جنّدت الشركة الجزائرية للحوم الحمراء 500 طن من اللحوم الحمراء بنوعيها، يتم تسويقها عبر 17 نقطة بيع تابعة للشركة وعدد من الأسواق الجوارية التي تم فتحها بالتنسيق مع مصالح وزارة التجارة عبر عدة ولايات من الوطن تحسبا لشهر رمضان الكريم. وأوضح المدير العام للشركة السيد سامي بلمهيدي ل «المساء»، أن طاقات الإنتاج الحالية للشركة لم يتم استغلالها 100 بالمائة، مرجعا السبب إلى تأخر عملية تنظيم شعبة إنتاج اللحوم الحمراء، بالإضافة إلى عدم ضبط طلبات السوق الوطنية؛ من منطلق أن المذابح العصرية تنشط اليوم بطريقة «محتشمة» رغم الاتفاق المبدئي مع الموالين لتموينها بالأغنام والأبقار . ككل رمضان يلتف المواطنون على الإنتاج المحلي من اللحوم الحمراء، ما هي الإجراءات المتخذة من طرف الشركة الجزائرية للحوم الحمراء لتوفير طلبات المستهلكين؟ ❊❊ نسهر ككل شهر رمضان على مشاركة المهنيين الخواص في عملية تسويق اللحوم الحمراء الطازجة، وعليه فقد تم هذه السنة الإبقاء على نفس عدد نقاط البيع المباشر التابعة للشركة عبر فرع «لاتراكو»، والتي يبلغ عددها 17، موزعة على 7 ولايات في غرب ووسط البلاد. وتم بالمناسبة توفير 500 طن من اللحوم، 300 طن منها من لحم الغنم و200 طن من لحوم الأبقار. ولضمان توفير هذه الكميات تم التعاقد مع بعض الموالين، ويتم حاليا نحر الماشية عبر مذبحي حاسي بحبح بالجلفة وعين مليلة بأم البواقي بطرق عصرية، ليتم فيما بعد جلب الذبائح إلى نقاط البيع المباشر والأسواق الجوارية لتسويق المنتوج الذي يعرف طلبا كبيرا من طرف المواطنين. وكم تم تحديد السعر المرجعي للمنتوج؟ ❊❊نظرا لعدة اعتبارات مالية تخص تكاليف الإنتاج قررنا هذه السنة تسقيف سعر لحم الغنم في 1200دج، ولحم البقر بين 900 و1000دج حسب نوعية اللحوم. وما يجب التركيز عليه هو أن السعر تمت دراسته مسبقا من طرف لجنة خاصة، ليتماشى مع مداخيل المستهلك، وهو منخفض عن أسعار الخواص بين 10 و15 بالمائة. الجدير بالذكر أن عمل الشركة الجزائرية للحوم الحمراء لا يدخل في إطار ضبط سوق اللحوم، بل نحن كغيرنا من التجار الخواص، نسهر على تموين السوق باللحوم الحمراء بنوعيه خلال شهر رمضان. كما نقوم ببيع أضاحي عيد الأضحى بأسعار معقولة لصالح المستهلك الجزائري، من منطلق أن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري هي الهيئة الوحيدة المخول لها ضبط وتنظيم السوق. خصصت الدولة منذ أكثر من خمس سنوات، الملايير من الدينارات لعصرنه المذابح وخلق أقطاب صناعية جهوية، تهدف إلى رفع إنتاج اللحوم الحمراء وعصرنة نظام التسويق والتعليب، ما الذي تم تنفيذه إلى غاية اللحظة؟ ❊❊لقد أعطت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري سنة 2010، موافقتها على إنشاء ثلاثة مذابح جهوية بكل من الجلفة بمنطقة حاسي بحبح والبيّض وأم البواقي. وتم السنة الفارطة تسلم كل من مذبحي الجلفة وأم البواقي، في حين لاتزال الأشغال قائمة بالنسبة لمذبح البيّض، وعليه نعمل اليوم بطريقة «محتشمة» عبر المذبحين، والأمر راجع إلى عدم تنظيم السوق؛ ما جعلنا مجبرين على تحديد الطلبات أوّلا قبل الشروع في استغلال كل طاقات الإنتاج، وعليه سبقنا في مرحلة أولى في تحسيس الموالين وتشجيعهم على التعاقد مع المؤسسة لتوفير رؤوس الماشية، ونقوم حاليا بالتباحث مع مجمع «سوناطراك» لتموين وحدات الحياة بالجنوب، وشاركنا في كل مناقصات وزارة الدفاع الوطني لتموين النواحي العسكرية بمنتوج طازج وسليم. وفي انتظار التوقيع على عقود التموين يتم حاليا استغلال المذابح خلال موسم رمضان فقط، وهي التي تشتغل يومين أو أكثر في الأسبوع فقط. وحسب الأرقام الأولية فإن مذبح الجلفة حقق السنة الفارطة رقم أعمال بلغ 300 مليون دج، علما أن توقعات المشروع هي تحقيق بين 6 و7 ملايير دج سنويا كرقم أعمال في حالة استغلال المذبح كل طاقته. كما أن مخطط الاستثمار تطرق لإمكانية حدوث تأخر في استغلال المذابح التي تنشط بطاقة 10 بالمائة في السنة الأولى و20 بالمائة في السنة الثانية، على أن ترتفع وتيرة الإنتاج في السنة الثالثة والرابعة لبلوغ كل طاقات الإنتاج. نحن ننتظر تنظيم السوق وحصر الطلبات للشروع في استغلال كل المذابح الجهوية. في شهر رمضان الفارط شُرع في تسويق لحوم البقر بتقنية الأكياس المضغوطة، غير أن المنتوج لم يلق طلبا كبيرا من طرف المستهلكين، هل واصلتم نفس طريقة الإنتاج هذه السنة؟ ❊❊في السنة الفارطة كانت لنا فرصة استغلال كل وحدات إنتاج مذبح حاسي بحبح بالجلفة، وذلك انطلاقا من الذبح إلى السلخ والتوضيب، وعليه قمنا بتجربة توضيب قطع لحم البقر في أكياس مضغوطة تماشيا وما هو معمول به في باقي دول العالم، لكن المستهلك نفر من هذا النوع من التعليب، مع العلم أن الشركة لجأت إليه بغية استقطاب المساحات التجارية الكبرى؛ من منطلق أن فترة صلاحيته تمتد حتى 30 يوما. وأمام هذا الوضع قررنا توقيف عمل وحدة التوضيب لتسويق اللحوم بالطرق التقليدية. وماذا عن نوعية اللحوم الحمراء التي يتم اقتناؤها من عند الموالين؟ ❊❊نوعية اللحوم الجزائرية من نوعية جيدة، غير أن الإشكال يعود إلى سعرها الذي لا يختلف حتى ولو تعلّق الأمر برأس ماشية كبيرة في السن، علما أن الأسواق العالمية تعتمد ثلاثة أسعار في اللحوم الحمراء تتماشى وسن الماشية، واللحوم الطرية والمسنة. واللحم المسن يوجه للصناعة التحويلية، واللحوم المفرومة والطرية تخصص للاستهلاك، في حين أن تسويق اللحوم الحمراء بالجزائر يتم بعيدا عن كل المقاييس العالمية، وتسوَّق بسعر واحد، فمثلا الأبقارالحلوب عند بلوغها سنا متقدمة تسوَّق بنفس سعر الأبقار المخصصة للتسمين. كم هي كميات اللحوم الحمراء التي تم تسويقها من طرف الشركة خلال عشرة أيام الأولى من شهر رمضان؟ ❊❊لا يمكن في الوقت الحالي تحديد قيمة كميات اللحوم الحمراء المسوّقة عبر كل نقاط البيع والأسواق الجوارية، إلا أن ما يمكن الإشارة إليه هو تسويق 3,5 طن من اللحوم، منها 2,5 طن من لحم الغنم و1 طن من لحم البقر في نقطة بيع واحد بساحة أول ماي، وهي نقطة البيع التي يتم تموينها بشكل يومي ومضاعف عن باقي نقاط البيع بالنظر إلى كثرة الطلب. ما هي وضعية مزارع تربية الماشية التابعة للشركة؟ ❊❊مزارعنا صغيرة وتضم اليوم 5 آلاف رأس من الغنم و400 رأس بقر، ونظرا للتكاليف الباهظة فيما يخص تربية المواشي لم نتمكن من رفع طاقات إنتاج المزارع، وقررنا الإبقاء على نفس القطيع لضمان تموين السوق باللحوم الحمراء في شهر رمضان، مع اقتراح نصفه للبيع تحسبا لعيد الأضحي المبارك . ما هو مصير اتفاقيات الشراكة التي كانت موقّعة مع شركات أجنبية على غرار الإمارات العربية المتحدة؟ ❊❊نحن نطبق استراتيجية الحكومة في مجال الشراكة مع الأجانب، وهي التي تتطرق لاقتراح فتح رأس مال المذابح بنسبة 49 بالمائة لكل شريك أجنبي قادر على جلب خبرة تقنية، وعليه فإن ملف الشراكة مع الإماراتيين متوقف منذ فترة طويلة. وبالمقابل تم إطلاق مباحثات مع شريك إيطالي، وتم عرض المشروع على مجلس مساهمات الدولة الذي أعطى الضوء الأخضر لمواصلة المشاورات. كما تم الاتصال بنا من طرف ممثلي الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، الذي أبدى رغبته في الاستثمار في مذبح بوقطب بولاية البيّض، والدخول كشريك في الاستثمار، وهو ملف قيد الدراسة. 17 جزارا كانوا يعرضون الكميات للبيع ... حجز 10 قناطير لحوما غير صحية موجهة للاستهلاك بوهران مكنت الخرجات الميدانية لفرق المراقبة والوقاية التابعة لمديرية لمصالح مديرية البيطرة بولاية وهران والتي مست محلات بوسط المدينة، من اكتشاف 17 جزارا يقومون ببيع لحوم غير صحية، وذلك في انعدام للنظافة وشروط التبريد، وتم خلال هذه العمليات تحرير محاضر معاينة والتي على ضوئها، حسب مصالح البيطرة لولاية وهران، أعذر 11 جزارا، فيما تم اقتراح إغلاق باقي محلات الجزارة وذلك حسب نوعية المخلفات المسجلة من طرف الجزارين، والذين يستغلون شهر رمضان لترويج اللحوم المختلفة في غياب شروط النظافة والصحة المنصوص عليها. كما تم خلال عمليات المراقبة حجز 974 كيلوغراما من اللحوم الحمراء و55 كيلوغراما من اللحوم البيضاء غير الصالحة للاستهلاك وذلك في الوقت الذي قامت مصالح البيطرة بإخطار البلدية التي تنتشر بها عمليات الذبح غير الشرعي على غرار بلديات حاسي بونيف وسيدي الشحمي والسانيا، وذلك بالرغم من وجود فرق مراقبة وتفتيش تابعة للبلديات. وتواصل اللجنة المختلطة التي تضم مصالح التجارة والبيطرة عملها اليوم والخاصة بالمراقبة والتفتيش، حيث تم على ضوء هذه التدخلات حجز عدة قناطير من اللحوم غير الصالحة للاستهلاك، والمذبوحة بطريقة غير شرعية، فيما يبقى غياب الحس المدني عن المواطنين والإقبال على اقتناء هذه اللحوم التي تفتقد لكل المعايير، سبب انتشار هذه الظواهر، حسب متحدث من مديرية البيطرة لولاية وهران. رضوان.ق