نظّمت كلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر 3، أول أمس، الملتقى الثالث حول «المرأة والإعلام» بالمدرسة العليا للصحافة، وحمل هذه السنة عنوان «الخطاب الإعلامي وتوظيف مفاهيم اندماج المرأة في الشأن العام»، وناقش أربعة محاور أساسية هي المفاهيم الإعلامية في الشأن السياسي، في الشأن الاجتماعي، في الشأن الاقتصادي والشأن الإعلامي، وعرف مشاركة أساتذة من جامعات الوطن على غرار مستغانم، سطيف، قسنطينة وورقلة وغيراها. في هذا الإطار، أكّد الدكتور علي عبد الله، نائب رئيس جامعة الجزائر مكلّف بالعلاقات الخارجية، أنّ هذا النشاط يندرج في نشاطات الجامعة الرامية إلى إبراز ما تكتنزه الجزائر وجامعاتها من كفاءات وقدرات أكاديمية وعلمية، مضيفا أنّ الموضوع المطروح للإثراء يعكس ما وصلت إليه المرأة الجزائرية، وتبوأها أعلى المراتب، فيما أشار الدكتور أحمد حمدي، إلى أنّ الواقع يعكس موضوع هذا الملتقى الثالث من نوعه، وأضاف أنّ المرأة الجزائرية كانت دوما في الريادة، وأثبتت ذلك في مختلف الفترات التاريخية، موضحا أنّ 60 بالمائة من طلبة كلية الإعلام من الفتيات وهي نفس نسبة الأستاذات، وهو ما يجعل من الجزائر بلدا يعطي للمرأة مكانة مميّزة. الملتقى الذي نظّمه قسم الاتصال تمحور حول عدد من القضايا التي تصب في صلب موضوع «الخطاب الإعلامي وتوظيف مفاهيم اندماج المرأة في الشأن العام»، حيث أكّد المنظمون على أنّ الممارسة الإعلامية تتشكّل خصوصيتها من عدة رهانات فكرية ومفاهيمية ترتبط بالقواعد والإجراءات والأساليب العملية التي يتبعها الإعلاميون أثناء أداء مهامهم، والتي تتطلّب الالتزام بتوظيف المفاهيم الأساسية التي يوفّرها الواقع، وأضافوا أنّه في الجزائر يكثر الحديث عن القضايا المهنية والقانونية والسياسية التي يتمّ طرحها أثناء الممارسة الإعلامية، مشيرين إلى أنّ ما يروّج عن المرأة في وسائل الإعلام والاتصال الوطنية ليس في كلّ الحالات ما ينبغي أن يكون عليه، وقالوا «لا يكاد يخلو أيّ ملتقى أو يوم دراسي عن المرأة والإعلام من التأكيد على ضرورة مراجعة المنظومة المفاهيمية الإعلامية التي يميّزها التذبذب وتكريس الطرح التقليدي وكلاسيكية أدوار المرأة، من خلال التركيز على المقوّمات النمطية لشخصيتها، وهذا على حساب المعنى الحقيقي والصحيح للمفاهيم الجديدة التي جلبتها جهود التنمية المستدامة في مجتمعنا، والتي تهدف إلى إيجاد التوازنات الأكثر أهمية لخدمة مشروع اندماج المرأة ليس كموضوع بل كفاعل في مسار التعبير. في هذا السياق، قدّم الأستاذ بلقاسم بروان، مداخلة افتتاحية دارت حول «المرأة والفضاء العمومي»، فيما توقفت الدكتورة فتحية معتوق، عند «صعوبة اندماج النوع الاجتماعي في الممارسة الإعلامية»، وتساءلت الدكتورتان فضيلة تومي وليليا بوسحرة عن «مساهمة المرأة الجزائرية في الفضاء الرقمي؟»، وتطرّقت الدكتورتان كريمة ينان وكهينة سلام، إلى «توظيف المرأة في الإشهار التلفزيوني» فضلا عن محاضرات أخرى ك»الطرح الإعلامي لصورة المرأة العربية من خلال الخطاب الإشهاري»، «المقاربة الإعلامية للنهوض بقضايا المرأة الجزائرية في ظلّ التطورات الراهنة»، و»حضور المرأة في الخطاب الإعلامي السياسي في الجزائر».