تميزت زيارة الرئيس الفرنسي السيد نيكولا ساركوزي إلى الجزائر في يومها الثاني بعدة نشاطات منها إجراء محادثات سياسية مع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وزيارة بعض المواقع السياحية بتيبازة وكذا الترحم على أرواح الشهداء· فقد تحادث رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، بمقر رئاسة الجمهورية، مع نظيره الفرنسي، بحضور وزراء الداخلية والجماعات المحلية السيد نور الدين يزيد زرهوني، الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي، المالية السيد كريم جودي إلى جانب المستشار الدبلوماسي لرئيس الجمهورية السيد عبد اللطيف رحال· كما حضر عن الجانب الفرنسي وزير الشؤون الخارجية السيد برنار كوشنر وعدد من مستشاري الرئيس ساركوزي وهم على التوالي السيد هنري غاينو والسيد جان دافيد لوفيت والسيد بوريس بوايون لتتوسع المحادثات بين الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي لتشمل أعضاء وفدي البلدين· وكان الرئيس الفرنسي قد حل صباح أمس، بمدينة تيبازة السياحية الواقعة على بعد 70 كلم غربي الجزائر العاصمة والشهيرة بآثارها الرومانية، حيث أعرب عن انبهاره بجمال المدينة والموقع الأثري الذي ألهم ألبير كامو الحائز على جائزة نوبل للآدب سنة 1957 عن روايتيه "زفاف" التي صدرت سنة 1939 و"الصيف"، مشيرا إلى أن "ألبيركامو يشدنا من الجهتين" وهو" يشكل همزة وصل بين ضفتي المتوسط"· وبعدما عرض عليه في مدخل الحظيرة مخطط الموقع الأثري الروماني تسلم الرئيس الفرنسي كتاب "زفاف" لكامو حيث تلا عليه المخرج الفرنسي أليكساندر أركادي المقطع الذي يصف فيه الأديب جمال وسحر الموقع الأثري كما ترحم أمام النصب التذكاري المخلد لروح الكاتب الفرنسي ألبير كامو الذي أقام بالمدينة في ربيع سنة 1936· وشملت الزيارة السياحية لنيكولا ساركوزي لتيبازة التي رافقه فيها وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد نور الدين يزيد زرهوني قسما من الحظيرة الأثرية المتربعة على مساحة 70 هكتارا وخاصة الموقع الكائن بين ربوة "القديسة سالسا" التي تضم الآثار المدنية والدينية والجزء الغربي الذي يمثل المقبرة المسيحية حيث قاده في هذه الجولة مدير الثقافة ومسؤول تسيير الأملاك الثقافية· وبعد عبور مسلك "ديكومانوس" وزيارة المدرج ومختلف الآثار المتناثرة هنا وهناك وسط أشجار الزيتون والإكليل سلك الوفد الفرنسي الطريق الذي كان مخصصا إبان الحقبة الرومانية للتجارة والإقامات حيث لا زالت تظهر بقايا المباني والجداريات· وعبر الرئيس الفرنسي طيلة الزيارة عن إعجابه بالآثار الرومانية التي حافظت علي شكلها جيدا كما عبّر عن إعجابه بجمال تيبازة التي أخذ فيها صورا تذكارية رفقة الوفد المرافق له· وقد حظي الرئيس ساركوزي باستقبال شعبي حار بمدينة تيبازة التي عبرها راجلا على وقع أنغام الفرق الموسيقية الفلكلورية وعروض الفروسية· وبمقام الشهيد ترحم رئيس الجمهورية الفرنسية السيد نيكولا ساركوزي على أرواح شهداء الثورة ووضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري ووقف دقيقة صمت بعد أن استعرض فصيلة من الحرس الجمهوري أدت له التحية· من جهة أخرى استقبل أمس، وفد برلماني فرنسي يرافق الرئيس ساركوزي في زيارته للجزائر من قبل رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري، حيث تطرق الطرفان خلال هذا اللقاء الذي جرى في جوودي وصريح - كما أكد بيان المجلس - إلى واقع العلاقات الثنائية المتميزة ومستقبلها في ظل المعطيات الراهنة حيث سجلا بارتياح توفر الإرادة السياسية في البلدين لإرساء علاقات استراتيجية قائمة على مشاريع واقعية وملموسة في كل المجالات بشكل يجعل التعاون بينهما حقيقيا مؤكدين ضرورة الاستمرار في تنمية هذه العلاقات على المستوى البرلماني،كما تطرق الطرفان - حسب البيان - إلى عدد من القضايا السياسية الدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها ملف الصحراء الغربية· والتقى الوفد البرلماني الفرنسي عقب هذا اللقاء برؤساء وممثلين عن المجموعات البرلمانية السبع الممثلة في المجلس الشعبي الوطني حيث استمع إلى آراء مختلف التشكيلات السياسية ووجهات نظرها بخصوص عدد من القضايا السياسية.