تحتضن قاعة سينما "الثقافة" (أ، بي، سي سابقا) ابتداء من اليوم تظاهرة "أيام أفلام" التي تنظّم بالتعاون بين جمعية "كريزاليد" وجمعية "أفلام" من مرسيليا وذلك إلى غاية الخامس عشر من الشهر الجاري. وستشهد هذه التظاهرة التي تنظم تحت شعار"الأرشيف الوثائقي" عرض سلسلة من الأفلام الوثائقية القصيرة التي ستحملها معها جمعية "أفلام" من مرسيليا المعروفة باهتمامها بالأفلام العربية ومحاولة التعريف بها خارج حدودها من خلال تنظيم مهرجانات كان آخرها بالسينما السورية، وستتناول هذه الأفلام بشكل خاص الفترة الاستعمارية الفرنسية بالجزائر، من خلال العديد من الأفلام التي تعدّ -حسب المنظمين- مرجعية علمية هامة وثرية للمؤرخين والباحثين حول هذه الحقبة من التاريخ الجزائري الفرنسي المشترك. وستنطلق التظاهرة مساء اليوم بفيلم "ملح البحر" لأني ماري جاسر من فلسطين، والعمل هو من إنتاج فرنسي فلسطيني مشترك يصوّر السيرة الذاتية لصبية فلسطينية ترعرعت في بروكلين بالولايات المتحدة وقرّرت حين بلغت الثامنة والعشرين أن تعود إلى فلسطين التي كان والداها هاجرا منها عام 1948، وتستعيد ثروة العائلة التي كانت مجمّدة في مصرف إسرائيلي في مدينة حيفا، ومنذ وصول الفتاة "ثريا" إلى رام الله لتقيم فيها، ساعية وراء حقوقها، وهي تواجه برفض من المصرف، غير أنّها تلتقي في طريقها عماد وهو شاب فلسطيني لا يسعى - على العكس من حالتها - إلاّ إلى ترك البلاد من دون رجعة. وهكذا يلتقي الاثنان ومن خلال اللقاء تتقارب أهدافهما المتمثّلة في الإفلات من الضغوط والقمع، والحصول على شيء من الحرية، حتى ولو أوصلهما السعي إلى هذا، لخرق الكثير من القوانين ومن المحظورات. ثاني عمل سيعرض في أمسية الافتتاح هذا اليوم هو "أنا أراك" لجوانا حاجي توماس وخليل جريج من لبنان الذي يعود من جهته إلى الحرب في لبنان ليطرح مجموعة من الأسئلة الهامة، كما ستشهد المناسبة على امتداد خمسة أيام عرض 11 فيلما آخر هي "ملاكي" لخوسي سيزاريني، "حان وقت العودة" لأوريلي اوربان لالمون، "محاط"، "الجزائروهران باريس سنوات موسيقى الهال" لميشال ميرا (مارسيليا) ، "قصة ذرات الرمل الثلاث" لفلورنس للورات، "فوق المرج الصغير" لجون ميشال بيري، "أو أس" لماري فنريت إنتاج جمعية جاب، "ثقب في الذاكرة" لجون ميشال بيري وأيضا "طفولة سعيدة" لمسعود العايب ، وأخيرا "رسالة في السجن". إلى جانب عروض الأفلام تستضيف جمعية أفلام جمعية "سيني-ميموار" أو "سيني ذاكرة" التي سيتحدّث رئيسها كلود بوسيون عن العمل الذي تقوم به جمعيته منذ عشر سنوات بمرسيليا حول التاريخ الاستعماري في إفريقيا المغرب العربي والمشرق العربي من خلال مايعرف ب"الفيلم العائلي" و"فيلم الهواة"، وسيتم عرض فيلم " ذاكرة ما وراء البحر" الذي صوّر في المستعمرات الفرنسية (بإفريقيا والفيتنام والمغرب العربي) خلال الفترة الاستعمارية التي سبقت استقلال الجزائر. إلى جانب ذلك سيقوم رئيس نفس الجمعية بالتعريف بموقع هذه الأخيرة والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها على امتداد عشر سنوات من تاريخ وجودها والمتمثّلة فيجمع الصور وتطوير تقنيات الأرشيف والترقيم وترميم وتثمين الأرشيف المجموع.