تشرع مؤسسة بريد الجزائر في الأيام القليلة المقبلة في تجسيد عملية ضخمة تهدف إلى تجهيز عدد كبير من المحلات التجارية الجوارية والكبرى بأجهزة الدفع الإلكتروني «تي بي أو» تحسبا لتعميم وتشجيع المستهلك على استعمال هذه الآلية في اقتناء حاجاته والتخلي تدريجا عن الدفع نقدا. وتأتي العملية في انتظار تجسيد صفقة بريد الجزائر المتعلقة باقتناء 50 ألف جهاز للمرة الثانية بعد فشل مناقصة أولى كانت قد أطلقتها سابقا. وتحرص مؤسسة بريد الجزائر حسبما أكده مسؤول بهذه المؤسسة على تجهيز أكبر عدد ممكن من الفضاءات التجارية وحتى التجار الصغار بأجهزة الدفع الإلكتروني في إطار استراتيجيتها الرامية إلى غرس ثقافة التعامل التجاري والدفع بالبطاقة الإلكترونية التي يحوز عليها حاليا أزيد من 5 ملايين زبون لبريد الجزائر، وهي الاستراتيجية التي تدخل ضمن سياسة الحكومة الهادفة إلى تطوير استعمال التكنولوجيات الحديثة في المعاملات التجارية وضمانا لخدمة جيدة بدون عناء التنقل ونقل الأموال نقدا من جهة، وخدمة للاقتصاد الوطني وحمايتهم من الأخطار التي قد يتسبب فيها تنقل الأموال بعيدا عن الضمانات الأمنية والحماية. وأوضح المسؤول ل»المساء» أن التجار سيكونون مجبرين على اقتناء هذه الأجهزة بعد مرحلة ستعطى فيها الأولوية للعملية التحسيسية،ليس من باب إخضاعهم إلزاما لذلك، وإنما لضمان للزبون والمستهلك حق اختيار الآلية التي يرغبها عند اقتناء ما يحتاج من منتجات على أن يتضمن قانون المالية لسنة 2018 هذا الإلزام بمنح مهلة سنة لهؤلاء التجار لتجهيز محلاتهم بآلية الدفع الإلكتروني. وبالموازاة مع ذلك، كشف مصدرنا عن إصدار المؤسسة لأزيد من 2.4 مليون بطاقة ذهبية لحد الآن، أي ما يعادل قرابة نصف الحائزين على البطاقة الإلكترونية القديمة. مشيرا إلى أن مصالح بريد الجزائر تقوم حاليا بتغيير الموزعات الآلية للأوراق النقدية «GAB» البالغ عددها عبر التراب الوطني 1300 موزع لجعلها تتأقلم مع البطاقة الإلكترونية الجديدة «الذهبية». وقد بلغ عدد البطاقات الذهبية التي سلمت لحد الآن، والتي يستعملها أصحابها 1.4 مليون بطاقة. علما أن عدد كبير من المواطنين لم يلتحقوا بعد بمصالح البريد المعنية لتسلم بطاقاتهم رغم جاهزيتها منذ أشهر عديدة. وفي هذا السياق، دعا المسؤول، زبائن بريد الجزائر الحاصلين الذين لهم حساب جاري ببريد الجزائر والذين لم يتحصلوا بعد على البطاقة الذهبية أو حتى البطاقة القديمة إلى تقديم طلب عبر موقع المؤسسة على الأنترنت للحصول عليها وذلك بملء الاستمارة مع تسجيل رقم الهاتف النقال لكي يستلم رسالة قصيرة التي تحمل رمزه البريدي السري. وتسهل البطاقة الذهبية حسب المتحدث على كل من يملك حسابا بريديا إجراء مختلف عمليات سحب ودفع الأموال على حساباتهم البريدية عبر الأنترنت، كتسديد الفواتير الاستهلاكية الخاصة بالكهرباء والغاز والماء وخدمة دفع الوقود بعد تحميل تطبيق نفطال، كما يستطيع المواطن دفع مبالغ كل مشترياته في المساحات التجارية الكبرى وحتى التجار الصغار لاحقا. وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال والاقتصاد الرقمي كانت قد التزمت خلال إطلاق الخدمة الجديدة بإصدار في مرحلة أولى الحصة الأولى والمقدرة ب 5 ملايين بطاقة دفع مع تحقيق الهدف المسطر على المدى المتوسط والمتمثل في تزويد 20 مليون من أصحاب الحسابات البريدية الجارية بهذه البطاقات، علما أن هذه البطاقة تعمل بمعيار يحمي ويؤمن حسابات الزبائن بعد أن يتم التأكد من حقيقية هويتهم في العالم الافتراضي، حيث يتم إدخال الرمز السري الخاص بنظام الترميز والذي من خلاله يتم التأكد من هوية مستعمل البطاقة.