تعرف عملية إنجاز الشاليهات المخصصة لمنكوبي فيضانات ولاية غرداية وتيرة حسنة، حيث تعكف مختلف الشركات المكلفة على الإسراع بتوفيرالسكنات الجاهزة قبل 15 ديسمبر القادم، وحسب المعلومات المستقاة من الولاية فإن المسؤولين المحليين يراهنون على إسكان المنكوبين قبل حلول فصل الشتاء بانجاز 2650 شاليها يتم بناؤها في 8 بلديات من أصل 9 بلديات أعلنت منكوبة في الفاتح أكتوبر الماضي. وفي زيارتنا لبعض ورشات بناء الشاليهات وقفنا على أولى البيوت الجاهزة التي تقوم بترتيبها الشركة الوطنية للسيارات الصناعية التي تملك خبرة في بناء البيوت الجاهزة، حسب مسؤول الورشة السيد كمال خليفة الذي أوضح ل»المساء« بأن منطقة وادنشو التي تبعد بحوالي 20 كلم شمال عاصمة الولاية، ستحتضن 750 وحدة جاهزة من مجموع 1100 سكن تشرف الشركة على إنجازها بالولاية مشيرا إلى أن لشركته خبرة في الكوارث الطبيعية، فهي التي أنجزت 5700 شاليه بولاية بومرداس بعد الزلزال سنة 2003. وبموقع بوهراوة (02) الذي يبعد بحوالي 10 كلم شمال الولاية تقوم »شركة إنجاب للأشغال« بالتعاون مع شركة بجاية بانجاز 300 أرضية في انتظار تركيب الشاليهات التي تأتي مركبة وجاهزة من مصنع عين مليلة بالشرق الجزائري، وقال رئيس الورشة أن العمل جار منذ 8 أيام وأن الأرضيات ستكون جاهزة في الوقت المناسب. وتحصي مصالح الرقابة التقنية تضرر 29254 بناية جراء الفيضانات الأخيرة تم تصنيفها حسب الخطورة في (خانات الأخضر والبرتقالي والأحمر)، وقد قامت المصالح المعنية بنشرأولى القوائم حسب التصنيفات المذكورة، حيث زرنا بعض مواقع استقبال العائلات المنكوبة، كمركز سينما ميزاب بوسط المدنية الذي يسهر المسؤولون المكلفون باستقبال العائلات على استكمال المعلومات وتحديد الهويات، وشرح مختلف الإعانات التي تقدمها الدولة للمنكوبين حسب درجة تضرر المسكن، والمصنفون في الخانة "الخضراء 2" سيستفيدون من مبلغ مالي يصل إلى 15 مليون سنتيم قصد الترميم، أما المصنفة مساكنهم في الخانة "برتقالي3" فتصل قيمة المنحة الممنوحة إلى 30 مليون سنتيم، في حين تتكفل الدولة بترميم السكنات والمباني والمحلات المصنفة في خانة "برتقالي4"، وأما المنكوبون الذين صنفت سكناتهم في خانة "أحمر5" فقد منحتهم الدولة قطع أرضية ومبلغ 100 مليون سنتيم قصد بناء سكنات لائقة، وفي انتظار ذلك يبقون بمخيمات الإيواء الثمانية المنتشرة بالولاية منها بوهراوة، متليلي، بوليلة، الغابة تزوز... وغيرها وقد زرنا بعضها، ومنها مركزالإيواء المؤقت للمنكوبين بالقاعة الجوارية للرياضة ببوهراوة، حيث لاحظنا أن المركز يضم طاقما إداريا وطبيا ويسهر على رعاية المنكوبين على مدارالساعة وبالمركز المذكور يوجد 53 عائلة وزعت على 38 خيمة، يستفيدون من تزويد أسبوعي بالمواد الغذائية والاستهلاكية حسب عدد الأفراد بكل عائلة، ويتوفر المركز على مطبخ جماعي للعائلات تقوم النسوة فيه بإعداد الوجبات، فيما وفرت لهم كل الوسائل الضرورية كالأغطية والأفرشة، وناد للترفيه، ويقوم الطاقم الطبي والمختصون النفسانيون بمعاينة العائلات للاطمئنان على حالتهم والتدخل وقت الحاجة. وقد أبدت العائلات ارتياحا بهذا التكفل، لكن بعضها بدت متخوفة من التصنيفات التي أجريت على مساكنهم، حيث اشتكى بعضهم من تضارب التصنيفات التي يؤكدون أنها غير مطمئنة..وتؤكد مصادر من ولاية غرداية أن عملية المراقبة التقنية للبنايات ستنتهي يوم السابع من الشهرالجاري، وتدعو مصالح الولاية كل المواطنين المتضررين ممن لم يسجلوا بعد في القوائم الرسمية أن يتقدموا إلى المصالح التقنية لاجراء الخبرة على مساكنهم قبل فوات الأوان. للإشارة فإن العديد من العائلات المنكوبة تأوي لدى الأهالي، ورفضت اللجوء إلى الخيم بمراكز الإيواء المؤقتة لكنها تنتظر مساعدة الدولة لترميم سكناتها في أقرب وقت.