توّج الفيلم الجزائري الروائي الطويل "وقائع قريتي" لكريم طرايدية، بالجائزة الكبرى للدورة الرابعة لمهرجان السينما الإفريقية "أفريكلاب" بتولوز (فرنسا)، حسبما علم من لجنة التحكيم. وحاز فيلم طرايدية على هذه الجائزة مناصفة مع فيلم "والاي" للمخرج البوركينابي بيرني غولدبا. منحت لجنة تحكيم هذا المهرجان التي ضمت المخرج الجزائري حميد بن عمرة تنويها خاصا للمخرج المغربي جواد غالب عن عمله "المتمردة". وفي فئة الفيلم الروائي القصير التي عرفت بدورها مشاركة العملين الجزائريين "الموجة" لعمار بلقاسمي و«حديقة التجارب" لدانيا ريموند، توّج فيلم "الوجه الخفي لبابا نويل توج" للوران بونتاليون من جزيرة رينيون بالجائزة الكبرى، فيما حاز "برويطة" للتونسية جزيري سناء تنويها خاصا من لجنة التحكيم. أما في مسابقة الفيلم الوثائقي التي لم تتضمن أي فيلم جزائري، فقد فاز بجائزتها الكبرى الفيلم الغابوني: "الإفريقي كان يريد الطيران" لسامنتا بيفور. يهدف مهرجان السينما الإفريقية "أفريكلاب" -الذي تنظمه منذ 2014 مؤسسة "أفريكلاب"- إلى ترقية السينما الإفريقية والتعريف بها. للإشارة، فيلم "حكايات قريتي" هو لكريم طرايدية إخراجا وكتابة، من تمثيل كل من فاطمة بن سعيدان، مالك بيخوشي، موني بوعلام، حسن كاشاش وطاهر زاوي، يحكي في 93 دقيقة قصة الطفل بشير الذي يبلغ من العمر تسع سنين، يعيش في قرية أثناء حرب التحرير الجزائرية، يحلُم بأن يكون ابن شهيد، حيث أنه من المفترض أن يتمتع أبناء الشهداء بمستقبل عظيم، لذلك هو على استعداد بالتضحية بوالده الذي هجرهم منذ خمسة أعوام كي يحقق هدفه، وبصديقه فرانسوا الجندي الفرنسي الذي تحول إلى عدو لدولته. يستمد المخرج في فيلم "وقائع قريتي" (2015) الكثير من ذكرياته الخاصة، من طفولته في زمن الاستعمار الفرنسي للجزائر، ويروي عن أسرته، عن أمه ووالده وجدته العجوز، عن زملائه في المدرسة وكيف كانوا ينظرون إليه ويتعاملون معه كونه كان يختلف كثيرا عنهم، عن علاقة الصداقة التي نشأت بينه وبين ضابط شاب في الجيش الفرنسي، كان يبدي شعورا إنسانيا نحوه بالحب والفهم والحنان الذي ربما كان يمثل له في البداية تعويضا نفسيا عن غياب الأب، أما الأب فقد ذهب إلى الجبال، حيث التحق بصفوف جيش التحرير الجزائري. كريم طرايدية مخرج وكاتب هولندي من أصول جزائرية. درس علم الاجتماع في باريس ودرس السينما في أكاديمية الفيلم الهولندية بأمستردام. فاز فيلم تخرجه "عجز جنسي" بعدة جوائز في أوروبا، كما فاز فيلمه الروائي الطويل الأول "العروس البولندية" بجائزتي عجل ذهبي لأحسن مخرج وأحسن ممثلة من مهرجان هولندا السينمائي بأوترخت وجائزة الجمهور من مهرجان روتردام السينمائي الدولي، كما رُشح لجائزة الغولدن غلوب، وعُرض في أسبوع النقاد في مهرجان كان، وتم اختياره لتمثيل دولة هولندا في الأوسكار عن فئة أفضل فيلم غير ناطق باللغة الإنجليزية.