دعا الديوان الوطني للتطهير كل المواطنين إلى عدم رمي نفايات أضاحي العيد في بالوعات الصرف الصحي، واللجوء إلى المذابح لضمان عدم تأثير دم الأضاحي في عملية تطهير المياه، بالنظر إلى عملية تخثر الدماء التي تؤثر على عملية صرف المياه في المجاري وتبقى على اللون الأحمر حتى بعد تطهير المياه، علما أنه كل المحطات تسجل في أول يوم من عيد الأضحى ما بين 800 و1200 ميليغرام من الدماء في اللتر الواحد من مياه الصرف. كما أكد مدير الاستغلال بالديوان الوطني للتطهير السيد شويخ عمار أمس، ل»المساء» أن الديوان سيجند كل أعوانه يوم العيد لتسريع عمليات تنظيف المجاري ورفع النفايات الصلبة، تحسبا لتساقط أولى الأمطار الموسمية المتوقعة خلال الأيام القادمة. وتأسف شويخ لغياب الحس البيئي للمواطنين الذين حوّلوا البالوعات ومجاري الصرف إلى مفرغات عمومية، مشيرا إلى أن المجاري وقنوات جمع المياه لها وظيفتها ويجب ألاّ يرمي فيها ما يحجز سريان المياه حتى لا تحدث فيضانات عارمة، ضاربا المثل بحادثة غريبة سجلت السنة الفارطة من طرف أعوان شركة إنتاج وتطهير المياه «سيال» ببلدية تسالة المرجة بعد اكتشاف إقدام أحد المربين على التخلص من بقرته التي نفقت برميها في مجرى للصرف الصحي التابعة للبلدية ما خلف فيضانات عارمة لمياه الصرف غمرت العديد من السكنات، وبعد ضخ المياه السطحية، تم اكتشاف جثة البقرة التي كانت تسد المجاري. مثل هذه الظاهرة تنتشر كثيرا خلال عيد الأضحى، على حد تعبير ممثل شركة «سيال»، الذي أكد اكتشاف قرون وجلود الكباش، وحتى بعض الأعضاء المريضة التي يتم رميها بطريقة عشوائية داخل بالوعات الصرف الصحي، وهو ما يؤثر سلبا على عملية نقل مياه الصرف إلى محطات التطهير. كما اقترح ممثل الديوان الوطني للتطهير على المواطنين اقتناء كميات من الأكياس البلاستيكية لجمع كل النفايات الصلبة المتعلقة بعملية النحر وتركها في المكان المخصص لها لرفعها من طرف الأعوان المكلفين بجمع النفايات، أما فيما يخص دماء الأضاحي، تطرق المتحدث إلى ضرورة عدم النحر بالقرب من المجاري واستعمال كميات كبيرة من المياه، وهذا إذا تم النحر في البيت، في حين تبقى عملية النحر عبر المذابح أحسن اقتراح من منطلق أن هذه الأخيرة تملك عتادا يسمح لها بتجفيف الدماء قبل التخلص منها في المفرغات العمومية، وذلك بالنظر إلى تأثير هذه الأخيرة على عملية تطهير المياه التي لا يمكن إعادة استغلالها لأن اللون الأحمر يبقى يميزها بعد خروجها من محطات التطهير. تكوين خاص لأعوان تنظيف مجاري الصرف الصحي الزيارة الميدانية التي قادتنا أمس، إلى مجمع صرف مياه الأمطار والصرف الصحي لوادي مكسل بوادي قريش بباب الوادي، جعلتنا نقف على العمل اليومي لفرق تنظيف المجاري التابعة لشركة «سيال» الذين شرعوا منذ شهر أفريل الفارط في معاينة 3800 كيلومتر من شبكات الصرف الصحي، منها 200 كلم تخص قنوات يمكن دخولها. وحسب تصريح بعض الأعوان، فإن عجلات السيارات، قارورات المشروبات بكل أنواعها والأكياس البلاستيكية، بالإضافة إلى ردوم البناء هي من أهم النفايات الصلبة التي يتم رفعها في كل عملية تنظيف المجاري، ويتم اللجوء إلى الشاحنات المجهزة بمضخات لضخ هذه النفايات من المجاري التي لا يمكن الوصول إليها يدويا. وكل سنة يتم رفع ما قيمته 6 آلاف متر مكعب من النفايات الصلبة التي يتخلص منها المواطن في بالوعات الصرف، في حين تبقى أغرب الأشياء التي تم رفعها من المجمعات المائية، بقايا الأثاث والأفرشة، حيوانات مثل الأبقار والأغنام، وغالبا ما تكون المجاري أحسن مكان للتخلص من أدلة جرائم القتل خاصة الرضع غير الشرعيين، وفي مثل هذه الحالات يتم اللجوء إلى مصالح الأمن لإتمام الإجراءات الأمنية. كما أجمع أعوان تنظيف مجاري الصرف على ضرورة تغريم مثل هؤلاء المواطنين الذين يتسببون في كل مرة في حدوث فيضانات وصعود مياه الصرف الصحي إلى السطح، وهو ما يزيد من تعقد عملهم، خاصة وأنهم مهددون بالموت في كل مرة يدخلون فيها المجاري بسبب تنوع الأخطار التي تنتظرهم أسفل الأرض. غاز كبريت الهيدروجين أكبر خطر على حياة الأعوان لجأت إدارة «سيال» فور شروعها في التسيير إلى تكوين كل الأعوان تماشيا والمقاييس العالمية في الأمن والنظافة، ليتم إجبار كل الفرق على ارتداء الخوذات والأحذية المعتمدة من طرف أكبر المعاهد العالمية في مجال الأمن وسط ورشات العمل، مع اعتماد أجهزة إنذار تحذر من انتشار أربعة أنواع من الغازات، على غرار غاز كبريت الهيدروجين، انخفاض نسبة الأكسجين، غاز ثاني أوكسيد الكربون، بالإضافة إلى الإنذار عن وجود أي نوع من الغازات التي تهدد حياة العامل تحت الأرض. وحسب حديث الأعوان، فإن غاز كبريت الهيدروجين هو الأكثر تهديدا لحياة أي عامل في مجال تنظيف المجاري أو الآبار، فهو ينتشر وسط الطين وفي حالة دوس العامل عليه ينتشر بسرعة في الهواء ويتغلب على الأكسجين، وفي حالة استنشاقه يؤثر على كل الحواس ابتداء من الشم، لذلك يتم تدعيم الأعوان بتجهيزات خاصة للإنذار وأخرى لاستنشاق الأكسجين في حالة انتشار الغاز، ويتم تدريب الأعوان على التعامل مع هذا الخطر من منطلق أن الجهاز يوفر كل عامل الأكسجين لفترة لا تزيد عن 15 دقيقة، وهي فترة زمنية تسمح له بالخروج من النفق. كما يتم اللجوء في العديد من الأحيان إلى المضخات لتهوية المجمعات والأنفاق تحت الأرض، لتوفير الظروف الملائمة لعمل العمال الذين يلجأون في كل المرة للنزول إلى غاية مجاري المياه لرفع الردوم والطين.