كشف المشاركون في المنتدى الدولي الأول حول الموارد البشرية أن أكثر من 50 بالمائة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر غير واعية بأهمية تسيير الموارد البشرية في الارتقاء بها. وقال الرئيس المدير العام لمؤسسة "أنسيم" السيد عبد الحق لعميري خلال مداخلته في المنتدى الذي نظمته مؤسسة "باز" للاتصال أمس بالجزائر أنه حسب الدراسات التي تقوم بها جامعات الاقتصاد والتجارة فإن 6 بالمائة من المؤسسات على المستوى الوطني تطبق فعلا نظام تسيير الموارد البشرية من مجموع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الناشطة في الجزائر والمقدر عددها ب420 ألف مؤسسة، وأضاف المتدخل أنه من مجموع هذه المؤسسات فإن 40 بالمائة منها لديها الرغبة في تحسين مستوى مواردها البشرية، لتبقى الأغلبية غير واعية بالبعد الاقتصادي للموارد البشرية الذي يعد المحرك الأساسي لإنجاح المؤسسة، وأبرز المتحدث أنه من بين نقاط الضعف التي تعاني منها المؤسسات الجزائرية مشكل "تكوين اليد العاملة غير المتخصصة "إذ أن القطاعات العامة أصبحت متخوفة من تكوين العمال الذي يفضلون التوجه إلى المؤسسات الأجنبية أو الخاصة بعد فترة التكون مشيرا في هذا الشأن أن دراسات بعض الدكاترة الجزائريين تؤكد أن "70 بالمائة من المؤسسات العمومية لا تخضع عمالها للتكوين وإعادة التأهيل تخوفا منها من انتقالهم إلى المؤسسات الأجنبية". وفي خضم تطرقه إلى النقائص التي تعاني منها المؤسسات في الجزائر ذكر السيد لعميري أن أغلبية القائمين عليها "لا يطبقون نظاما اتصاليا ناجعا بين القاعدة والقمة الأمر الذي يخلق هوة كبيرة بينهما وبالتالي يصعب توفير الظروف المهنية الملائمة للعمل". وخلال مداخلته حول "طرق جعل الموارد البشرية قاعدة تنظيمية للتجديد" أكد أستاذ بجامعة موريال (كندا) السيد عمر عكتوف أن تسيير الموارد البشرية في معظم دول العالم لازالت "ناقصة"، وأرجع أسباب النقص إلى "عدم توفير الشروط والظروف المواتية لتمكين العامل من إبراز طاقاته "مشيرا في هذا السياق إلى أنه "لا توجد تقنية معينة لتسيير الموارد البشرية إنما هناك تقنيات لتسيير ظروف عمل الشخص". وقد شكل التكوين من جهة أخرى المحور الأساسي الذي ركز عليه المتدخلون لاسيما منهم المدير العام للمدرسة العليا الجزائرية للأعمال السيد برونو بونسن، وذكر المتحدث أن كل المؤسسات الجزائرية تعاني من مشكل في تسير الموارد البشرية الذي أرجعه إلى التكوين الذي يأتي في المرتبة الأولى وكذا تموقع الموارد البشرية في قلب الإستراتيجية المؤسساتية في المرحلة الثانية. أما المديرة الفرعية لمجمع (هنكل) السيدة مليكة عازب فأبرزت أن هناك "فرقا شاسعا بين عالم التكوين بالجامعات والمؤسسات التربوية وعالم الشغل في الجزائر". (وأ)