تفتقد ولاية الجزائر إلى مفرغة لتجميع النفايات الصلبة على اختلاف أنواعها بعد الإغلاق النهائي للمفرغة العمومية المخصصة للنفايات الصلبة والردوم بمنطقة "الحميز" التابعة إداريا لبلدية الدار البيضاء شرق العاصمة، حيث تواجه بعض المؤسسات الولائية مثل مؤسسة "أكسترا نات" ومؤسسة "أسروت"، أزمة كبيرة في رمي النفايات الصلبة التي يتم تجميعها، بعد أن باتت تضطر للتنقل إلى خارج الولاية يوميا، لرمي أطنان من الردوم. الإغلاق النهائي للمفرغة العمومية الخاصة بالنفايات الصلبة والردوم على مستوى منطقة "الحميز" بقرار من المصالح الولائية بعد تشبّعها، خلّف الكثير من النتائج السلبية بالنسبة لبعض المؤسسات الولائية، لاسيما أن العملية لم يتبعها توفير البديل على مستوى إحدى بلديات ولاية الجزائر، حيث باتت كل القطاعات الفرعية التابعة للمؤسسة الولائية المتخصصة في صيانة الطرقات "أسروت"، ترمي بالنفايات الصلبة وبقايا الردوم على مستوى محجرة تتواجد ببلدية وادي قريش بالعاصمة، فيما توجَّه بقية الأنواع من النفايات الصلبة من بقايا الأشجار والأغصان والأدوات الكهرومنزلية التي يرمى بها في الشوارع، إلى المفرغة المتواجدة على مستوى بلدية "الشفة" بولاية البليدة، حيث تضطر الشاحنات المحملة بأطنان من النفايات الصلبة، للذهاب يوميا إلى غاية ولاية البليدة لتفريغ حمولتها، بدون الحديث عن الوقت الذي يهدَر في الطريق، والتكاليف التي تدفعها بعض المؤسسات في تنقّل شاحناتها بشكل يومي إلى المفرغة العمومية. وأكد بعض ممثلي القطاعات الفرعية التابعة للمؤسسة الولائية المتخصصة في صيانة الطرقات "أسروت"، أن المسافة التي تقطعها الشاحنات إلى مفرغة "الشفة" بولاية البليدة، تزيد عن 160 كلم ذهابا وإيابا، وهو الأمر الذي بات يتسبب في مشاكل جمة لعمال المؤسسة؛ من خلال تنقلهم اليومي بعد جمعهم مختلف أنواع النفايات الصلبة، مطالبين بتوفير مفرغة جديدة خاصة برمي وتجميع النفايات الصلبة بولاية الجزائر، لاسيما أن الكميات الكبيرة التي يتم جمعها على مستوى الأحياء السكنية، باتت تتزايد بشكل كبير في الآونة الأخيرة، جراء أشغال البناء وما تخلفه هذه الأخيرة من كميات كبيرة من الردوم الصلبة، ناهيك عن كميات الأتربة التي تُجمع وتُرفع بعد كل موسم أمطار، من البالوعات. تشبّع المفرغة العمومية الخاصة بالنفايات الصلبة تأثرت به أيضا المؤسسة الولائية المتخصصة في النظافة على مستوى البلديات شبه الحضرية بولاية الجزائر "أكسترانات"، كون هذه المؤسسة الولائية باتت تسجل تدخلها الفعلي في عملية رفع النفايات الصلبة من الأحياء السكنية، المتمثلة في الردوم، وبقايا الأغصان والأشجار اليابسة، عكس مؤسسة النظافة لولاية الجزائر "نات كوم"، التي تسجل تدخلها على مستوى البلديات الحضرية فقط، إذ كثيرا ما تضطر شاحنات ذات المؤسسة الولائية للتنقل خارج الولاية، لرمي الكميات الكبيرة من النفايات الصلبة التي يتم تجميعها، بدون الحديث عن رحلات نقل النفايات المنزلية باتجاه مركز الردم التقني بمنطقة "بن بختة" ببلدية قورصو ببومرداس، وهو مصير كل النفايات المنزلية التي يتم تجميعها من البلديات الشرقية للعاصمة.