لا تزال مدينة كويكول الأثرية تتلألأ بنجوم الطرب العربي في مهرجان جميلة في طبعته الثالثة عشرة، حيث كان جمهور الليلة الخامسة على موعد مع سهرة فنية امتزجت فيها الأغنية اللبنانية بمختلف الطبوع الجزائرية من الشاوي إلى الشعبي والحوزي والرايوي بأصوات كوكبة من الفنانين صنعوا التميّز في سهرة شهدت عزوفا نوعيا من قبل الجمهور مقارنة بالسهرات الأربع الأولى. لم يكن لعزوف الجمهور تأثير على السهرة الخامسة من مهرجان جميلة، حيث كانت راقية إلى أبعد حد، استمتع فيها الجمهور القليل بأطباق فنية في مستوى ثلة الفنانين الذين تعاقبوا على الخشبة، كان فيها شرف الافتتاح للقادم من بلد الأرز الفنان سعد رمضان الذي وفّق في استمالة الجمهور الحاضر بطبق فني متنوّع تمكّن فيه خريج «ستار أكاديمي 5» على مدار قرابة الساعة والنصف من الزمن، السفر بجمهوره من جميلة إلى لبنان والمغرب الشقيق مرورا بالجزائر، بتأديته بنجاح أغاني المرحوم عقيل والشاب مامي وهو ما جعله يصنع التميّز، فغنى للجزائر وعن الجزائر، وكأنّه جاء إلى جميلة حاملا رسالة، مفادها أنّ الشعبين الجزائريواللبناني مهما بعدت بينهما الجغرافيا تبقى تربطهما علاقة أكثر من أشقاء، علاقة هوية وتقاليد وأواصر وأخوة تضرب في أعماق التاريخ، فخصّه جمهور السهرة الخامسة باستقبال مميّز استحقته بكلّ تقدير. سعد رمضان كان نجم السهرة، كيف لا وهو من دوّت حنجرته سماء جميلة بأغنية «بلادي هي الجزائر» للشاب مامي، ليسافر بعد ذلك بجمهوره إلى لبنان الشقيق بإمتاعه بباقة من أغانيه التي فتحت له أبواب الشهرة والنجومية، منها «عم نام على الواقف» و»بياع» و»مبروك»، بالإضافة إلى أغنيتين من التراث اللبناني «ميل يا غزيل» و»طالعة من بيت أبوها» للفنان القدير صباح فخري، بعدها عرّج سعد رمضان بالجمهور الحاضر إلى المغرب الشقيق، بتأديته بنجاح أغنية من التراث للفنان سعد لمجرد بعنوان «واعرة بزاف»، قبل أن يعود بصوته إلى الجزائر ويمتع جمهوره بنجاح بأغنيتين هادئتين للمرحوم الشاب عقيل، بعنوان «ما زال» و»واش تسوى الدنيا بلا بيك». ثاني فنان اعتلى الخشبة، كان سمير العاصمي، الذي بدوره عرف كيف يدغدغ مشاعر الحضور، وأثبت «الدكتور» أنّه فنان بكامل ما تحمله الكلمة من معنى ومواصفات، في ككلّ الطبوع الجزائرية، وليس للحوزي والمالوف فحسب، افتتح سهرته بأغنية عاصمية بعنوان «عرضوني زوج صبايا» ليرعّج بعد ذلك بالجمهور في رحلة انطلق فيها من أقصى الشرق الجزائري بأغنية «لسود مقروني» من الطابع الشاوي، و»عينيك ملاح» وأغنية «يا بوطيبة داويني» من التراث السطايفي، كما غنى لأحد قامات الفن الجزائري، الفنان القدير رابح درياسة أغنية «يا العوامة»، ليختتم سهرته بأغنية «لو كان يديرو عليك باب حديد» لفرقة نجوم الصف، فاسحا المجال لمطرب الأغنية السطايفية الشاب عماد أمير الذي صال وجال بالحضور بباقة من الأغاني الجزائرية لكبار المطربين استهلها بأغنية «آه يا ظالمني» للفنان المغترب بكاكشي الخير، و»أنت عمري» للمرحوم الشاب عقيل، وأغنية «فاطمة» للشاب مامي، قبل أن يعود بالحضور للطابع السطايفي وأغنية «سميتك عمري» للشاب عراس. رابع فنانة أطلت على الركح، كانت مطربة الأغنية السطايفية راضية منال، التي أطربت الحضور بباقة من الأغاني على غرار «توحّشت سطيف العالي» و»المكتوب داني»، كما قدّمت لجمهورها أغنية تتغنى بالأم بعنوان «اسمحيلي يا لميمة»، لتختتم السهرة على صوت ابن مدينة الجسور المعلقة الشاب فارس الذي أمتع الحضور بمجموعة من الأغاني السطايفية منها «بيا مولات الخانة» و»وينو حبيبي» وأغنيته الشهيرة «حلوة سكر». أما السهرة السادسة فكانت جزائرية شبابية مائة بالمائة، تداول على خشبتها كل من حكيم صالحي، نورة قناوة، رضا سيكا والشاب بلال، فيما سيكون الموعد في الليلة ما قبل الأخيرة لسهرة اليوم، مزيجا جزائريا لبنانيا بتوقيع الثلاثي الجزائري عبدو درياسة ومحمد روان وسلمى كويرات، إلى جانب الفنانة اللبنانية نجوى كرم.