لقي أربعة أشخاص حتفهم صباح أمس، إثر سقوط طائرة عمودية تابعة لشركة الطيران طاسيلي من نوع «بيل 206»، ويتعلق الأمر بقائد الطائرة المرحوم هني سعد الدين وعامل للمعهد الوطني للخرائط، بالإضافة إلى مصورين اثنين تابعين لشركة اتصال خاصة، كانا بصدد إعداد روبرتاج مصور حول خط السكة الحديدة الرابط ما بين زرالدة والعاصمة. تفاصيل الحادثة إلى يرويها أحد شهود العيان، تعود إلى تحليق الطائرة العمودية في حدود الساعة العاشرة وخمس وأربعين دقيقة صباحا، فوق منطقة دكاكنة ببلدية الدويرة، وما شد انتباه المواطنين هو نزولها لمسافة قريبة جدا من كوابل الضغط العالي للكهرباء بغرض تتبع مسار أحد القطارات، لترتطم بأحد خطوط الضغط العالي قبل أن تسقط مخلفة مقتل كل ركابها. وفور وقوع الحادث، سارعت مصالح الحماية المدنية والدرك الوطني إلى مكان سقوط المروحية، ليتم نقل جثث الضحايا إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى الدويرة، في حين قام أعوان الشرطة العلمية برفع مجموعة من شظايا الطائرة لإتمام مجريات التحقيق والتعرف على الأسباب الحقيقية لسقوط الطائرة. من جهته، أكد كريم بحار المكلف بالإعلام بشركة الطيران طاسيلي، أن المروحية تابعة لفرع طاسيلي للعمل الجوي، تم تأجيرها من طرف مكتب للاتصالات خاص بهدف إعداد روبرتاج جوي عن مشروع السكة الحديدية، مشيرا إلى أن قائد الطائرة المرحوم هني سعد الدين يعد من خيرة الطيارين لدى الشركة، له أكثر من 30 سنة خبرة، وفي رصيده 4 آلاف ساعة تحليق، مع العلم أن شركة طاسيلي نصبت خلية أزمة مباشرة فور وقوع الحادث للتحقيق في سباب الحادث والتكفل بعائلات الضحايا. أما فيما يخص باقي ركاب الطائرة، فيتعلق الأمر بالمصورين إسماعيل و إلياس يشتغلان بشركة «فيزيو لاب»، وهما من ولاية تيزي وزو، بالإضافة إلى ممثل عن المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بُعد. وقد جندت مصالح الحماية المدنية 4 شاحنات إطفاء و سيارات إسعاف لإطفاء النار التي اشتعلت بحطام الطائرة وإخراج جثث الضحايا الذين توفوا بمكان وقوع الحادث. كما حيا المواطنون فطنة قائد الطائرة المرحوم، الذي عمل على إسقاط الطائرة بعيدا عن الحي السكني لتجنب وقوع الكارثة، مع العلم أن أول تدخل لإخماد النيران قام به سكان حي دكاكنة غير أن الحريق كان قد أتى على كل طاقم الطائرة. على صعيد آخر، أعلنت مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز عن تسجيل تذبذب في التموين بالكهرباء على مستوى التجمعات السكانية ببلدية الدويرة، وذلك نتيجة لحادث تحطم الطائرة العمودية بالقرب من خط للضغط العالي (220 كيلوفولط) الرابط ما بين بوفاريك وأولاد فايت، وقد تم تسخير كل الفرق التقنية لإصلاح الأعطاب.