كشف السينوغرافي عبد الرحمان زعبوبي ل«المساء»، أن تخصص السينوغرافيا في المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري متوقّف منذ 10 سنوات، وآخر دفعة كانت في عام 2009، لأسباب غير معروفة تعود إلى فترة الوزيرة السابقة خليدة تومي، حيث كان يختلف معها بسبب التكوين سرعان ما تحول إلى صراع شخصي. أكد زعبوبي خلال تأطيره محاضرة حول مبادئ السينوغرافيا، أن المعهد قام كذلك بتوقيف تخصصات أخرى، على غرار النقد والإخراج، وتمّ إعادتهما في انتظار إعادة تخصص السينوغرافيا الذي يعد أهم عنصر في بناء العرض المسرحي، وقال «الشيء الذي لم أفهمه هو توقيف التكوين في السينوغرافيا حتى في المسارح الجهوية، فمن سيقوم بالعملية، والموجودون حاليا لا يستطيعون القيام بكل شيء ولا يمكن تغطية كل المتطلبات، وهنا نفتح المجال لبروز أشباه محترفي السينوغرافيا». من جهة أخرى، ذكر زعبوبي، شهادة أساتذة مشرقيين تؤكد أن السينوغرافيا في الجزائر بعيدة 50 سنة عن السينوغرافيا في العالم العربي، وهذا أمر مشرف جدا، لأنه كان وراء تكوين معظم السينوغرافيين في الجزائر، مشيرا إلى أن السينواغرفي الجيد هو الذي يغلق فضاء مفعما بالأجواء، وهو المسؤول على التقاء الخشبة والقاعة، وأضاف أن السينوغرافيا تتكون من عدة عناصر، من بينها الفضاء والديكور والإنارة والممثلين باعتبارهم كتلا يشغلون حيزا من الفضاء، وهو العنصر الأكثر ذكاء وحساسية، كذلك اللباس والأكسسوارات والأقنعة والماكياج والتأثيرات الصوتية والبصرية. وأكد زعبوبي أن السينوغرافيا لا تتوقف عن التطور، ما دامت التكنولوجيا تواصل تطورها، وهو الشيء الذي لم يفهمه المنغلقون ورافضو التطوّر، ومازالوا يقومون بأعمال تتميز بالرتابة وغياب الإبداع. وفي موضوع متّصل، أصر المتحدث على أنّ ما يزعمه الكثير بأن المخرج هو ربان العرض هو خطأ كبير، وأثبت أكاديميا، ووفق ما نقلته المراجع، أنّ السينوغرافي هو سيد العرض والمخرج خادمه، ذلك أنّ السينوغرافي يقوم بالإعداد الكامل للعرض، وبالنسبة للممثلين فإنّه يملي الأمر على المخرج وهو يطبق، وهذا يعني قطعا أنه خادمه. وعلى هامش الأيام المسرحية «مصطفى كاتب» في دورتها الثالثة، والمنظم في المعهد، قال زعبوبي أن التظاهرة المسرحية تقيم ثلاث ورشات تتعلّق بالإخراج والتمثيل يؤطرها الأستاذ بوكرش، والثانية حول النقد يقدّمها الأستاذ محمد بوكراس وعبد الرحمان زعبوني يتكفّل بتلقين مبادئ السينوغرافيا. كما يتمّ تقديم عروض مسرحية لقدامى تلاميذ المعهد تتبعها حلقات نقاش يشارك فيها كل طلبة المدرسة بحضور أساتذة ونقاد.