تتنافس ثلاثة أفلام جزائرية في المسابقة الرسمية للدورة الرابعة لمهرجان السينما الإفريقية «أفريكلاب» بتولوز (فرنسا)، التي تعقد فعالياتها من 30 أوت إلى 3 سبتمبر المقبل، وهي «وقائع قريتي» لكريم طرايدية، و»الموجة» لعمار قاسمي»، و»حديقة التجارب» لدانيا ريموند. سيدخل فيلم «وقائع قريتي» لكريم طرايدية غمار المنافسة في مسابقة الفيلم الروائي الطويل، إلى جانب عدة أعمال بينها «المترجم» للإيفواري كادي توري، و»المتمردة» للمغربي جواد غالب، و»عصابة الأنتيل» لجان كلود بارني من غوادالوب. وسيتنافس من جهة أخرى فيلما «الموجة» لعمار بلقاسمي و»حديقة التجارب» لدانيا ريموند في فئة الفيلم القصير، مع العديد من الأعمال الأخرى، بينها «علوش» للتونسي لطفي عاشور و»ديبي» للمالي مامادو سيسي. وستغيب الجزائر عن منافسة الفيلم الوثائقي، التي ستعرف مشاركة سبعة إنتاجات تمثل ستة بلدان، فيما سيكون المخرج الجزائري حميد بن عمرة ضمن أعضاء لجنة التحكيم. ويهدف مهرجان السينما الإفريقية «أفريكلاب» الذي تنظمه منذ 2014 مؤسسة «أفريكلاب»، إلى ترقية السينما الإفريقية التي تعاني من نقص التمويل وضعف التوزيع. للإشارة، فيلم «وقائع قريتي» هو فيلم روائي لكريم طرايدية إخراجا وكتابة، من تمثيل كل من فاطمة بن سعيدان، مالك بيخوشي، موني بوعلام، حسن كاشاش وطاهر زاوي. ويحكي في 93 دقيقة، قصة الطفل بشير الذي يبلغ من العمر تسع سنين، يعيش في قرية أثناء حرب التحرير الجزائرية، يحلُم بأن يكون ابن شهيد؛ حيث من المفترض أن يتمتع أبناء الشهداء بمستقبل عظيم، لذلك هو على استعداد بالتضحية بوالده الذي هجرهم منذ خمسة أعوام كي يحقق هدفه، وبصديقه فرانسوا الجندي الفرنسي الذي تحول إلى عدو لدولته. ويستمد المخرج في فيلم «وقائع قريتي» (2015) الكثير من ذكرياته الخاصة، من طفولته في زمن الاستعمار الفرنسي للجزائر. ويروي عن أسرته، عن أمه ووالده وجدته العجوز، وعن زملائه في المدرسة، وكيف كانوا ينظرون إليه ويتعاملون معه؛ إذ كان يختلف كثيرا عنهم. وعن علاقة الصداقة التي نشأت بينه وبين ضابط شاب في الجيش الفرنسي، كان يبدي شعورا إنسانيا نحوه بالحب والفهم والحنان، الذي ربما كان يمثل له في البداية تعويضا نفسيا عن غياب الأب. أما الأب فكان قد ذهب إلى الجبال، حيث التحق بصفوف جيش التحرير الجزائري. كريم طرايدية مخرج وكاتب هولندي من أصول جزائرية. درس علم الاجتماع في باريس، ودرس السينما في أكاديمية الفيلم الهولندية بأمستردام. فاز فيلم تخرجه «عجز جنسي» بعدة جوائز في أوروبا، كما فاز فيلمه الروائي الطويل الأول «العروس البولندية» بجائزتي العجل الذهبي لأحسن مخرج وأحسن ممثلة من مهرجان هولندا السينمائي بأوترخت، وجائزة الجمهور من مهرجان روتردام السينمائي الدولي، كما رُشح لجائزة الغولدن غلوب، وعُرض في أسبوع النقاد في مهرجان كان، وتم اختياره لتمثيل دولة هولندا في الأوسكار عن فئة أفضل فيلم غير ناطق باللغة الإنجليزية. بالمقابل، يروي فيلم «الموجة» (2015) في زمن قدره 37 دقيقة (سيناريو وإخراج عمر قاسمي)، قصة شاب جزائري مثقف مقيم بأوروبا يدعى رضوان، يشتغل كاتبا وصحفيا، وبعد تفكير منه يقرر العودة إلى وطنه الأم ومسقط رأسه من أجل الكتابة عن العديد من عمليات الانتحار التي وقعت إثر عمليات طرد تعسفية واسعة طالت شريحة العمال، وكان ذلك في خضم سنوات العشرية السوداء؛ حيث يبدأ عودته بالمبيت داخل استوديو تملكه شقيقته لطيفة التي تعيش مع زوجها العاطل عن العمل مقران وابنه مزيان الذي يعاني حالة اكتئاب، وتكون نهايته مأساوية. وبسبب هذه التجربة المؤلمة التي عاشها رضوان يتخلى في النهاية عن مشروع الكتابة. يُذكر أن عمر قاسمي مخرج جزائري ولد بمدينة بجاية، اشتغل كممثل في مسرح بجاية الجهوي، ثم استقر بتونس ودرس السينما في معهد «السينما المغاربية»، وفي وقت لاحق شارك في دورات تكوينية في إيطاليا خاصة مع المخرج الإيطالي روبرتو بينيني، وعمل في العديد من الأفلام الروائية كمساعد مخرج، خاصة مع المخرج الجزائري طارق تقية. وفي سنة 2001 توّج عمر بلقاسمي مسيرته بأولّ فيلم وثائقي له بعنوان «البربر في تونس». وبعد مرور ثماني سنوات أخرج فيلمه القصير «ديهيا» الذي حاز على جائزة الزيتونة الذهبية في مهرجان الفيلم الأمازيغي بالجزائر سنة 2010، ليضيف إليهما فيلمه «الموجة» (2015).