أكد مدير عام الجزائرية للحوم الحمراء "ألفيار"، السيد سامي بلمهيدي، في حوار مع "المساء" أن شركة تسيير مساهمات الدولة للإنتاج الحيواني"برودا" لم تستورد هذه السنة اللحوم الحمراء المجمّدة من الخارج، وتقرر من خلال فرع الجزائرية للحوم الحمراء تسويق لحوم حمراء طازجة محلية سواء بالنسبة للأغنام أوالأبقار. وأشار بلمهيدي، إلى أن المستهلك الجزائري أصبح يعزف عن اقتناء اللحوم المجمّدة من منطلق أن اللحوم الطازجة متوفرة بكميات كبيرة، ولدحر المضاربة في الأسعار فقد تقرر هذه السنة تسويق المنتوج بسعر 1250 دج للكلغ من لحم الغنم، و900 دج للكلغ للحم البقر، وهي أسعار مرشحة للانخفاض السنة المقبلة، بعد دخول حيز الخدمة ثلاثة مذابح عصرية بولايات كل من الجلفة، أم البواقي والبيّض. وعن طلبات السوق الوطنية من اللحوم الحمراء أشار السيد بلمهيدي، إلى أنها محددة في عتبة 400 ألف طن سنويا، فيما بلغت حصة الفرد الواحد 11 كلغ في السنة، وهناك طموح لرفعها إلى 14 كلغ. س/ ما هي الجزائرية للحوم الحمراء، وما هي أهم المشاريع الموكلة إليها؟ ج/ الجزائرية للحوم الحمراء تم إنشاؤها بقرار من مجلس مساهمات الدولة سنة 2010، وأسندت لها مهمة إنجاز ثلاثة مذابح عصرية بكل من منطقة حاسي بحبح بولاية الجلفة، عين مليلة بأم البواقي، وبوقطب بولاية البيّض، وهي المشاريع التي تهدف من خلالها وزارة الفلاحة إلى تنظيم وضبط سوق اللحوم الحمراء. وتتمثل المهام الرئيسية للمؤسسة في تربية وتسمين الأغنام، الذبح والتحويل وتخزين اللحوم الحمراء، المشاركة في تنظيم فرع إنتاج اللحوم، خلق جو من الثقة ما بين المذبح والمربي لضمان عملية التموين اليومي. حاليا وبعد 5 سنوات من العمل، نحن في مرحلة الاستلام التدريجي لمذبحي حاسي بحبح وعين مليلة، فقد تم الانتهاء من إنجاز المباني وتجهيزها بأحدث العتاد في مجال الذبح والتخزين والتجميد، وهناك وحدات للتعليب والتوظيب. كما تم إلى غاية اللحظة تكوين 30 عاملا لكل مذبح من سكان المناطق المجاورة، مع إطلاق تجارب تقنية لذبح 1200 رأس من الأبقار وألف رأس من الغنم حتى يتحكم العمال في العتاد الجديد الذي أحدث قفزة نوعية في مجال الذبح والسلخ والتخزين، مع العلم أن منتجات اللحوم الحمراء التي يتم حاليا تسويقها عبر نقاط البيع التابعة لمجمع الإنتاج الحيواني "برودا" تم ذبحها بهذه المذابح العصرية. من جهة أخرى فقد تم لأول مرة في الجزائر تسويق منتوج جديد للمؤسسة يتعلق ببيع لحوم الأبقار منزوعة العظام تم توظيبها في أكياس بلاستيكية بطريقة صحية يمكن حفظها ل21 يوما، وهي لحوم طازجة غير مجمّدة مسوّقة بقيمة 900 دج للكلغ الواحد، وهو المنتوج الذي يشهد طلبا كبيرا من طرف المستهلكين. حرصنا على وضع عتاد الذبح باتجاه القبلة س/ هل وقّعتم على عقود تعاون مع المربين، خاصة وأن المذابح الثلاثة تقع في مناطق سهبية معروفة بنشاطها الرعوي؟ ج/ لم نصل بعد إلى هذا المستوى، فقد بادرنا بتنظيم عدة لقاءات من المربين لتعريفهم بأهمية المذابح التي أنشئت بالقرب من مواقع نشاطاتهم، ولمسنا قبولهم للتعامل معنا. في حين نعمل حاليا على ضمان عقود بيع منتوج اللحوم، وبعد أن نضمن المشتري يمكن لنا تحديد عدد الرؤوس التي يجب اقتناؤها يوميا، ومن هنا نفكر في عقد اتفاقيات مع المربين لتوفير الأغنام والأبقار المطلوبة. س/ متى تتوقعون دخول المذابح الجديدة حيز الخدمة، وما هي الإضافة التي ستحملها المذابح لمجال إنتاج اللحوم وضبط السوق؟ ج/ الاستلام النهائي للمذابح الجديدة وعددها ثلاثة سيكون قبل نهاية السنة الجارية، فقد تم إطلاق عملية الاستغلال التجريبي بكل من حاسي بحبح بولاية الجلفة، الذي تقدر طاقته ب16800 طن في السنة، من خلال استقبال 24 ألف رأس بقر و600 ألف رأس غنم، وعين مليلة بأم البواقي الذي تبلغ طاقته 12000 طن من خلال استقبال 24 ألف رأس بقر و360 ألف رأس غنم، غير أن الأشغال متأخرة بمذبح بوقطب بولاية البيّض بسبب فشل مناقصات الإنجاز عند إطلاقها، غير أننا نتوقع استلام المشروع قبل نهاية السداسي الأول من سنة 2016، وسيكون بنفس مواصفات باقي المذابح التي جهزت بعتاد إسباني عصري. من جهة أخرى تم تحويل مذبح عنابة للجزائرية للحوم الحمراء، ويتم حاليا إعادة تهيئته وتجهيزه للرفع من طاقته إلى 10 آلاف طن في السنة، وبذلك ستضمن وزارة الفلاحة إنتاج 50800 طن سنويا من اللحوم الحمراء. س/ من خلال هذه الأرقام هل يمكن الحديث عن انخفاض أسعار إنتاج اللحوم الحمراء السنة المقبلة؟ ج/ حتما سيكون لإنتاج هذه المذابح انعكاس ايجابي على أسعار اللحوم الحمراء، خاصة وأننا سنستهدف في بداية الأمر الأسواق الكبرى من خلال عقد اتفاقيات مع كبرى المؤسسات التي تقتني كميات كبيرة من اللحوم. كما أن علاقتنا مباشرة مع المربي بعيدا عن المضاربة تجعلنا نتحكم في الأسعار، مع تحديد الأسباب الحقيقية وراء تذبذب أسعار اللحوم الحمراء في كل مرة. س/ ما هو مصير المذابح القديمة عند الشروع في استغلال المذابح الجديدة؟ ج/ المذابح الحالية تابعة للبلديات والولاة أسندت لها مهمة ذبح الماشية منذ عدة سنوات، والمذابح الجديدة لم تنشأ بهدف الاستبدال بقدر ما تقرر إنجازها لتنظيم السوق والرفع من طاقة الإنتاج. غير أن استغلال التقنيات الحديثة في مجال الذبح والسلخ والتخزين تستلزم من مسيري باقي المذابح إعادة ترميمها وتجهيزها لتكون في نفس مستوى المذابح الجديدة. س/ ما هو تقييمكم لعمليات بيع اللحوم الحمراء خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان عبر نقاط البيع التابعة للمؤسسة؟ ج/ أولا، يجب أن اعترف أننا لم نتمكن من تغطية كل التراب الوطني، من منطلق أن نقاط البيع متمركزة في الوسط وشرق وغرب البلاد فقط، كما أن عددها لا يلبي طلبات كل المستهلكين. حاولنا المشاركة في ضبط السوق وجعل الأسعار تستقر في عتبة تتماشي ومداخيل كل مواطن وذلك من خلال المشاركة في الأسواق الجوارية المنظمة من طرف وزارة التجارة، بمناسبة شهر رمضان عبر عدة ولايات، وقمنا بالمناسبة بتسويق 1500 رأس غنم بسعر 1250 دج للكلغ و800 رأس بقر بسعر 900 دج وذلك عبر 10 نقاط للبيع بالجزائر العاصمة، ونفس العدد موزع بولايات الشرق والغرب. المذابح الجديدة ستخفّض أسعار اللحوم ابتداء من 2016 س/ أنتم لا تغطون الولايات الجنوبية؟ ج/ بالنسبة للجنوب لا يمكن تسويق لحوم طازجة بالنظر إلى بعد المسافات والطبيعة الجغرافية للمنطقة، لذلك تفكر المؤسسة بالنسبة للسنة المقبلة تجميد اللحوم عبر المذابح الجديدة وتعليبها بطريقة تسمح بنقلها إلى كل الولايات الجنوبية، غير أنه بسبب ارتفاع تكاليف التجميد والتوظيب سنطلب من الوزارة تعميم سياسة الدعم لهذا المنتوج بهدف تسويقه في الجنوب الكبير بسعر يتماشي ومداخيل المواطنين. س/ وماذا عن نوعية اللحوم الحمراء المحلية؟ ج/ لا يخفى على أحد نوعية لحوم الغنم التي تعتبر من أجود اللحوم في شمال القارة الإفريقية، أما بالنسبة للحوم البقر فنحن نشجع تربية الأبقار فقد قمنا هذه السنة باقتناء اللحوم من عند المربين مباشرة دون اللجوء إلى الاستيراد مثل السنوات الفارطة. وعليه يجب التأكيد أن كل اللحوم المسوّقة من طرف "الجزائرية للحوم الحمراء" خلال هذا الشهر الفضيل هي منتجات طازجة محلية. بالمقابل ما يجب التركيز عليه اليوم هو تحول عملية تربية المواشي من الجيل القديم إلى جيل الشباب، ونحن نلمس بأسف شديد عزوف هذه الفئة عن نشاط تربية المواشي بسبب عدة ظروف، منها الصعوبات التي يعاني منها المربي لتوفير أغذية الأنعام، بالإضافة إلى تدهور وضعية المراعي مما صعب من عملية الرعي. وتعكف المؤسسة اليوم على تنظيم حملات تحسيسية لهذه الفئة الجديدة من المربين لمرافقتهم في نشاطهم وعصرنة نشاط تربية المواشي للحفاظ على الثروة الحيوانية، وضمان توفير منتوج وطني من نوعية رفيعة وبسعر معقول. ومن خلال المذابح الجديدة نطمح إلى تنظيم الموالين مع ضمان طريقة بيع مربحة لرؤوس الغنم والبقر بطريقة تحفظ لهم هامش الربح، من منطلق أننا سنشتري بسعر السوق. س/ بالنسبة لسكان الجنوب هو متعارف عليه أنهم يقبلون كثيرا على لحوم الجمل، هل فكرتم في فتح مذابح بالجنوب لضمان ذبح صحي لهذه الحيوانات ؟ ج/ في الحقيقة لم نطرح ملف إنشاء مذبح بالجنوب لكون مذبحي الجلفة والبيّض ليسا بعيدين عن الولايات الجنوبية، كما أنه خلال عملية تجهيزهما وإنجازهما تم أخذ بعين الحسبان ضمان الارتفاع المناسب لاستقبال الجمال في حالة كان هناك طلب من طرف المربين، وسيتم استغلال نفس التقنيات في مجال الذبح ورفع الماشية بطريقة سليمة تسهل على العمال عملية السلخ والتقطيع. وما يجب توفيره حاليا هو تكوين الأعوان للتكفّل الجيّد والسريع بالجمال المذبوحة. بالمقابل وبغرض طمأنة المواطن يجب الإشارة إلى أننا نسّقنا العمل مع مصالح وزارة الشؤون الدينية حتى يتم وضع العتاد الخاص بعملية الذبح باتجاه القبلة لضمان عملية ذبح "حلال". حفر آبار وإنجاز محطات لتطهير المياه لإعادة استعمالها في السقي س/ الكل يعلم أن المذابح تستغل كميات كبيرة من الماء، هل قمتم بحفر آبار لتوفير هذه المادة؟ ج/ فعلا تم استخراج كل التراخيص لحفر آبار لكل مذبح لضمان توفير المياه الضرورية لتنظيف المكان بعد كل عملية ذبح، كما قمنا بإنجاز محطات مصغرة لتطهير المياه قبل توجيهها لمساحات خاصة تجمع فيها قبل توزيعها على الفلاحين لسقي الأشجار المثمرة. س/ وماذا بخصوص الجلود؟ ج/ هناك طلب من المجمع الوطني لإنتاج الجلود، ليستفيد من الجلود المجمعة عبر المذابح مستقبلا، وبما أن مادة الجلود يرتفع عليها الطلب وتعتبر من أهم مداخيل المذابح فقد تقرر دراسة الملف لتنظيم مناقصات وطنية.