ستشكل ورشة ألسات- مستعملين، المقررة يومي الأربعاء والخميس، بمركز تطوير الأقمار الاصطناعية ببئر الجير (شرق وهران)، فرصة لتقييم استغلال صور الأقمار الاصطناعية الجزائرية التي أطلقت ووضعت على المدار في سبتمبر المنصرم. وقد تم وضع ثلاثة أقمار اصطناعية جزائرية (ألسات-1 ب وألسات-2 ب وألسات-1ن) على المدار الأرضي بنجاح يوم 26 سبتمبر المنصرم انطلاقا من الهند. وقد دخل القمران الاصطناعيان ألسات-2 ب وألسات-1 ب حيز الاستغلال العملي من خلال إلتقاط صور ذات دقة عالية (2,5 متر) ودقة متوسطة (12 مترا). وسيخصص لقاء وهران لصور ألسات-1 ب الملتقطة على علو 670 كلم في الوضعية متعددة الأطياف (مرئية والقريبة تحت الحمراء) والبانكروماتية. ويستجيب استغلال هذه الصور «ألسات-1 ب» إلى أهداف عدة، منها تلك المتعلقة بحماية البيئة ومختلف الأنظمة البيئية الطبيعية وملاحظة ظواهر التصحر وخرائطها وخرائط شغل الأراضي وتهيئة الأقاليم والساحل والوقاية وتسيير المخاطر الطبيعية، كما أشير إليه لدى الوكالة الفضائية الجزائرية. ويوجد القمر الاصطناعي ألسات-1 ب ضمن المنظومة الدولية «دي.ام.سي» التي تمتلك ترددا ممتازا لالتقاط الصور وتشارك في ذلك في تسيير الكوارث في إطار الميثاق الدولي «فضاء وكوارث كبرى». وتتكون منظومة «دي.ام.سي» من أقمار اصطناعية تابعة لبريطانيا وإسبانيا ونيجيريا والجزائر. وفيما يخص ألسات-2 ب فإنه يمثل القمر الاصطناعي الثاني لرصد الأرض بدقة عالية وضع على مدار يقع على علو 670 كلم وذلك بعد ألسات-2 أ الذي وضع في المدار منذ يوليو 2010. وتأتي الصور الملتقطة من قبل «ألسات-2 ب» لترفع من تردد إلتقاط الصور وتعزيز قدرات تغطية التراب الوطني. وسيسمح استغلال صور ألسات-2 ب ذات 5ر2 متر في الوضعية البانكروماتية والوضعية الملونة المطورة باستعمالات في مجالات موضوعاتية واقتصادية هامة مثل التخطيط والتهيئة العمرانية والفلاحية للأقاليم والساحل ورسم الخرائط ومتابعة البنى التحتية والمنشآت الفنية وإعداد وتحيين مسح الأراضي السهبية والصحراوية والوقاية من المخاطر الطبيعية وتسييرها (فيضانات وحرائق الغابات...). ويندرج وضع هذه الاقمار الاصطناعية على المدار والمنجزة والمجربة من طرف مهندسين جزائريين بمركز تطوير الأقمار الاصطناعية لوهران في اطار تنفيذ البرنامج الفضائي الوطني أفاق 2020 المصادق عليه من قبل الحكومة، بحسب ما ذكرت الوكالة الفضائية الجزائرية. ويرمى هذا البرنامج من خلال هذه الأدوات الإستراتيجية إلى «تعزيز قدرات الجزائر في مجال رصد الأرض في خدمة التنمية المستدامة وتدعيم السيادة الوطنية»، كما أضاف نفس المصدر. ويتم استغلال هذه المعطيات من قبل فرق متكونة من باحثين وجامعيين جزائريين. وتجري نشاطات الرصد والتحكم وكذا استقبال الصور وبيانات الأقمار الاصطناعية في المحطات الوطنية. وسمحت هذه المشاريع التكنولوجية المطورة في إطار الشراكات الدولية «بوضع كفاءة بشرية عملية ومستقلة قادرة على انجاز ومراقبة ومتابعة واستغلال الأقمار الاصطناعية لرصد الأرض. وقد تم إشراك نحو 80 باحثا ومهندسا لإنجاح هذه المشاريع الثلاثة للأقمار الاصطناعية. وقد التقطت هذه الأقمار الاصطناعية لحد الآن مئات الآلاف من الصور الفوتوغرافية ذات دقة متوسطة وعالية، كما أشير إليه بالوكالة الفضائية الجزائرية.