أكد مشروع البيان الختامي الذي توج أشغال الندوة التحضيرية الدولية للمؤتمر العالمي للمحاكم والمجالس الدستورية المنعقدة بمقر المجلس الدستوري بالجزائر يومي 30 و 31 أكتوبر على الدور البارز الذي يضطلع به القضاء الدستوري في حماية القيم والمبادئ الأساسية المكرسة في الدساتير. وأبرز مشروع البيان الختامي الذي تبناه المشاركون في الندوة حسب بيان للمجلس الدستوري أن هذه الصلاحية أي حماية القيم والمبادئ الأساسية المكرسة في الدساتير تشكل أساس وجوهر نشاط المحاكم والمجالس الدستورية كونها تتولى التطبيق الفعلي للدساتير والمبادئ المتضمنة فيها مع مراعاة احترام الآليات الديمقراطية المؤسساتية مما يبرز تأثير قراراتها على المجتمع. واقترح المجلس الدستوري الجزائري في مشروع البيان الختامي الذي سيعرض على المؤتمر العالمي الذي ستحتضنه مدينة "كاب تاون" بجنوب إفرقيا في شهر جانفي القادم ترسيم المؤتمر العالمي، وهو الاقتراح الذي حظي بقبول رؤساء المجموعات الجهوية واللغوية على أن يتم عرضه على المؤتمر المذكور للمصادقة عليه. وأضاف بيان المجلس أن السيد بوعلام بسايح رئيس المجلس الدستوري أكد في كلمته لدى اختتام أشغال الندوة على أهمية القضاء الدستوري بالنظر إلى دوره في تكريس دولة القانون والحكم الراشد. و يذكر أن أشغال الندوة التحضيرية الدولية للمؤتمر العالمي للمحاكم والمجالس الدستورية كانت قد افتتحت أول أمس بكلمة ألقاها السيد بوعلام بسايح أكد فيها على أهمية انعقاد هذا الاجتماع بالجزائر الذي يحضر لمؤتمر عالمي يعد الأول من نوعه في مجال القضاء الدستوري. وأوضح رئيس المجلس الدستوري أن المؤتمر المذكور سيبرز ثلاث حقائق تتمثل في البرهنة على الحيوية التي تحدو الهيئات المكلفة بالرقابة الدستورية وباقي المجموعة القانونية بكل تنوعها. والحقيقة الثانية كما قال السيد بسايح تتمثل في إبراز درجة تطور القضاء الدستوري في العالم ومدى مساهمته النشيطة في دعم المبادئ والقيم التي تتقاسمها البشرية، مبرزا أن المسار المؤدي إلى عالمية الديمقراطية ودولة القانون وحقوق الإنسان يعد في بداية القرن مكسبا لا رجعة فيه وأن للمحاكم والمجالس الدستورية دور هام تضطلع به في عالم جديد يعاد بناؤه على أسس وأخلاقيات جديدة تراعى فيها علاقات الإنسان مع الآخرين ضمن احترام حق الاختلاف. وأضاف رئيس المجلس الدستوري أن الحقيقة الثالثة هي أن مؤتمر "كاب تاون" سيكشف عن مدى آفاق تطوير القضاء الدستوري في عالم متسارع الأحداث بهدف إقامة قاعدة صلبة للقيم المشتركة بين الإنسانية دون استثناء. و حسب نفس البيان فإن مؤتمر "كاب تاون" سيشكل "حدثا بارزا" كونه سيجمع ولأول مرة ممثلي جميع المحاكم والمجالس الدستورية في العالم لمناقشة أهمية السعي لتطوير قضاء عالمي في مجال حقوق الإنسان. ويجدر التذكير بأنه شارك في ندوة الجزائر التحضيرية المنعقدة على مدى يومين بمقر المجلس الدستوري وفود تمثل مجموعات جهوية ولغوية من مؤتمر المحاكم الدستورية الأوروبية، مؤتمر هيئات الرقابة الدستورية للديمقراطيات الناشئة، هيئة القضاة لإفريقيا الاستوائية، المؤتمر الإيبيرو- أمريكي للقضاء الدستوري، جمعية المحاكم الدستورية التي تتقاسم استعمال اللغة الفرنسية، المركز الأوروبي لحوار شمال -جنوب وكذا اتحاد المحاكم والمجالس الدستورية العربية. كما تجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة نظمت بالاشتراك مع اللجنة الأوروبية للديمقراطية بواسطة القانون المعروف باسم "لجنة فينيسيا".