تسعى جمعية "ناس البارود" للفانتازيا والخيالة ببلدية التلاغمة في ولاية ميلة، إلى الحفاظ على التراث التقليدي الفني المتوارث عن الآباء والأجداد، من خلال برمجة نشاطات فنية تتعلق بتربية الخيل وإعادة الاعتبار للفنتازيا وإدخالها في كل المناسبات الرسمية، كالاحتفالات بالأعياد الوطنية أو الاحتفالات الشخصية والعائلية، على غرار الأفراح من زواج وختان. وحسب السيد حميدة طالبي، رئيس الجمعية، فإن نشاطات "ناس البارود" للفنتازيا والخيالة ببلدية التلاغمة، تهدف إلى الحفاظ على الموروث الثقافي والإرث الشاوي للمنطقة تحت شعار "معا جميعا للحفاظ على الموروث الثقافي"، مضيفا أن أهم نشاطات الجمعية تكمن في الاهتمام بأسلحة البارود واستعمالاتها في الأفراح، مع الحفاظ على الموسيقى التراثية الشعبية التي تعتمد بالدرجة الأولى على آلتي الزرنة والطبل، دون نسيان رقصات الفرس والرحابة، كل هذا، يضيف رئيس الجمعية، يجري في أجواء الشعر أو ما يعرف بالقوال الذي ينطق بالحكمة ويتغزل بالجمال، جمال الطبيعة الساحرة أو المرأة الجزائرية الأصيلة التي تسلب قلوب الشباب بحسنها وعملها الدؤوب، سواء داخل البيت أو في الحقول والبساتين. تضم جمعية "ناس البارود" للفانتازيا والخيالة ببلدية التلاغمة، 10 أفراد يشكلون مكتبها، إضافة إلى 75 منخرطا من أصحاب الخيول وبنادق البارود، يملكون 15 خيلا ويجدون متعة في مرافقة العرسان خلال حفلات الزفاف، ويستمتعون بصنع صور فنية تعود بالمشاهد إلى سنوات خلت وتذكر الحضور بحفلات الزفاف أيام الأجداد، حيث تشارك هذه الجمعية في النشاطات المبرمجة من طرف مختلف المديريات، وعلى رأسها مديريتي الثقافة والشباب والرياضة. وقال السيد حميدة طالبي، في دردشة مع جريدة "المساء"، بأن الجمعية تلقى دعما كبيرا سواء من طرف السلطات المحلية أو حتى من طرف المواطنين من سكان القرى والمداشر، كما تلقى تشجيعا ودعما من طرف عروش المنطقة الذين يحرصون على الحفاظ على موروثهم الثقافي الذي يفتخرون به ونقله إلى الأجيال اللاحقة. مضيفا أن اهتماما كبيرا يوليه الأهل لهذه الجمعية سواء من الناحية المادية أو المعنوية. نظمت الجمعية خلال الأيام الفارطة يوما احتفاليا للتعريف بتراث المنطقة، احتضنته أحد المزارع ببلدية التلاغمة، حيث تم خلاله تنظيم عرض للفنتازيا بمشاركة فرسان أظهروا براعة كبيرة في التحكم في الخيول، تخللته عروض لألعاب البارود ورقص الرحابة، كما تم تقديم وجبة غذاء تقليدية حُضّرت من طرف ربات البيوت على شاكلة ما يتم تقديمه خلال الأعراس. وتنشط جمعية "ناس البارود" للفانتازيا والخيالة ببلدية التلاغمة، بالتعاون مع بعض الجمعيات في إطار إحياء تراث المنطقة، على غرار جمعية "الوئام" بالتلاغمة وجمعية "أمل المشيرة" التي تساهم بخيمتها ومعارضها في نشر التراث الشاوي والتعريف به في كل التظاهرات التي تشارك فيها، على غرار تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015"، وتظاهرة "دوز" بالجمهورية التونسية الشقيقة. كما تعتزم جمعية "ناس البارود" للفانتازيا والخيالة المشاركة في تظاهرة ثقافية بجمهورية مصر العربية في الصيف المقبل.