تنطلق الحملة الانتخابية لتشريعيات 4 ماي القادم رسميا، غدا الأحد، لتستمر خلال 22 يوما كاملا سيسعى خلالها المترشحون الخائضون لغمار هذا المعترك الانتخابي ضمن 50 حزبا سياسيا و3 تحالفات سياسية و98 قائمة حرّة إلى إقناع الشعب الجزائري بالبرامج والأفكار التي ستحملها خطاباتهم خلال هذه المرحلة الهامة في العملية الانتخابية. مما لا شك فيه أن خطاب كافة التشكيلات المنشطة لهذه الحملة الانتخابية على اختلاف ألوانها وانتماءاتها الإيديولوجية سيتباين عند العديد من النقاط التي تميز برامج وأفكار كل حزب أو قائمة انتخابية، تشارك في موعد 4 ماي القادم، غير أن هذا الخطاب سيلتقي بالتأكيد في نقطة رئيسية تشكل التحدي الأكبر بالنسبة لها ولمستقبل البلاد بشكل عام، تتعلق بالتحسيس بأهمية التصويت والمشاركة القوية في هذا الموعد السياسي المصيري بالنسبة للجزائر، وإقناع الهيئة الناخبة التي يتجاوز عددها ال23 مليون ناخب بوجوب إسماع صوتها والمشاركة الإيجابية في تحديد مستقبل وطنها بغض النّظر عن طبيعة الخيار الذي يبقى خيارا سيّدا. 1قائمة في منافسة شديدة بتيزي وزو 5 تخوض بدءا من الغد 15 قائمة بولاية تيزي وزو الحملة الإنتخابية لتشريعيات 4 ماي من أجل الظفر بأكبر قدر ممكن من المقاعد البرلمانية، حيث اشتدت المنافسة قبل أوانها بتراب الولاية من خلال تنظيم محاضرات ولقاءات لعرض البرامج بغية التحسيس والتعبئة الشعبية لضمان التصويت بقوة لصالح هذه القوائم. الدعاية الانتخابية ستكون شديدة بين الأحزاب الكبيرة على غرار الأفلان، الأرسيدي، الأفافاس، الأرندي والحركة الشعبية الجزائرية التي تتسارع لتعلن عن نشاطاتها وتقديم قوائمها لاستمالة المواطنين والظفر بعدد كبير من المقاعد، في إطار الخارطة السياسية المحلية وتعزيز مكانة الحزب على المستوى الوطني. ويطمح عمارة بن يونس أن تكون الحركة الشعبية الجزائرية أول قوة سياسية بتيزي وزو بعد 4 ماي المقبل، حيث اعتبرت الحركة هذا الموعد منعرجا حاسما في تاريخها من خلال الظفر بأكبر قدر ممكن من المقاعد بالبرلمان. وبنفس الطموح، يدخل الأفلان غمار التشريعيات، حيث كشف عنه كمال أوقماط، مدير الحملة الانتخابية، عن طموح الجبهة لتكون أول قوة سياسية بتيزي وزو بعد 4 ماي، مشيرا إلى انطلاق حملة التحسيس والتعبئة للتصويت لصالح القائمة وبرمجة 21 تجمعا شعبيا عبر الدوائر ولقاءات جوارية عبر القرى، ينشطها المترشحون في قائمة الأفلان، إضافة إلى تجمع شعبي ينشطه ولد عباس والذي لم يتم بعد تقديم أي تاريخ، في حين دعا البرلماني سعيد لخضاري متصدر قائمة الأفلان بتيزي وزو، المنخرطين والمتعاطفين مع الحزب إلى تجاوز الانشقاقات وتوحيد الصفوف والتركيز على الهدف قائلا «وحدة الصفوف فقط تسمح لحزبنا بالخروج منتصرا من هذا المعترك الانتخابي»، مؤكدا على أهمية تعبئة كلية لمسؤولي القسمات، المحافظات والحركة الجمعوية في هذه الحملة بغرض تحسيس أكبر قدر ممكن من المناضلين والمتعاطفين للتصويت بقوة لصالح قائمة الأفلان. وركز الأرندي في حملته الانتخابية على المناطق الجنوبية لتيزي وزو، حيث ستكون نقطة انطلاق عرض برنامجه الانتخابي الذي يسعى إلى تقوية وتعزيز الأمن، الاستقرار والوحدة الوطنية، الاستمرارية عبر استدامة العدالة الاجتماعية والتضامن الوطني على ثقة وبرمج الحزب 78 خرجة ميدانية وتجمعا شعبيا ينشطه أحمد أويحيى آخر هذا الشهر، حسبما أكده مدير الحملة الانتخابية للحزب أزواو بلقاسم، بينما خالف المترشح الحر نور الدين أيت حمودة مترأس قائمة «البديل المواطن» رأي الأحزاب الأخرى، ذلك أن الانتخابات لم تكن يوما معيارا لإحداث أي تغيير للوجه السياسي بالجزائر، ولا يؤمن بأي تغيير ينبثق عن البرلمان، معتبرا هذا الموعد الانتخابي سيخرج هذه الأحزاب من سباتها لتكتشف نتائجها وفشل سياستها في ظل عجزها عن منح إضافة للمبادئ السياسية والبديل الديمقراطي. س.زميحي والي يدعو إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات توجه السيد عبد القادر والي إلى مقر مداومة حزب جبهة التحرير الوطني، وكان في انتظاره عدد كبير من منتخبي ومناضلي الحزب وفرسان الجبهة لسباق التشريعيات القادمة، حيث دعا الجميع إلى رص الصفوف وترك الخلافات والحسابات الضيقة والتآزر من أجل مصلحة الحزب، معتبرا أن القائمة المغضوب عليها من طرف البعض، ليست مبررا لهذه الانقسامات والصراع الخفي، فخمس سنين ستنقضي، وهؤلاء الأشخاص حتى وإن تم تغييرهم فسنجد أناسا آخرين لا يقبلون بهم، ولذا وجب وضع مصلحة الحزب فوق كل اعتبار، ولابد من الولاء للجزائر ثم الولاء للحزب. فالأمر يتجاوز الأشخاص، وعلينا ألّا نسلم البلاد لغيرنا، واستقرار البلاد متعلق بتعزيز دور المؤسسات ومنها البرلمان. وأضاف في معرض كلمته أن استقرار البلاد مرهون بحصول الأفلان على الأغلبية المريحة في البرلمان، من أجل بناء نظام جمهوري. عبد القادر والي المتصدر قائمة ولاية مستغانم، هاجم بعض خصوم الجبهة الذين أرادوا أن يضعوا الجبهة في المتحف على حد تعبيره، وقال موجها خطابه لهؤلاء: «انظروا إلى المشاريع التي تحققت في كل الميادين بفضل السياسة الرشيدة لرئيس الحزب السيد عبد العزيز بوتفليقة في عديد المجلات المرتبطة بحياة المواطن، سكنات بالملايين وطرقات ومناصب شغل ومطارات والأكثر من ذلك مصالحة واستقرار وأمن وأمان، وهي أشياء لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد». داعيا في نهاية كلمته الكل إلى الوقوف صفا واحدا والعمل على حصد النتائج المحققة في الانتخابات الرئاسية، حيث احتلت الولاية المرتبة الأولى وطنيا في التصويت لمرشح الجبهة، وهو ما يتمنى تكراره في استحقاقات الرابع ماي القادم. نورالدين واضح