تقرّر إلغاء الحفل الفني المقام على هامش احتفالات الذكرى ال63 لثورة نوفمبر المجيدة، بقاعة «أحمد باي» بقسنطينة، الذي كان من المفروض أن يشارك فيه هواري منار رفقة الشاب فارس، من تنظيم الديوان الوطني للثقافة والإعلام، سهرة يوم الأربعاء المصادفة للفاتح نوفمبر. وأكد والي قسنطينة، السيد عبد السميع سعيدون، في تصريح خص به المساء، أمس، على هامش الاحتفالات المخلدة للذكرى ال55 لاسترجاع السيادة على الإذاعة والتلفزيون، أن هواري منار لن يشارك في الحفل، بعد الضجة الكبيرة التي أحدثها بين القسنطينيين والجدل الواسع الذي شهدته المدينة خلال الساعات الفارطة. وعرفت مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها «الفايسبوك»، غليانا كبيرا، بعد توزيع مطويات إشهارية، عبر عدد من الأحياء ووسط المدينة، تخصّ الحفل الذي سينشطه هواري منار بقاعة «الزنيت»، ليلة يوم الأربعاء القادم، حيث اعتبر معظم القسنطينيين، في «الفضاء الأزرق»، أن هذا الأمر يعدّ مساسا بقيمة ثورة نوفمبر التي ضحى من أجلها رجال عظماء، بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك، عندما وصفت صفحات مشهورة على الفيسبوك، المغني بمغني كباريهات ولا يشرف ذكرى خالدة مثل ثورة نوفمبر المجيدة. وعبّر عدد كبير من القسنطينيين، عن ارتياحهم الكبير، بعد الخطوة التي أقدم عليها الوالي ونزلت عليهم بردا وسلاما، من خلال شطب اسم هواري منار، من قائمة المعنيين بإحياء احتفالات غرة نوفمبر، حيث أعربوا عن استحسانهم لتدخل الوالي، منتقدين بشدة، خيار الديوان الوطني للثقافة والإعلام، بعد برمجة هذا المغني، لإحياء مناسبة تاريخية، عزيزة على كل الجزائريين. وتساءل عدد من القسنطينيين، كيف لمدينة كانت رائدة في العلم والثقافة، أنجبت ابن باديس وأبطالا آخرين واحتضنت عمالقة ثورة التحرير، أن تقبل بمثل هذه الحفلات وفي مناسبة تاريخية مجيدة، صنعت تاريخ الجزائر وفخرها بين الأمم. الديوان يتدارك ويسقط اسم منار بعد تسارع الأحداث بشأن مشاركة هواري منار في حفلة الفاتح نوفمبر، بقاعة «أحمد باي» وما عرفته من رفض بالشارع القسنطيني، تدارك الديوان الوطني للثقافة والإعلام الموقف، من خلال إسقاط اسم هواري منار وتعويضه بكمال القالمي الذي سيحيي الحفلة رفقة الشاب فارس وفرقة «تاي» من قسنطينة. وكشف الديوان الوطني للثقافة والإعلام، أمس، عن برنامجه الخاص بإحياء احتفالات الذكرى الثالثة والستين لاندلاع ثورة التحرير المجيدة، بقاعة أحمد باي «الزنيت» على غرار معرض تاريخي خاص بالأسرة الثورية، وآخر بمشاركة متحف المجاهد لولاية قسنطينة وكذا مدرسة الفنون الجميلة ومجموعة من العارضين المحليين، ناهيك عن عروض مسرحية كعرض أوبيرات بعنوان «أسود الجزائر» من إخراج أمين بيزاد، للجمعية الثقافية «كازا» من العلمة بولاية سطيف وعرض مسرحي لتعاونية «أفكار وفنون» بعنوان «معالم» من إخراج عبد الوهاب تمهاشت، مع تنظيم نشاطات فكرية وأدبية على غرار دورة في الشطرنج بمشاركة النادي القسنطيني للشطرنج.