انطلقت مساء أمس بوهران فعاليات الملتقى الدولي الخامس الموسوم ب ”الخطاب النسوي والثقافة العربية الإسلامية المعاصرة”، تحت شعار ”آمال للتغيير”، من تنظيم قسم الفلسفة بجامعة السانيا وهران، بالتنسيق مع مخبر البحث ”فلسفة علوم وتنمية” بالجزائر، والأبعاد القيمية والتحولات السياسية في الجزائر، وتحت إشراف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف وولاية وهران. ويعرف الملتقى مشاركة مميزة لدكاترة وأساتذة قدموا من مختلف جامعات الوطن وخارجه، على غرار مصر وتونس والعراق والسودان وفلسطين وكذا الطلبة الجامعيين في الاختصاص، ومن حملة الماجستير والدكتوراه. يضم الملتقى الدولي العديد من المحاور التي ستناقَش على مدار ثلاثة أيام من عمر هذه الفعالية، منها أصول الخطاب النسوي الفكري والسياسي، وكذا الخطاب النسوي والتنمية البشرية والنسوية والفلسفة كذلك النسوية في الخطاب النهضوي والحداثي العربيين وفي الآداب والفلسفة، زيادة على النسوية والخطاب الديني المعاصر، والنسوية والظاهرة الإسلامية في الجزائر، والحركات النسوية والهوية في الجزائر، إضافة إلى ظاهرة المرشدات الدينيات في الجزائر، والمرجعية الوطنية وآفاق الخطاب النسوي في الثقافة العربية، والحركة النسوية في الفكر الغربي، والنسوية والعولمة. ويهدف اللقاء الأدبي والفلسفي، حسب الدكتورة دراس شهرزاد إحدى المنظمات، عبر خمس جلسات، إلى تسليط الضوء على الخطاب النسوي؛ باعتباره أحد الخطابات التي تحرك الساحة العالمية بمختلف أشكالها الفكرية والسياسية وكذا الاجتماعية، وبالرغم من الحد الزمني الفاصل بين هذه الحركة النسوية في الغرب وفي العالم العربي الإسلامي من حيث الذاكرة، الفعل والتنظير، إلا أنها، حسب المتحدثة، لاتزال هناك بعض اللحظات المتميزة والمتفردة في العالم العربي، أخذت على عاتقها مسؤولية الدفاع عن حقوق المرأة، سواء كان ذلك بشكل فردي أو جماعي مؤسساتي، وعادة ما كان هذا الدفاع ينطلق من الإبداع في مجالات مختلفة، على رأسها الرواية الأدبية والمحاولات الفكرية والفنية بالرغم من قلّتها.وترى الدكتورة دارس شهرزاد أن هناك الكثير من المنظرين ممن يجادلون في الموقف النسوي أو النظرة النسوية، بأنها الحالة التي تقترب فيها الذات بخبرتها وممارس واجباتها وتحديات الواقع المعاش لها، بين الموقع الاجتماعي والممارسة العلمية من جهة، والعملية من جهة مقابلة، فهي أي المرأة عموما تنمو عن وعي، بدأ يتغلغل في أوساط المجتمعات العربية، وعلى رأسها الجزائر، التي سيبقى فيها النضال السياسي أهم فعل من أجل الدفاع عن الحقوق الأساسية للمرأة الجزائرية وضمن سلسلة النضال، سيكون حسبها للإبداع الأدبي والفكري نماذج مهمة في الساحة الوطنية، والأسماء عديدة، وقد حصرتها في أحلام مستغانمي وزهور ونيسي، وغيرهما كثيرات، وكلها تصب في إعادة تجديد الوعي بقضية المرأة؛ باعتبارها الأساس الجوهري للتنمية الحقيقية للنهوض بالمجتمع. كما اعتبرت الدكتورة شهرزاد موضوع الطبعة فرصة أمام المشاركين، لطرح ومناقشة العديد من المحاور والانشغالات التي تدور حول تأثير الخطاب النسوي، لاسيما عند المرأة العربية عموما، والجزائرية خاصة، منها مفهوم النسوية في الخطاب بمختلف أشكاله ووظائفه وثم الانتقال إلى مفهومها بالثقافات العالمية بشكل عام، والعربية والإسلامية والجزائرية بشكل خاص وإلى أي مدى أثر الموقع الاجتماعي والسياسي والعلمي والعملي على ممارسة المرأة لخطاباتها النسوية بمختلف رموزها، كذلك ما حالات الحركات النسوية في عالمنا المعاصر وما قدّمت في نضالها وفي تنظيراتها لبناء عالم جديد وما القيم التي أفرزتها هذه الحركة، إلى السؤال حول الميكانزمات التي استعملتها المرأة للوصول إلى أهدافها، وما أبعادها الأنطولوجية والمعرفية وكذا القيمية، وأكثر من ذلك أبعادها المجتمعية، وكيف تجاوزت الفروق الجنسية والنوعية بينها وبين الرجل وما مكانتها الوظيفية في ظل نظام العولمة وإلى أين وصلت هذه الحركة وما أهم الانتقادات التي قُدمت لها. وسيناقش المتدخلون في اليوم الثاني من الملتقى الدولي العديد من المواضيع، منها مداخلة الدكتورة نعمات محمد الريح عبد القادر من جامعة السودان، حول الخطاب النسوي في الواقع الإسلامي، والباحثة الفلسطينية التي ستتطرق للخطاب النسوي الفلسطيني بعد ”أسلو”، والأستاذ حافظ عبد الحميد بدوي من جامعة مصر، حول ”المرأة العربية ودورها في قضايا النهضة في الفكر العربي الحديث في القرن 19، بينما تقدم الدكتورة فتيحة عبد الكامل من جامعة تلمسان، محاضرة حول حقوق المرأة بين الخطاب الديني والخطاب المعاصر.كما ستنظَّم على هامش الفعالية الأدبية والفلسفية، خمس ورشات؛ حيث ستدار الورشة الأولى اليوم برئاسة الدكتور سوارت بن عمر من جامعة وهران، وستنشَّط من قبل عدد من الأساتذة الجامعيين أمثال الدكتورة صوايلية الزهرة من عنابة، حول المرأة المسلمة بين مطرقة الأصالة وسندان المعاصرة، والأستاذة الجامعية بن عباس نسيمة من جامعة خنشلة، ستطرح إشكالية وضعية المرأة في إيران بعد الثورة الإسلامية من خلال كتاب السيرة الذاتية ”أن تقرأ لوليتا في طهران” للكاتبة آذرنفسي، بينما سيطرح الدكتور أمين مصراني من جامعة تلمسان، مسألة جدل الأنا والآخر في الخطاب الأدبي النسوي العربي المعاصر – قراءة في رواية ”أعشقني” لسناء شعلان ورواية ”الأسود يليق بك” لأحلام مستغانمي.أما الورشة الثانية التي تضم ستة محاور مهمة وستدور تحت إشراف الدكتورة بلحمام نجاة من جامعة وهران، وتنشَّط من قبل كل من الأستاذة نايلي نفيسة من جامعة تيزي وزو، حول موضوع ”الخطاب النسوي الاجتماعي للمرأة العربية، من خلال البرنامج التلفزيوني لقناة أم بي سي ”كلام نواعم” نموذجا”، وكذلك الأستاذة أحلام معمري من جامعة ورقلة، ستتطرق ل ”السرد النسوي العربي مقاربة في مفهوم الخطاب”، إلى جانب موضوع ”الحركات النسوية بين الخطابات العلمانية والإسلامية”.