الأطفال نعمة وأمانة سوف نحاسب عليها فالمنزل عش الطفل الأمين ولذلك وجب علينا دائما إبعاد الأخطار المتوقعة في كل ركن من أركانه ..في الحمام – في المطبخ – في غرفة النوم – وفي الشرفة وطبعا الاهتمام والحذر داخل وخارج المنزل بكل تأكيد. يحتاج الطفل في السنتين الأوليين من العمر إلى درجة كبيرة من الحماية وأفضلها المراقبة خلال جميع حركاته، فعندما يبدأ الطفل بالزحف يكون بإمكانه لمس مخارج الكهرباء، وتناول المواد الكيماوية المستعملة للتنظيف في المطبخ أو أدوات الخياطة أو النباتات المنزلية التي تحتوي على أوراق سامة، أما مرحلة الوقوف فلها أخطار أخرى كالحروق بالسوائل الساخنة، والرضوض الناجمة عن سقوط الطفل، وذلك لعدم تناسب وزن رأس الطفل مع باقي جسمه، حيث يكون الرأس أثقل من جسمه مما يؤدي لأن يكون أول قسم من جسم الطفل يصطدم بالأرض عند سقوطه، ومعظم حالات السقوط تكون سليمة وغير مثيرة للقلق إلا في حالات السقوط التي يتلوها فقدان الوعي أو حالات السقوط من مكان مرتفع أكثر من 80 سم، حيث تستدعي حالته فحصه من قبل طبيب، وما يؤسف له فقدان الكثير من الأهالي لأطفالهم جراء تلك الحوادث. حوادث مأساوية تدمي القلوب لقد شاهدنا وسمعنا عن مئات هذه الحوادث وهي في حقيقة الأمر قصص مأساوية تدمي القلب، أطفال كالزهور وهم بالأشهر أو السنوات الأولى من أعمارهم يموتون أو يعوقون بسبب حوادث تجري أحداثها على مسرح البيت الذي تلتئم به العائلة. وتتراوح هذه الحوادث بين البسيطة ولكنها تجعل الطفل كثير البكاء بسبب الألم وبين القاتلة حقا وبسببها لم يعد يسمع صوت الطفل للأسف الشديد. وفي جميع هذه الحوادث يوجد عامل مشترك وهو الإهمال وفقدان الحذر ويعد السبب الرئيسي في كل الحوادث التي يتعرض لها هؤلاء الصغار المساكين. تحرك كلما تحرك طفلك معظمها هذه الحوادث تكون عبارة عن "حروق، سقوط، اختناق، غرق، تكهرب" قد تنتهي بهم إلى إصابات بالغة أو إعاقة دائمة، وتزيد مخاطر تلك الحوادث بازدياد قدرة الطفل على الحركة، حيث أن معظم حوادث الأطفال المنزلية ناتجة عن الحروق أو التسمم ببعض الأدوية التي تقع في أيديهم، إلى جانب السقوط أو الاختناق أو الغرق. أثار دائمة تحز لها النفوس الاتحاد رصدت آراء أولياء الأمور حول التدابير الوقاية التي يتبعونها لحماية الأطفال من الحوادث المنزلية، حيث قالت زهور، أم لخمسة أطفال في مراحل مختلفة من العمر: تعرض الأطفال للحوادث على خلاف حدتها ونتائجها أمر لا مفر منه على الرغم من أخذ كل تدابير الوقاية لتجنب وقع الحوادث، وقد تكون المطابخ ودورات المياه هي البيئة الأكثر خطورة على الأطفال في المنزل، إضافة إلى أن هناك حوادث يتعرض لها الأطفال يعجز العقل عن تحديد أسبابها .وأضافت أن ابنها ذو السنتين أصيب بحروق من الدرجة الثانية، بسبب إمساكه "بقراج" القهوة لتنسكب على يده وجزء من صدره، موضحة أنها أصابها الذهول أمام صرخاته وشعوره بالألم، إلا أنها تمكنت من التصرف وأخذه إلى المستشفي، مشيرة إلى أن المحزن بقاء هذه الآثار وملازمتها لابنها طوال حياته.