزائرية في صالون باريس للكتاب (24 - 27 مارس) ومعرض تونس الدولي للكتاب (24 مارس- 2 أفريل)، حسبما صرح به المدير العام للمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية حميدو مسعودي. وقال السيد مسعودي أن «42 دار نشر جزائرية» ستشارك في صالون باريس للكتاب (ليفر باري) بحوالي «800 عنوان» في حين ستحضر «39 دار» فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب ب«1000 عنوان». وبرمج منظمو الدورة ال37 لصالون باريس -التي ستعرف مشاركة 1200 ناشر من حوالي 50 بلدا إقامة العديد من المحاضرات والنقاشات بالإضافة إلى معارض للشريط المرسوم. كما ستخصص هذه التظاهرة الأدبية جناحا للآداب الإفريقية جنوب الصحراء تحت عنوان «قراءة وكتابة إفريقيا» بحضور كتاب وروائيين من حوالي 12 بلدا إفريقيا. إعادة بعث نشاط المقهى الأدبي بالشلف ينتظر أن يتم إعادة بعث نشاط المقهى الأدبي بدار الثقافة بالشلف اعتبارا من الأسبوع المقبل، حسبما علم من مدير الثقافة. وصرح أحمد مودع على هامش أربعينية الإعلامي «علي مجدوب» التي احتضنتها دار الثقافة بالشلف بأن نشاط المقهى الأدبي الذي كان أحد فاعليه الفقيد المرحوم «سيعود» بدءا من الأسبوع المقبل من خلال «تسطير برنامج ثقافي ثري يستجيب لتطلعات المثقفين بالولاية». وأضاف السيد مودع أن هذا المقهى الأدبي الذي عانى من عدم الاستقرار لمدة ستة أشهر هو «رافد من الروافد الثقافية المهمة» بالولاية وسيكون النادي الأدبي لدار الثقافة «الفضاء الذي يحتضن فعالياته ونشاطاته» بما يؤهله ليبقى إضافة نوعية وقيمة مضافة للفعل الثقافي بالولاية. كما اعتبر رئيس المقهى الأدبي محمد بودية أن بعث هذا الصرح الثقافي بالنادي الأدبي لدار الثقافة سيساهم في استقرار أدائه وضمان ديمومة الأعمال الأدبية التي يقدمها خاصة عبر التنسيق مع مديرية الثقافة وأعضاء المكتب وكذا تشجيع المواهب المحلية. حفل شعبي تخليدا لذكرى الفنان أعمر الزاهي تم سهرة الخميس الفارط بالجزائر العاصمة إحياء حفل لموسيقى الشعبي تخليدا لذكرى عميد الأغنية الشعبية الفنان أعمر الزاهي من قبل فنانين وهواة هذا الطابع الموسيقي. وجمع هذا الحفل الذي نظم بالإذاعة الجزائرية، فنانين معروفين مثل عبد القادر شاعو و سيد علي دريس إلى جانب مواهب شابة. وكان مناسبة لإحياء أغاني عميد الأغنية الشعبية أعمر الزاهي والتي أداها طوال مشواره الفني. وأدى المغني سالم لياس الذي يذكر كثيرا بصوته «شيخ لبلاد»، أغنية «زوج حمامات» و هي أغنية معروفة غناها الفنان الراحل دحمان الحراشي. وأطرب الفنان عبد الرزاق قنيف، الجمهور الذين قدموا بكثرة، من خلال تقديم أغاني شهيرة من الطابع الشعبي مثل «يوم الجمعة خرجو ريام» التي كتبها الشاعر المغربي مبارك السويسي وأداها الكثير من الفنانين و على رأسهم أعمر الزاهي. وفي ختام السهرة، أحيا فنان الأغنية الشعبية عبد القادر شاعو سجلا من أغاني أعمر الزاهي من خلال أدائه بنجاح لأغنية «يا ضيف الله» و«عذروني يا أهلي» و«قهوة ولاتاي».