كشف محافظ المهرجان الثقافي الوطني للشعر الملحون بمستغانم السيد عبد القادر بن دعماش ل «المساء»، عن تنظيم الدورة الخامسة للمهرجان الوطني للشعر الملحون، الذي تم تأسيسه سنة 2013 بهدف تثمين التراث الشعبي والحفاظ عليه، وتشجيع شعراء الملحون تحت شعار «الشعر الملحون: تراث حي»، والمهدى لروح أول شاعر للملحون في المغرب العربي كان شاهدا على القرن السادس عشر وأمضى حياته في مدح خير الأنام، «سيدي لخضر بن خلوف». وأكد محافظ المهرجان أن الطبعة الخامسة ستنطلق في 14 سبتمبر الحالي بدار الثقافة «ولد عبد الرحمان كاكي» بمدينة مستغانم. وبما أن محافظة المهرجان وضعت شعار «العلم والمعرفة» أساسا لكل النشاطات الثقافية، فتمت برمجة على مدار أربعة أيام، محاضرات قيّمة بالمكتبة الوطنية «مولاي بلحميسي» بمدينة مستغانم، تتمحور حول ارتباط الملحون بالتاريخ الجزائري من تقديم أساتذة وباحثين في المجال، وأمسيات شعرية من إلقاء شعراء من مختلف ولايات الوطن، إلى جانب عرض أفلام وثائقية لتسليط الضوء على مسيرة الشعراء الذين وضعوا بصمتهم في مجال الشعر الملحون، بالإضافة إلى تنظيم سهرات فنية من مختلف الطبوع الجزائرية ومعارض في الفن التشكيلي. يُذكر أن محافظة المهرجان تنظم في كل طبعة مع جمع من المثقفين والفنانين، وقفة تكريمية لعمودين من أعمدة الشعر الملحون والأغنية التقليدية، وهذه المرة سيتم تكريم الشيخين الشاعر الشارف بخيرة ومطرب الشعبي أحمد زغيش رحمهما الله. تجدر الإشارة إلى أن المهرجان الوطني للشعر الملحون أصبح يستقطب عددا أكبر من المهتمين بالأدب الشعبي سنويا؛ عشقا للكلمة الهادفة والفن الأصيل، خاصة أن الطبعة الرابعة التي افتُتحت يوم 20 أوت 2016 ودامت إلى 23 منه، مازالت راسخة في الأذهان، ونُظمت تكريما للشيخين جيلالي عين تادلس والحاج بن دنيا. كما شاركت فيها أصوات شجية ووجوه لامعة مثل الفنان حميدو، الشيخ نور الدين بن عطية، أمينة زهير وغيرهم. وكانت المداخلات الفكرية لأساتذة كبار أمثال الدكتور أمين دلاي، الأستاذ حمايدية، الأستاذ خالد شهلال، الحاج بوفرمة، والشيخ الحبيب بن يعقوب، كانت ذات قيمة علمية كبيرة، وفتحت المجال لنقاش ثري ذي مستوى عال بشهادة المتتبعين ورجال الإعلام.