أشرف السيد عبد الغني زعلان والي ولاية وهران، أمس، على افتتاح الورشة الوطنية «ألسات مستعملين» للقمر الاصطناعي الجزائري، والذي احتضنه مركز تطوير الأقمار الاصطناعية ببئر الجير (وهران)، بحضور السلطات المحلية، إطارات الوكالة الفضائية الجزائرية، وإطارات المركز الوطني لتطوير الأقمار الاصطناعية، وزهاء 200 مشارك. مدير تطوير الأقمار الاصطناعية كامش، أبرز في كلمة ألقاها بالمناسبة، أهمية الورشة الوطنية «ألسات مستعملين» من حيث أنها فرصة لتقديم عمليات استغلال الصور الفضائية للأقمار الاصطناعية الجزائرية، من خلال مشاركة مختلف القطاعات الوطنية الفاعلة في استغلال الصور الفضائية، موضحا أن هذه الورشة، ستقدم الخصائص التقنية لصور الأقمار الاصطناعية المتوفرة لدى الوكالة الفضائية الجزائرية، إضافة لدراسات التطبيقات المتطورة والمطورة «من خلال استخدام منتوج الصور الفضائية، وذلك من أجل تكييفها وتعميمها لصالح المؤسسات الوطنية المعنية، وتحديد حاجيات المستعملين الوطنيين» يضيف كامش. أما السيدة رشيدة صالح، منسقة التطبيقات الفضائية، فأكدت من جانبها أهمية التعريف بالأقمار الاصطناعية، التي أطلقت من طرف الوكالة الفضائية الجزائرية، والهدف المتوخى من ذلك، وكذا الميادين المستعلمة، لتخلص إلى القول، بأن هذه الورشة المتواصلة على مدار يومين، هي حوصلة حول صور الأقمار الاصطناعية الجزائرية التي أطلقت، ووضعت على المدار في سبتمبر الماضي، وانطلاقة جديدة لمواصلة استغلالها، وفرصة لصياغة التوصيات الخاصة من أجل الاستغلال المفيد والأنجع للأنظمة الفضائية الجزائرية، وكيفية إقحامها في تطوير مشاريع التنمية. للتذكير، فإنه تم وضع ثلاثة أقمار اصطناعية جزائرية (ألسات 1-ب وألسات 2-ب وألسات 1-ن) على المدار الأرضي بنجاح يوم 26 سبتمبر الماضي انطلاقا من الهند، وقد دخل القمران الاصطناعيان (ألسات2-ب وألسات 1-ب حيز لاستغلال العملي، من خلال التقاط صور ذات دقة عالية (2.5 متر) و(12 متر). وتجري نشاطات الرصد والتحكم، وكذا استقبال الصور وبيانات الأقمار الاصطناعية في المحطات الوطنية، وقد تم إشراك 80 باحثا ومهندسا لإنجاح هذه المشاريع الثلاثة للأقمار الاصطناعية، وقد التقطت هذه الأقمار الاصطناعية مئات الآلاف من الصور الفوتوغرافية ذات دقة متوسطة وعالية حسب أحد المشاركين في هذه الورشة الوطنية. المحطة الثانية من نشاط الوالي زعلان، كان حضوره جانبا من التظاهرة الخاصة بالذكرى ال68 للهجوم المسلح على البريد المركزي لوهران يوم 5 أفريل 1949، وهي العملية التي نفذها بعض خيرة المجاهدين الأشاوس، وقد ضمت التظاهرة معرضا للصور، ووثائق تاريخية تبرز أهمية الحدث. وحسب الأستاذ ناير مختار أستاذ التاريخ بجامعة وهران، فإن «هذه العملية مشهورة في التاريخ المعاصر مجهولة لدى جل المؤرخين، ومن ثم وجب التعريف بها خاصة لدى الناشئة «، في حين كشف السيد سيد أحمد طراري مدير المجاهدين لولاية وهران عن تنظيم ملتقى وطني، بداية الأسبوع القادم بجامعة وهران، سينشطه 25 دكتورا محاضرا. ولقد كان هذا الحدث، فرصة لكي يدشن الوالي زعلان رسميا القباضة الرئيسية «بريد الجزائر»لوهران، والتي تعرف باسم البريد المركزي المشيد سنة 1903، والواقع على مستوى ساحة «المغرب» بوسط مدينة وهران، وقد خضع مقر البريد المركزي لعملية تأهيل، قامت بها الشركة الجزائية الإيطالية «روفيت» المتخصصة في أشغال الترميم وتأهيل المعالم التاريخية والبناءات القديمة، ولقد ساهم إعادة فتح البريد المركزي في تخفيف الضغط على المكاتب البريدية الأخرى بوسط المدينة. للتذكير، فإن قرار غلق البريد المركزي لوهران اتخذ في نوفمبر سنة 2011، بعد تدهور حالته، وهو يتربع على مساحة 765 مترا مربعا، ويضم قباضة رئيسية وعدة مصالح وزهاء 27 شباكا، تستقبل يوميا عددا كبيرا من المستعملين. وقد انتهز الوالي زعلان الفرصة، لدى إشرافه على هذا الحدث التاريخي ليدعو المواطنين إلى التوجه بكثرة إلى صناديق الاقتراع يوم 4 ماي 2017، وهذا لترسيخ ثقافة السلم والاستقرار، وإثبات روح المواطنة.