وتروي تسعديت قصة طفلها الرضيع محمد الذي لم يتجاوز 7 أشهر، وكيف أصيب بحروق من الدرجة الرابعة نتيجة احتراقه بالشاي الساخن، وتقول على الرغم من وجودنا جميعا في الغرفة التي وقع فيها الحادث إلا أننا لم نتمكن من تحريك ساكن أمام هذا الحادث الأليم، حيث كان «بقراج» الشاي الساخن على المنضدة في غرفة الطعام وأخذ محمد يسحب شرشف الطاولة من دون أن يشعر أحد، حتى وقع بقراج الشاي الساخن عليه وحرقت بطنه، حتى تكشفت أمعاؤه، وها هو الآن في المستشفي تحت المراقبة، ولمعالجة آثار هذا الحريق التي ستلازمه طوال حياته .وكشفت نوال أن ابنها خاض تجربة كادت أن تنهي حياته، حين كانت تتحدث مع إحدى صديقاتها عبر الهاتف، وجاءت ابنتها لتخبرها بأن أخيها قد سقط على الأرض ولا يحرك ساكنا بعد أن تناول كمية من الأدوية، موضحة أنه تم إخضاعه لعملية غسيل معدة، مشيرة إلى أن التجربة كانت كفيلة لجعلها أكثر حرصا على سلامة أبنائها. في لحظة غفلة.. أيمن يسقط من بعد 20 مترا حضرت الاتحاد موقفا يعد من أبشع الحوادث التي قد تصيب طفلا، وهو أيمن طفل لم يتجاوز الرابعة من العمر، بينما كانت والدته تنشر غسيلها على شرفة المنزل حتى انزلقت رجله من فوق كرسي كانت تضع عليه الغسيل الجاف ليقع من على بعد خمس طوابق منبطحا على الأرض، حيث نقل على الفور إلى مستشفى زميرلي بالحراش ليقع في غيبوبة دامت أسبوعين، بعدما قام الأطباء بخياطة أعضاءه الداخلية المتفتقة وإيقاف النزيف وتجبيس ما تحطم من جسمه الفتي، وقد استطاع الأطباء بعد جهود كبير انتزاع الطفل من براثن الموت في اللحظة الأخيرة، وتابعت الاتحاد زياراتها لأيمن للتقصي عن أخباره، ليفيق بعد أسبوعين من العناية المركزة، نعم عاد "أيمن المعجزة " كما لقبه الأطباء إلى الحياة ولكن بعاهات كثيرة، كعسر النطق والشلل النصفي، ولكن الحمد والشكر لله على عودة أيمن إلى كنف أمه التي بدت كالمجنونة خوفا على ابنها.وحول حالة أيمن صرح الدكتور ف.ق إلى أن السقوط من أكثر الحوادث التي يتعرض لها الأطفال، ووجه لومه للأم التي سمحت لطفلها بالصعود على كرسي في الشرفة موضحا أن الطفل قد يتعرض إلى حوادث غير متوقعة لذلك وجب الحذر واليقظة وتتبع كل خطوات الطفل. تعلم الإسعافات الأولية واجب على الوالدين ونصح العائلات بضرورة معرفة الإسعافات الأولية، لأنها تساعدهم في التخفيف من خطورة الحادث، وبين ذات المتحدث أن هناك نسبة كبيرة من الأطفال الذين يراجعون أقسام طوارئ الأطفال قد تعرضوا لحوادث السقوط من الأعالي، إذ تشكل نسبتهم نحو (20%) من إجمالي حالات الأطفال الطارئة التي يستقبلونها في المستشفي، مشددا على ضرورة التفريق بين الإسعافات اللازمة في كل حالة.