أظهرت هزيمة المنتخب الوطني الجديدة أمام منتخب الكامرون بهدفين لصفر في الجولة الخامسة من تصفيات كأس العالم 2018 بروسيا والتي لعبها الخضر يوم السبت الماضي في ياوندي الكامرونية، أظهرت أن مشاكل الفريق الجزائري عميقة جدا ولا تنحصر فقط في رئيس الاتحادية خير الدين زطشي أو في المدرب ألكاراز، الذي يتحمل قسطا كبيرا من المسؤولية، لأنه أظهر محدوديته في الإشراف على التشكيلة الوطنية، حيث أعطيت له الفرصة ليتحسن، إلا أنه واصل ارتكاب نفس الأخطاء. هناك من يشير إلى أن المدرب الوطني بهذه الهزيمة، «أحرق» أوراقه الأخيرة، ووضع رجله الأولى في باب الخروج من الفريق الوطني، بعد أن سبق لزطشي أن طالبه في أحد الاجتماعات بأن يعود بنتيجة إيجابية من الكامرون. رئيس الاتحادية أكد أن الفاف أمهل الإسباني إلى غاية مباراة نيجيريا، حيث سيتم عقد اجتماع، ومنه اتخاذ قرار بشأن المدرب الوطني، غير أن الأمور ليست بيد الاتحادية، لأن المدرب يؤكد على أن عقده خاص بالتأهل إلى كأس إفريقيا وليس كأس العام، وبهذا فإن انهزامه ثلاث مرات إلى حد الآن على رأس العارضة الفنية للخضر منذ توليه قيادتها، كان في تصفيات كأس العالم، التي لا علاقة لألكاراز بالتأهل إليها مادام عقده يجبره على لعب «الكان». من جهة أخرى، فإن المدرب الإسباني سيكون في موقع قوة في حال اجتمع برئيس الفاف وأعضاء المكتب الفيدرالي، لأن المنتخب الوطني كان مقصى من التأهل إلى كأس العالم قبل مجيئه، حين ضيّع الفوز هنا في الجزائر أمام الكامرون وعاد بالهزيمة من نيجيريا، فلن يكون أمام زطشي أي مجال ليقيم الحجة على ألكاراز، الذي يصر على أن عقده سينتهي في 2019، وهو الذي يريد أن يوصل رسالة إلى مسؤولي الفاف، مفادها: «حاسبوني إن لم أتأهل إلى كأس إفريقيا»، فقد وضع زطشي نفسه في مأزق حين تعاقد مع هذا المدرب بتلك البنود التي تخدم الإسباني أكثر من الاتحادية، وهذا الخطأ الأول الذي ارتكبه رئيس نادي بارادو السابق. السقوط الحر للمنتخب الوطني في هذا الوقت، ليس لديه تفسير سوى أنه لم يكن هناك عمل قاعدي لتكوين فريق قوي يواصل نفس الأداء والريتم، وهذا ما جاء به رئيس الفاف الحالي خير الدين زطشي، الذي أكد في مشروعه، أنه سيركز على التكوين من أجل صنع فريق وطني قوي، إلا أننا في الجزائر نريد النتائج السريعة، وهذا ما حدث في السابق حين بني الفريق الوطني على أعمدة من طين وكان بمثابة الواجهة فقط، ولم يتم الاهتمام بالعمل القاعدي، وهذا ما يبيّنه مستوى البطولة الوطنية، التي لم يكن يعتمد عليها لاستدعاء اللاعبين إلى المنتخب الوطني. واليوم بعد هذه الانهزامات المتتالية يطالب الجميع برحيل زطشي ومكتبه الفيدرالي والمدرب ألكاراز، بدون محاولة التعرف على المرض الذي أصاب جسد كرة القدم الجزائرية ككل.