تتميز الصحراء بقساوة طبيعتها وصعوبة العيش فيها ورغم ذلك فإن بها ثراءنا ومستقبلنا فبعد البترول قد تتجه الأنظار إلى شجرة النخيل البديل الطبيعي بعد أن تمكن الخبراء من استخلاص وقود من حبة التمر هذه المعجزة الإلهية واللغز الطبيعي التي تحدت ذكاء الإنسان وفضوله وهاهو الباحث زيتوني يحضر لإنشاء مركب ضخم لإنتاج وقود التمر بتكلفة أولية تفوق 20 مليون أورو. عرض أمس السيد إبراهيم زيتوني رئيس برنامج الواحات الإماراتية (OASIS) ما توصلت إليه نتائج البحث التي استغرقت قرابة السبع سنوات بمخابر بون الألمانية الجد متخصصة عكف خلالها فوج عمل ضخم يضم صيادلة وكميائيين على تحليل مكونات حبة التمر وجعلها منتوجا اقتصاديا مربحا من جميع النواحي، حيث توصل الخبراء إلى تحويل التمور وبالأخص ذات النوعية الرديئة إلى "بيوإثانول" والذي يسمح للشركات البترولية من بيع كميات إضافية من المنتجات المكررة وعليه فسيتحول التمر بالإضافة إلى استهلاكه الغذائي إلى وقود للسيارات والمحركات تحت إسم "نخول". ويعتمد السيد زيتوني على فائض التمور ذات النوعية الرديئة وكذا الكميات التي لم تجد طريقها للاستهلاك وبالتالي هي عرضة للتلف وهو ما يسكت الأصوات المنددة باستعمال مصادر التغذية البشرية لصناعة وقود البيوإيثانول مما يعني حرمان البشرية منه حسب السيد زيتوني الذي أكد أن هذا الانتقاد في محله لكنه لا ينطبق على التمور التي وخلافا للنباتات الأخرى فإن منتجاتها المصاحبة لوقود البيوإيثانول صالحة للاستهلاك البشري وتصل قيمتها التجارية إلى نسبة 85 بعد معالجتها مثل قهوة التمر وألياف التمر في حين يمثل إنتاج البيوإيثانول من التمور قيمة تجارية لا تتجاوز 15 من إجمالي ناتج عملية المعالجة. واعتبر السيد زيتوني هذه التجربة بمثابة النمودج البيئي المنشود والذي يتماشى مع اقتصاديات الكربون المعتمد في أوروبا وهو فرصة أساسية للازدهار الاقتصادي في المنطقة العربية من خلال توفير مداخيل وخلق يد عاملة وكذا الازدهار البيئي، علما أن استخدام 5 بالمائة من البيوإيثانول في الوقود سيساعد على انخفاض أول أكسيد الكربون في الجو بحوالي 30 بالإضافة إلى الإنتاج النباتي من خلال الغرس المكثف لنخيل التمر وبالتالي وقف التصحر بشكل هام. وقد ارتأى السيد زيتوني تجسيد مشروع ضخم لإنتاج وقود النخيل "نخول" بمنطقة أوماش ببسكرة بتكلفة أولية تقدر ب20 مليون أورو بإشراك متعاملين وطنيين ومن دول الخليج ويأمل في أن تتعامل السلطات العمومية مع مشروعه بجدية واهتمام أكبر وأن تمده يد المساعدة علما أنه أودع ملفه نهاية 2005 وحظي الملف بتأييد العديد من الوزارات على رأسها البيئة، الفلاحة والطاقة وفي انتظار تجسيد مشروعه الذي انطلقت فكرته من إحدى مطاعم المنصورة بغداد وحول طبق "الدبس" العراقي يحضر زيتوني للشروع في إنتاج "نخول" بدبي بالإمارات العربية المتحدة بعد أن وافقت السلطات على المشروع وأحاطته بالدعم والأهمية اللازمين.