وأضاف أنه في حالات السقوط والكسور ينبغي نزع أي ملابس فوق منطقة الكسر، والتأكد من العلامات الحيوية للطفل: "التنفس"، "ضربات القلب"، مع الحرص الشديد على عدم تحريك الجزء المصاب، والعمل على تثبيته، لأن ذلك قد يحدث مضاعفات أكبر، موضحا أنه في حال ابتلاع الطفل جسما غريبا، يجب على الوالدين تجنب الهلع، وأخذ الطفل بشكل عاجل إلى قسم الطوارئ، حتى يتم تقديم الوسيلة العلاجية الأفضل. الطوارئ شاهدة على أكثر الحوادث المميتة وحذرت دكتورة الطوارئ بمستشفى مصطفى باشا الأسر من إتباع النصائح المتداولة من غير المتخصصين، بأن يتم إعطاء الطفل مادة معينة كزيت الزيتون أو وضع الأصبع في الفم، لاستثارة التقيؤ، أو غيرها من السلوكيات التي لم يثبت جدواها طبيا، مطالبا بضرورة النقل السريع للطفل في حالة حدوث أي طارئ لأقرب مستشفي مجهز، مع الحرص على تواجد طبيب متخصص في طوارئ الأطفال لتقديم التشخيص الدقيق والعلاج السريع للطفل، مناشدا الأسر بتوفير بيئة منزلية آمنة، خالية من الأجسام والمواد الخطرة على صحة وسلامة الأطفال، والحرص على تجنيب الطفل اللهو بجانب الأجسام الصغيرة التي يمكن أن يضعها في فمه، لا سيما الأجسام الحادة، بالإضافة إلى عدم ترك المواد الحارقة والخطرة في متناول الأطفال، خاصة الذين لم يصلوا لمرحلة الإدراك بعد.مشيرة إلى أن أغلب الوفيات التي شهدتها مصلحة الطوارئ كانت لحوادث الغرق في المنزل، حيث يكون السبب الرئيس لها هو ترك الأطفال داخل حوض الطفل الاستحمام بمفرده، السقوط من فوق المرتفعات، وفي الأغلب تكون ناتجة عن مشاهدات خيالية عديدة، كمشاهدة قصص سبايدر مان وبات مان، والشخصيات الخارقة في الرسوم المتحركة، التي تشكل دافعا قويا للأطفال لتقليدها ومحاكاتها، إضافة إلى حالات الاختناق والحرق. ضعف خبرة الأمهات من أسباب تعرض الأطفال للحوادث المنزلية واعتبرت دروم صفية أخصائية اجتماعية متكفلة بقضايا الأسرة والطفل أن نقص الوعي وضعف خبرة الأمهات من أسباب تعرض الأطفال للحوادث المنزلية، إذ يجهلن بأساليب حماية أطفالهن من الأخطار المنزلية، إلى جانب عدم إتباع وسائل السلامة، مبينة أن الدراسات قد أثبتت أن الأطفال الذكور أكثر عرضة للإصابات المنزلية من الإناث، كما أن النسبة الكبيرة من الحوادث المنزلية يتعرض لها الأطفال ما بين سن الولادة والرابعة، حيث إن الأطفال في المراحل الأولى يحاولون استكشاف ما حولهم خلال نموهم.وأضافت أنه يكثر سقوط الأطفال داخل المنزل، فكثيرا ما يتعرض الأطفال للسقوط من الأثاث المنزلي، حين تضع الأم رضيعها على السرير أو الكرسي من دون حواجز واقية، موضحة أن عدم ترك الطفل بمفرده من أولى الوسائل التي يجب إتباعها لحمايتهم من حوادث السقوط أو الانزلاق، مشددة على ضرورة عمل باب على السلم أو أي حواجز واقية لدرج البيت، وعدم ترك سوائل مسكوبة أو بقع الماء على الأرض، إلى جانب تلافي ترك أي مقعد أو قطعة أثاث يستطيع الطفل تسلقها بالقرب من نافذة مفتوحة.