كشفت البروفيسور سمرة، من مصلحة العناية المركزة بالمركز الاستشفائي الجامعي "ابن باديس بقسنطينة"، عن استقبال 219 حالة لأطفال تم إدخالهما إلى العناية المركزة ومكثوا بها على الأقل يوما واحدا إلى شهرين خلال السداسي الأول من السنة الجارية، بسبب ابتلاع جسم خارجي أو مواد خطيرة، مضيفة أن هذه الحالات شكلت 30 ٪ من نسبة الأطفال الذين أدخلوا المصلحة، وتطلّب الأمر في بعض الأحيان اللجوء إلى عمليات جراحية. حسب البروفيسور سمرة، فإنّ عدد الأطفال الذين يتعرضون لمشاكل صحية بسبب دخول جسم غريب أو مواد خطيرة إلى جهازهم الهضمي أو التنفسي، أكبر من العدد الذي تمّ الكشف عنه، بالنظر إلى أنّ عددا كبيرا من الحالات لا تمكث في المستشفى، حيث يتمّ حل المشكل ويعود الطفل رفقة والديه إلى منزله، والحالات المعقّدة فقط هي التي يمكنها البقاء بمصلحة العناية المركزة لمتابعة العلاجات الضرورية. وأكّدت البروفيسور أنّ عدد الحالات يتضاعف عند المواسم والأعياد، حيث يصل إلى 20 طفلا في اليوم، يقصدون مصلحة العناية المركزة بسبب ابتلاع أجسام غريبة أو مواد خطيرة، في غفلة من الأمهات اللائي يكن غالبا منشغلات في تنظيف المنزل أو إعداد الحلويات، مضيفة أنّ المصلحة خلال شهر ماي الفارط استقبلت 29 حالة خطيرة، أي تقريبا بمعدل حالة خطيرة كل يوم. ترى المتحدثة أن الأجسام الغريبة أو المواد الخطيرة التي تؤدي إلى إصابات أحيانا تكون قاتلة، ليست بالضرورة موادا كيميائية أو أجساما معدنية وبلاستكية حادة أو ما شابه هذا، مضيفة أنّ حبة فول سوداني يمكنها أن تقتل طفلا في حالة ما تسربّت إلى المجاري التنفسية، وهي حالات تمّ تسجيلها على مستوى المصلحة، خاصة بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين إلى 6 سنوات. ونصحت البروفيسور سمرة الأولياء، خاصة الأمهات، بالتصرف بحكمة عند تعرّض الطفل لمثل هذه الحالات، خاصة في حالة ابتلاع مواد كيميائية خطيرة، على غرار أحماض التنظيف، مواد معالجة، الزيتون، أو ماء الجافيل المركّز، من خلال الابتعاد عن بعض السلوكيات والتدابير الخاطئة التي تضر الطفل أكثر مما تنفعه، على غرار إعطاء الطفل زيت الزيتون، الحليب، الماء أو منحه بعض الأعشاب التي قد تتفاعل سلبا مع المواد الكيميائية المبتلعة، مضيفة أنّ عددا من الحالات توفيت بسبب هذه السلوكيات التي وقفت المصلحة عليها، وآخرها لطفلة صغيرة أصيبت بحروق على مستوى اليد، فتمّ وضع فوق الجرح في المنزل عشبة "اللذاذ" التي تعتبر سما، مما سبّب لها نزيفا داخليا على مستوى الكبد أدى إلى وفاتها، وقالت بأنّ أحسن شيء يقوم به الأولياء أثناء تعرض أبنائهم لمثل هذه الحوادث، هو الإسراع إلى أقرب مركز صحي وعدم إعطائهم أي شيء، مع عدم التسبّب له في القيء العمدي الذي سيزيد في جرح البلعوم والتهاب الفم. كما نبّهت البروفيسور بمصلحة العناية المركزة في المركز الاستشفائي الجامعي الحكيم "ابن باديس"، إلى غفلة الأولياء عن أبنائهم، خاصة خلال الأعراس والمناسبات العائلية، مما يؤدي إلى تسجيل بعض الحالات المأسوية، خاصة منها حالات السقوط من الشرفات.