أكد السيد الطيب لوح وزير العدل، حافظ الأختام أن الهيئة المكلفة بمراقبة الوسائل التكنولوجية للتصدي لظاهرة تسريب مواضيع البكالوريا أعدت خطة محكمة بالتنسيق مع الوزارات المعنية والجهات الأمنية لإسقاط محاولات تسريب هذه المواضيع عبر الأنترنت وتوقيف كل من يتورط فيها فور ارتكابه للفعل. وأوضح السيد لوح لدى زيارته لمركز امتحان شهادة البكالوريا بمؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحراش أمس، أن هذه الخطة تسمح بالتصدي لكل تسريب يقع في حينه، بحيث تحدد هوية المسرب للموضوع ومكان تواجده ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده فورا من قبل القضاء وفقا لما ينص عليه القانون. وأضاف الوزير أن الهيئة الجديدة التي يترأسها قاض تحت وصاية وزارة العدل، عملت مع مختلف المصالح الأمنية والقطاعات المعنية منذ عدة أسابيع على تحضير هذه الخطة من أجل ضمان إجراء امتحانات البكالوريا في هدوء، تفاديا لما تم تسجيله السنة الماضية عند خروج هذه المواضيع التي أدت إلى إعادة إجراء دورة ثانية للامتحانات، الأمر الذي أثر على معنويات الممتحنين. وبعد تفقده لقاعات إجراء الامتحانات بسجن الحراش أمس، ذكر الوزير بأن عدد النزلاء الذين يواصلون دراستهم ويجتازون امتحانات البكالوريا يعرف زيادة من سنة إلى أخرى بفضل الإجراءات التي أقرتها لجنة إصلاح العدالة منذ سنوات، إلى جانب تدابير العفو الرئاسي والإفراج المشروط والحرية النصفية حيث يكون بإمكان الناجحين في امتحانات البكالوريا مزاولة دراستهم بالجامعات كغيرهم من الطلبة الآخرين والعودة بعد انتهاء الدروس مساء إلى المؤسسة العقابية. وأشار الوزير إلى أن عدد المترشحين للبكالوريا بالمؤسسات العقابية هذه السنة ارتفع إلى 3710 مترشح مقارنة بالسنة الماضية التي اجتاز فيها الامتحان 3257 سجينا. وأضاف الوزير أن هذا الإجراء يندرج في إطار تنفيذ برنامج إصلاح العدالة الذي ينص على محور مهم يتعلق بإصلاح السجون والمنظومة العقابية بإقامة برنامج تكوين عام ومهني، مشيرا إلى أن الجزائر تعتمد على منظمة عقابية بمبادئ الدفاع الاجتماعي التي تتمثل في حماية المجتمع عن طريق تنفيذ العقوبة بتطبيق التربية وإعادة إدماج المعني بالأمر في المجتمع. ويجتاز امتحانات البكالوريا بسجن الحراش 120 مترشحا في شعبة آداب وفلسفة، 109 منهم ذكور و11 إناثا حسبما أكدته السيدة أدريان صليحة رئيسة مركز الامتحان والتي قالت إن المترشحين تم تحضيرهم جيدا لهذا الموعد بعد إثبات مستواهم. مضيفة أن النتائج السابقة أكدت أن بعض المحبوسين في السنوات السابقة تحصلوا على شهادة البكالوريا بمعدلات جيدة وصلت إلى 15 و16 من 20، وأن البعض منهم من المحكوم عليهم لمدة طويلة يجتاز هذه الامتحانات كل سنة حيث يوجد من تحصل على الشهادة أربع وثلاث مرات. وفي هذا السياق، أفادت المتحدثة أن هذا يعود إلى سياسة التكوين المنتهجة في إطار إصلاح السجون والتي تسمح بتكافؤ الفرص والحقوق بين الفائزين في البكالوريا كغيرهم من المترشحين خارج أسوار المؤسسات العقابية. تجدر الإشارة إلى أن المؤسسات العقابية سجلت خلال السنة الدراسية الحالية 34037 مسجلا في مختلف أطوار التعليم، منهم 1150 مسجلا في التعليم الجامعي، 41 منهم نساء. أما في التكوين المهني فتحصي هذه المؤسسات 37764 مسجلا في عدة تخصصات.