أخذ كتاب الطفل حيّزا مهما في المعرض الدولي للكتاب حيث شهد إقبالا كثيفا من الجمهور الزائر، كما اكتظت الأجنحة بالصغار الذين ترجم شغفهم ارتباطهم بالكتاب. المكتبة الخضراء: "المقاييس الدولية هدفنا" يرى السيد عبد الرحمن صالحي مسؤول جناح "المكتبة الخضراء" المختصة في صناعة كتاب الطفل أن هذه المهنة تتطلب الكثير من الصبر والاحترافية، باعتبار أن القارئ الصغير له قدرة عجيبة على تمييز ما يقدم له شكلا ومضمونا. وقدمت هذه الدار في جناحها 400 عنوان تنوع بين القصص والمسرحيات والكتب العلمية والدينية، وشبه المدرسية ولوحات الكتابة، إضافة الى العلب المتضمنة لبعض الكتب والأدوات المدرسية وكلها من انتاج الدار مائة بالمائة. وتتوجه المكتبة الخضراء إلى الأطفال ابتداء من مرحلة الحضانة وحتى مستوى الناشئة وذلك بعد أن فرضت انتاجها على المستوى الوطني والعربي وبجدارة. وأكد السيد صالحي أن إقبال الجمهور كان غفيرا ففي أثناء العطلة المدرسية الأخيرة شهد الجناح اكتظاظا كبيرا خاصة وأن الدار قدمت تخفيضات وصلت إلى 20 بالمائة، وقد إلتف الأولياء خاصة حول الكتب شبه المدرسية التي تعد أسعارها منخفضة بالنسبة لأسعار السوق. بعض الأطفال الذين ترددوا على الجناح كان أغلبهم منصبا على تصفح كتب القصص والكتب الموجهة لطور التحضيري، إذ أن طباعتها فاخرة وجذابة الى درجة أن بعض الأولياء ظنوا أنها كتب مستوردة ويرجع محدثنا السيد عبد الرحمن صالحي ذلك إلى كون المكتبة رفعت التحدي واستطاعت فرض وجودها وخاضت منافسة جلبت لها المزيد من الجمهور، والدليل أن الاقبال عليها في المعرض يكاد يكون نفسه أوأكثر بكثير من الدور الأجنبية، المشاركة يقول السيد صالحي أن "كتاب الطفل لبنة هامة في المعرض وهو تقليد يجب أن يكون قارا باعتبار أن التعامل مع القارئ الصغير لا يقل أهمية عنه بالنسبة للقارئ الكبير لأننا حتما سنوفر له الزاد الثقافي والحضاري الذي يستغله عندما يصبح رجلا". جديد المكتبة الخضراء هذ السنة هو طباعتها لعديد من العناوين الخاصة بالطور التحضيري وقد عرضتها استثناء ولأول مرة في هذا الصالون على أن يتم تسويقها في الأيام القادمة، وقد أشرفت على صناعة هذه النوعية من الكتب لجنة مختصة مكونة من مجموعة من الخبراء والتربويين والفنانين حرصوا على عدم استعمال رموز أوألوان تثير العنف مثلا عند الطفل، ومراعاة كل المقاييس العلمية والفنية الجمالية. دار الحافظ (سوريا): إقبال على الكتاب التربوي الديني حطت دار "الحافظ" بالمعرض حاملة معها 300 عنوانا كلها من انتاج الدار التي لها صيتها في عالم كتاب الطفل عبر الوطن العربي. تتنوع مواضيع الكتب بين الكتب الدينية والتربوية وكتب الأدب العالمي، والكتب شبه المدرسية خاصة تلك الموجهة للمستوى التحضيري منها مثلا تعلم الحروف والأرقام، وعرض المعاجم وغيرها. وأكد ممثل هذه الدار السيد حسان الريحاني ل"المساء" أن الوافدين على الجناح خاصة الأولياء حرصوا على انتقاء كل ماهو مفيد لأبنائهم خاصة الصغار منهم لذلك توجهوا - حسبه - إلى الكتاب التربوي الديني ذو الأسلوب الهادف (قصص الأنبياء أحكام التجويد، المبشرون بالجنة، الحديث النبوي في حكاية، وحكايا يرويها القرآن) وكان أكثرهم يريد تحصين صغارهم من كل ما يقدم لهم مشبوها أومشوشا. واستحسن السيد حسان فكرة هذا المعرض "احك لي كتابا" ورآها مجسدة في بعض ما تقدمه دار "الحافظ" منها مثلا كتاب عن النحو تطرح فيه القواعد في شكل قصص وشخصيات تتحدث مع الطفل. "إنها فكرة جميلة وجديدة" يضيف السيد حسان بالإعلانات والدعاية الجميلة والتنظيم الرائع للمعرض الذي كان له انعكاسه على الكتاب وعلى رواجه. للتذكير فإن دار "الحافظ" تقع بدمشق وهي تنتج 20 عنوانا سنويا وبلغ هذا العام 50 عنوانا، وتأمل في أن تجد وكيلا "ثقيلا" لها في الجزائر التي تعرف ازدهارا ملحوظا في عالم صناعة كتاب الطفل كمثل الإزدهار الذي تعرفه المكتبة "الخضراء الجزائرية" المشهورة في سوريا والتي يلقى انتاجها انتشارا. دار "الجائزة" (الجزائر): النوعية مطلوبة في كتاب الطفل عرضت دار "الجائزة" في المعرض 26 عنوانا أغلبها في القصص والحكايات العالمية، وفي الكتاب شبه المدرسي. ورأى ممثلها السيد شايب ذراع رابح أن الدار لا تزال فتية (تأسست سنة 2001) وأمامها الكثير من العمل للتمكن في هذا العالم الصعب والحساس. وأكد محدثنا أن الاقبال في المعرض كان أكثر على كتاب طور التحضيري "خطواتي الأولى في كتابة وقراءة الحروف"، مضيفا أن كتاب التحضيري شهد قفزة نوعية في السنوات الأخيرة ومما ساهم في ازدهاره برنامج الجديد المنظومة التربوية. مبدأ هذه الدار هو أولوية النوعية على أولوية الربح والاستثمار لذلك قدمت في المعرض تخفيضات وصلت الى 60 بالمائة مما زاد الاقبال عليها، وليبقى مشكل التسويق والانتشار عائقا أمام الدار باعتبار أنها فتية ولم تدخل بعد في المنافسة الواسعة. المتجول في معرض هذه السنة الذي اختتم نهاية الأسبوع الماضي سرعان ما يشده العدد الهائل من الزوار الصغار الذين تهافتوا على الكتاب أكثر من تهافتهم على اللعب بدليل أن بعض الأجنحة عرضت بعض الألعاب لكنها لم تلق الرواج. مما ساعد في هذا الإقبال استضافة دور نشر مختصة في صناعة كتب الأطفال بمعنى أنها خبيرة وكتاب الطفل عندها ليس مجرد تحصيل حاصل تكمل به رقم أعمالها، وبالتالي كان الاحتكاك مع ممثلي هذه الدور والأطفال والأولياء أكثر حميمية ومعرفة، ثم إن شعار المعرض أعاد للطفل مكانته وحقه في القراءة والمعرفة وأنه شريك فعّال في عالم صناعة الكتاب.