مرت 8 أيام على الحملة الانتخابية ولم تستطع الأحزاب السياسية إقناع سكان منطقة القبائل بحضور التجمعات الشعبية، حيث أكد مصدر من اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات أن ما يقارب 80 بالمائة من التجمعات الشعبية المبرمجة للأحزاب السياسية والأحرار تم إلغاؤها بسبب نفور المواطنين، بينما حضرت أعداد قليلة جدا بعض التجمعات في حزبي الأفافاس والعمال وقائمة ''التأصيل''. أظهر الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية بولاية تيزي وزو عدم الاهتمام بالانتخابات التشريعية، وتأكد توسع فجوة غياب الثقة في البرلمانيين، بعد فشل الحملة الانتخابية في أسبوعها الأول، حيث وصف الكثير الحملة الانتخابية ب ''لا حدث''، بعد أن فشلت الأحزاب السياسية في استقطاب المواطنين. وأكد عضو باللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات أن 80 بالمائة من التجمعات التي برمجت في إطار الحملة الانتخابية منذ انطلاقها تم إلغاؤها بسبب غياب المواطنين عن القاعات، مشيرا إلى أن العديد من المترشحين الذين تنقلوا إلى عدة بلديات بتراب تيزي وزو وجدوا القاعات فارغة بمن فيها تجمعات رؤساء بعض الأحزاب السياسية لاسيما منها الأحزاب الجديدة. وكشف أن الحزبين اللذين استطاعا أن يستقطبا بعض المواطنين هما الأفافاس وحزب العمال، إضافة إلى القائمة الحرة ''التأصيل''، أما الأحزاب الأخرى على غرار الأفلان والأرندي وحزب الجبهة الوطنية الجزائرية وحزب الحركة الشعبية الجزائرية لعمارة بن يونس وغيرها عجزت عن ملء القاعات التي تتسع ل100 كرسي، حيث اضطر بعض المترشحين ورؤساء الأحزاب إلى تحويل تجمعاتهم الشعبية إلى خرجات ميدانية لمقابلة المواطنين في شوارع تيزي وزو مثلما فعلها نور الدين بحبوح رئيس حزب اتحاد القوى الديمقراطية الذي وجد القاعة الكبرى لدار الثقافة مولود معمري فارغة وتنقل إلى شوارع تيزي وزو في لقاء جواري، ورغم ذلك لم يستطع استقطاب المواطنين للاستماع إلى خطابه، ونفس الأمر قام به حزب الحركة الوطنية للطبيعة والنمو الذي اعتمد على التنقل بين الأحياء والشوارع. من جهة مقابلة، علمنا من مصادر محلية متفرقة أن المواطنين أقدموا على طرد العديد من المترشحين ومنعوهم من تنشيط تجمعات شعبية في عدة مناطق مثلما فعل سكان إيلولا أومالو وبوزقان وتيزي راشد وغيرها من المناطق. الأحزاب السياسية تغازل سكان منطقة القبائل بترسيم الأمازيغية أصبح ملف اللغة الأمازيغية مادة دسمة لكل الأحزاب السياسية والأحرار بمنطقة القبائل، يحاولون من خلاله مغازلة سكان منطقة القبائل وإقناعهم بالانتخاب يوم 10 ماي المقبل، حيث أن كل الخطابات السياسية التي تم إلقاؤها بولاية تيزي وزو تتطرق إلى ملف الأمازيغية وضرورة جعلها لغة رسمية بما فيهم حزب الأفلان والأرندي وتكتل الجزائر الخضراء. وركزت كل الأحزاب السياسية والأحرار على هذا الملف، خصوصا وأن الحملة الانتخابية للتشريعيات تزامنت في أسبوعها الأول مع الاحتفالات بالذكرى المزدوجة للربيع الأمازيغي والربيع الأسود. ويتساءل المواطنون عن فحوى هذه الوعود بالرغم من أن أغلب الأحزاب السياسية سبق وأن كانت في البرلمان لكن نوابها لم يتطرقوا يوما إلى مطلب ترسيم الأمازيغية. الملف الأمني والاختطافات يطغى على كل الخطابات السياسية أظهرت الحملة الانتخابية في أسبوعها الأول بولاية تيزي وزو أن الملف الثاني الذي تعتمد عليه الأحزاب السياسية والأحرار كثيرا سعيا منهم لحصد أصوات المنتخبين وإقناع المواطنين بالذهاب إلى صناديق الاقتراع يوم 10 ماي المقبل هو الملف الأمني، باعتبار أن منطقة القبائل تعيش منذ سنوات حالة اللاأمن، وأن هذا الملف أصبح يشغل بعمق حياة المواطن بتيزي وزو لاسيما مع استفحال ظاهرة الاختطافات والحواجز المزيفة. وتطرقت كل الأحزاب السياسية والأحرار خلال خطاباتهم السياسية في الحملة الانتخابية إلى ظاهرة الاختطافات، وذهب بعض المترشحين إلى دق ناقوس الخطر من الوضعية الأمنية التي تواجهها ولاية تيزي وزو ومنطقة القبائل ككل، والبعض الآخر حمّل المسؤولية للنظام باعتبار أن الملف الأمني يتجاوز الأحزاب السياسية، وتوعد آخرون بحل هذه المشكلة نهائيا في حالة وصولهم إلى البرلمان أمثال عمارة بن يونس رئيس حزب الحركة الشعبية الجزائرية الذي تعهد بالقضاء على الإرهاب جذريا ووضع حد لظاهرة الاختطاف بولايتي تيزي وزو وبومرداس.