وكانت أفواج الحجاج الجزائريين قد بدأت منذ الساعات الأولى ليوم أمس الثامن من ذي الحجة، في التنقل إلى صعيد عرفات عبر الحافلات إيذانا ببدء شعائر الحج لموسم 2017، حيث تم نقلهم عبر أكثر من 450 حافلة لأخذ أماكنهم في الخيم المخصصة لهم والمبيت هناك والبقاء في المعشر إلى غاية ما بعد المغرب لإكمال شعيرة الركن والانتقال إلى منى بعد ذلك. ويذكر أن مكتب الفتوى كان قد أصدر ترخيصا بالتوجه إلى عرفات بدلا من منى في الثامن من ذي الحجة تفاديا للازدحام ونقص أماكن المبيت، ولضيق المساحة المخصصة لخيم الحجاج الجزائريين ولتجنب التأخر من الوصول إلى عرفات اليوم وضياع الركن المهم. ويبقى الوقوف بعرفة من أهم شعائر الحج، حيث يذكر بأن يوم عرفة هو أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه، وهو أحد الأيام العشرة التي أقسم الله بها منبّها إلى عظم فضلها وعلو قدرها، وهو أحد الأيام العشرة المفضّلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة، وأيضا اليوم الذي أكمل الله فيه الملّة وأتم به النعمة. ويشار أيضا إلى أن وزير الشؤون الدينية والأوقاف، كان قد عقد جلسة عمل أخيرة أول أمس، مع فروع البعثة المعنية بتأطير الحجاج في المشاعر، واستمع إلى خططهم بخصوص تأدية المناسك وحماية الحجاج الجزائريين والتكفل بهم صحيا ودينيا وإرشادهم عند أداء المناسك، حيث قدم الوزير بالمناسبة توجيهات إلى رؤساء فروع البعثة الجزائرية من أجل طمأنة الحجاج الجزائريين وجعلهم يؤدون مناسكهم على أكمل وجه. وكان حجاج بيت الله الحرام قد توافدوا أمس، إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية تقرّبا من الله تعالى راجين منه القبول والمغفرة، متبعين ومقتدين بسنّة نبيّهم محمد صلى الله عليه وسلّم، مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير في صورة روحانية وإيمانية. وأفادت الشريعة السمحة أن قدوم الحجاج المقرنين أو المفردين بإحرامهم إلى منى يوم التروية والمبيت فيه في طريقهم للوقوف بمشعر عرفة سنّة مؤكدة. ويحرم المتمتعون المتحللون من العمرة من أماكنهم سواء داخل مكة أو خارجها، حيث يبقى الحجاج بها إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة اليوم، وهي الوقفة الكبرى ثم يعودون إليها بعد النفرة من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام 10 - 11 - 12 - و13 ورمي الجمرات الثلاث وهي جمرة العقبة، الجمرة الوسطى، والجمرة الصغرى إلا من تعجّل وذلك لقوله تعالى: «واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى».