تعود تظاهرة "تيبازة الشعراء" التي تنظّمها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي والمعهد الفرنسي بالجزائر، إلى محبي الكلمة الجميلة، وهذا السبت المقبل بالمسرح الروماني للمدينة الأثرية تيبازة، بمشاركة شعراء من الجزائروفرنسا والمالي وبوركينافاسو. يشارك من الجزائر في الطبعة الرابعة ل"تيبازة الشعراء" كل من أسامة إفراح وقبايلي طارق وزحمة قويدر وشريفة سليم، أما من فرنسا فيحضر إيريك سارنر، في حين تشارك صوفيا هايدي كام من بوركينافاسو وحواء دمبا ديالو من المالي. بهذه المناسبة، اتّصلت "المساء" بالشاعر والصحفي أسامة إفراح، لمعرفة حيثيات مشاركته في هذه الطبعة من التظاهرة، فقال إنّها المرة الثانية التي يتشرّف فيها بالمشاركة في "تيبازة الشعراء"، بعد مشاركته السنة الفارطة في الطبعة الثالثة، مع شعراء من الجزائروفرنسا، حيث ألقى خلالها قصائد باللغتين العربية والفرنسية. وأضاف قائلا "إن تلقي قصائدك في مسرح روماني وسط آثار ثاني مدن الملك يوبا الثاني، وأمام جمهور محبّ للشعر بمختلف ألوانه ولغاته، فرصة لا تتكرّر كثيرا، وإن كان من المفترض ومن المحبّذ أن تتكرّر، إن لم يكن في سبيل ترقية الشعر والإبداع، فليكن سعيا إلى الترويج لكنوزنا الأثرية والطبيعية التي تعتبر تيبازة مثالا جميلا لها". أما عن مشاركته الثانية في هذه الفعاليات، فستكون إلى جانب شعراء جزائريين وكذا من فرنسا ومالي وبوركينا فاسو، مشيرا إلى أنّه "بمعنى أنّ الجوّ سيعبّق بمزيج من العطور المتوسطية والأفريقية، وفي ذلك دلالة على أنّ الثقافة عموما، والشعر على وجه الخصوص، لغة عالمية تتحدى الحواجز ولا تعترف بالحدود، وتعدّ عامل جمع لا عامل فرقة كما يُروّج لذلك البعض". وسيلقي أسامة عدّة قصائد بلغات مختلفة وفي هذا يقول "كثيرا ما أحاول أن أكرّس هذا الاختلاف والتنوّع في قصائدي، لذلك أكتب بالعربية والفرنسية والإنجليزية، وهذا ما أعتزم تقديمه في هذه المناسبة، أما عن العناوين التي سأشارك بها، فالاختيار معتمد على الشعور الذي يخلقه فينا المكان والزمان، وهذا ما لمسته حينما أكتب في أمكنة مختلفة داخل الجزائر وخارجها، لهذا، حينما أكون في ذلك المسرح التاريخي، وشمس الربيع تلفح وجهي بحنيّة، سأقرّر وأختار بعضا من قصائد دواويني "وقتي معك"، أو "حرّر معصمك"، أو آخرها "شظايا". كما أكّد أسامة تفرّد هذه التظاهرة وتميّزها عن غيرها، سواء من حيث الفضاء الذي تجري فيها فعالياته، أو من حيث المضمون، باعتبار أنّ التظاهرات التي تعنى بالشعر تبقى قليلة نسبيا، وضيّقة جغرافيا، ولا تعكس رحابة الشعر ومقته للقيود بتعدّد أشكالها، لذلك هي "تظاهرة أثمنها وأتمنى تواصلها في طبعات قادمة". بالمقابل، سبق لأسامة أن ألّف ديوان شعر بعنوان "وقتي معك" الذي تحصّل على موافقة المركز الوطني للكتاب وبالتالي الوزارة للطبع والنشر، ولكنه ما يزال ينتظر في أدراج وزارة الثقافة منذ سنتين، معتبرا أن عدم صدور هذا الديوان، الذي يتضمّن أكثر من 50 نصا شعريا منها ما هو ملحّن، كتبه في دول مختلفة، تسبب بدوره في تعطّل صدور دواوين أخرى له، فديوان "حرّر معصمك" يبقى مخطوطا، أما "شظايا" فكتبه باللغات الثلاث، ويجمع عددا من النصوص منها ما كتبه منذ مطلع هذا القرن، ليؤكّد أنه ومع ذلك، سينظم الشعر ويكتب القصائد، غير عابئ بالنشر وتفاصيله، لأن الشعر -كما قال- لا يعترف بالحدود، بما في ذلك حدود البيروقراطية والإدارة، وحدود النشر وحسابات الناشرين. واعتبر القاص والباحث فن الدراسات الإستراتجية، أنّ التظاهرة يشرف عليها فريق شاب عهدناه في كلّ تظاهرات وكالة الإشعاع الثقافي وهو رغم ذلك عالي الاحترافية ويستحق كلّ التشجيع، مشيرا إلى أنّه "لطالما طالبنا بترك الأمور للشباب"، مضيفا أنه يعتقد أن تجربة وكالة الإشعاع الثقافي مثال حيّ على تسلّم الشباب المشعل ونجاحهم إلى حدّ كبير في دعم هذه المقولة.