وجّه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، تعليمة جديدة لمسؤولي هياكل الحزب على مستوى الولايات والبلديات، يطالبهم فيها بإيفاد القيادة بتقارير شاملة حول حصائل عمل المنتخبين المحليين للحزب قبل العاشر جويلية الجاري، وذلك في إطار التحضير للانتخابات المحلية القادمة التي يسعى خلالها الحزب إلى الحفاظ على ريادته للمشهد السياسي في الجزائر، من خلال تحقيق نجاح آخر. الأمين العام للأفلان أرسل تعليمته التي تحمل الرقم 11 والمؤرخة في الفاتح جويلية الجاري، إلى أمناء المحافظات ورؤساء اللجان الإنتقالية للحزب ورؤساء المجالس الشعبية البلدية والولائية، يطالبهم من خلالها بتقديم حصائل حول نشاط كل المنتخبين المحليين، ليتم على أساس هذه الحصائل تقييم منتخبي الحزب وبلورة القوائم الانتخابية التي سيدخل بها العتيد الانتخابات المحلية المقررة قبل نهاية العام الجاري. وجاء في تعليمة ولد عباس، أنه «في إطار مواصلة البرنامج العام لنشاطات الحزب محليا ووطنيا، وعملا على تفعيل الساحة السياسية والتحسيس بالمستجدات، في مقدمتها ما أفرزته نتائج الانتخابات التشريعية الإيجابية، والتي أبرز فيها الحزب ريادته في الساحة السياسية كونه القوة السياسية الأولى في البلاد. ونظرا للدور الذي يلعبه منتخبو الحزب في تجسيد الإصلاحات السياسية وما ينتظرهم من مهام جسام في استكمال تنفيذ برامج فخامة رئيس الجمهورية المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الحزب، وفي إطار التحضير للاستحقاقات المقبلة نطلب منكم السهر على إيفادنا بحصيلة النشاطات التي قام بها المنتخبون المحليون في الخمس السنوات الماضية في مختلف القطاعات..» وتطالب تعليمة الأمين العام أمناء المحافظات ورؤساء اللجان الانتقالية ورؤساء المجالس المحلية بإيفاد قيادة الحزب بالمعلومات الدقيقة المتعلقة، بعدد سكان الولاية حسب السن والجنس وعدد المسجلين في القوائم الانتخابية، والتركيبة الاجتماعية لسكان الولاية حسب الدوائر، فضلا عن قائمة المشاريع التنموية الخاصة بالمجالس الشعبية البلدية والولائية، وكذا بنتائج الانتخابات المحلية السابقة وعدد الأصوات والمقاعد المحصل عليها من طرف الأحزاب المشاركة. كما تدعو التعليمة المسؤولين الموجهة إليهم بإعداد قراءة سياسة ملخصة حول نتائج الانتخابات وملاحظاتهم حول سبب عزوف الناخبين عن المشاركة. وتريد قيادة الحزب العتيد الجعل من حصائل عمل لمنتخبين المحليين بمثابة عملية إحصاء لمواطن الخلل والأخطاء التي وقع فيها، بعضهم خلال العهدة التمثيلية، وذلك لتحديد موقفها منهم وإقرار خيار إعادة ترشيح المعنيين من عدمه. ومن هذا المنطلق سيتولى رؤساء القسمات على مستوى البلديات إعداد التقارير التقييمية حو نشاط المنتخبين المحليين والتي سيتم رفعها إلى أمناء المحافظات للإدلاء بملاحظاتهم حولها، فيما يتولى أعضاء مكاتب المحافظات عملية تقييم أعضاء المجالس الولائية، على أن يتم إرسال كافة التقارير قبل العاشر جويلية الجاري إلى المقر المركزي للحزب، وذلك قبل تشكيل الحزب للجنة التحضيرية للانتخابات المحلية المقرر تنصيبها في بداية شهر أوت المقبل، قبل موعد استدعاء رئيس الجمهورية للهيئة الناخبة المرتقب قبل نهاية نفس الشهر. على صعيد آخر، كذّبت مصادر قيادية في الحزب الإشاعات التي تم تداولها في بعض المواقع الإلكترونية حول إقالة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، وأوضحت بأن الإقالة ليست تقليدا متعارف عليه في القوانين الأساسية والتنظيمات التي تحكم سير الحزب، مذكرة بأن تغيير الأمين العام للحزب يتم عن طريق اللجنة المركزية، حيث يتم الفصل في مثل هذه الأمور من قبل الهياكل القيادية للحزب. وتجدر الإشارة إلى أن الأمين العام الذي تم اتهامه من قبل بعض الوجوه القيادية السابقة في الأفلان، بالإخفاق في الحفاظ على مكانة الحزب السياسية خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في الرابع ماي الماضي، رفض اعتبار تراجع عدد مقاعد الحزب في البرلمان لصالح الغريم «الارندي»، انهزاما أو إخفاقا للحزب، لافتا إلى أنه «عكس ما يثار فإن الحزب حقق تقدما في مستوى عدد الأصوات المحصل عليها مقارنة بتشريعيات 2012». كما أكد في نفس السياق بأن الأفلان لن يغير استراتيجيته في التحضير للاستحقاقات القادمة، حيث سيعتمد على نفس المنهجية التي طبقها في التحضير للتشريعيات خلال للانتخابات المحلية المقبلة. وأعلن ولد عباس بالمناسبة عن اعتزامه تنظيم لقاءات مكثفة خلال الصائفة الجارية لتجنيد كل الإطارات والمناضلين حول الموعد الانتخابي القادم، حيث من المقرر أن يعقد اجتماعا مع كافة المنتخبين المحليين للحزب في الثامن جويلية الجاري لهذه الغرض، مبرزا الأهمية الكبرى التي تكتسيها الانتخابات المحلية بالنسبة لكافة التشكيلات السياسية باعتبارها، ترسخ وتقوي علاقة المواطن بالمنتخب وبالحزب بشكل عام.