انطلقت ببومرداس، أمس، من أمام مقر ديوان مؤسسات الشباب، قافلة المقاولاتية للشباب، لتجوب عدة بلديات بهدف زرع الفكر المقاولاتي لدى الشباب وتحويلهم من طالبي شغل إلى خلاقين لمناصب الشغل، عن طريق شرح مراحل إنشاء مؤسسة مصغرة. تحاول قافلة المقاولاتية التي نظمتها وزارة الشباب والرياضة، بالتنسيق مع عدة قطاعات، النأي بالشباب لاسيما الجامعي وشباب مراكز التكوين المهني، عن المطالبة بفرصة شغل نحو المساهمة في خلق مؤسسة، بالتالي منح فرص للشغل، حيث تهدف القافلة التي تجوب معظم بلديات ولاية بومرداس، قادمة من ولاية تيزي وزو، إلى تقريب الفكر المقاولاتي من الشباب وفرص الاستثمار في أفكار معينة في عدة قطاعات، بالتالي إنشاء مؤسسات مصغرة لتقوية الاقتصاد المحلي والوطني عموما. كانت مداخلات قطاع الفلاحة والضمان الاجتماعي والتكوين على هامش إطلاق القافلة، بمثابة الداعم لهذا المنحى من خلال إبراز مشتلة من الأفكار يمكن للشباب الاستثمار في واحدة منها لإنشاء مؤسسات مصغرة. في السياق، أشارت ممثلة مديرية الفلاحة، إلى أن بومرداس ولاية فلاحية بامتياز. وأبرزت الأفكار التي يمنحها القطاع كأفكار يمكن استغلالها في استثمار جاد، ومنه في الصناعات التحويلية في الخضر (البطاطا، الطماطم) والفواكه (تجفيف العنب أو صناعة العصائر)، والأشجار المثمرة (المعاصر المتنقلة)، وحتى الاستثمار في مجال إنشاء مؤسسة مصغرة في العتاد الفلاحي (حرث، بذر، غرس وحصاد..)، أو حتى في مجال إنشاء مقاولات لليد العاملة الموسمية، وكذا في مجال استرجاع بعض المواد القابلة للاسترجاع، كأرجل الدجاج التي تصدر إلى الصين، أو قشور البيض لاستعمالها كأسمدة وغيرها من الأفكار الممكن استثمارها في مؤسسة تنفع صاحبها وتشغل بطالين وتقوي الاقتصاد. ومن أجل تزويد عالم الشغل باليد العاملة المؤهلة، فإن قطاع التكوين له دور فاعل في مثل هذه القافلة، عن طريق استمالة أنظار الشباب غير المؤهل للتقرب من أحد مراكز التكوين ال18 بالولاية والمعهدين المتخصصين والمركز الجهوي لتكوين ذوي الاحتياجات الخاصة، بهدف الحصول على فرصة تكوين تعتبر مفتاح الظفر بمنصب شغل، علما أن الإحصائيات تشير إلى أن 82% من خريجي هذه المعاهد يظفرون بشغل بعد ستة أشهر على الأكثر من تخرجهم. كما أن القطاع يساهم بخريطة بيداغوجية تتماشى مع متطلبات سوق الشغل في الولاية، بمرافقة أجهزة الدولة للتشغيل. ومن جملة تلك الأجهزة الداعمة لحظوظ التشغيل، يأتي برنامج الجزائر البيضاء الذي قالت بشأنه مديرة القطاع إنه لا يستميل الأنظار بالطريقة التي أريدها، بالنظر إلى انعدام الإرادة لتجسيد مشروع أخضر، لاسيما في مؤسسات المنفعة العمومية وتهيئة المساحات الخضراء، مبرزة أن الشباب البطال يقبل على الاستفادة من 340 مليون سنتيم لتغطية بعض المصاريف، مثل شراء سيارة أو تأسيس أسرة، دون اهتمام بتأسيس مؤسسة تفيده على المدى الطويل. موضحة أن هذا البرنامج تمكن في السنوات الثلاث الأخيرة من تمويل 200 مشروع على المستوى الوطني، بغلاف مالي يزيد عن 600 مليون دينار، وقرابة 2000 منصب شغل، لتبقى حسب المسؤولة مشاريع الأسرة المنتجة من أنجح الأجهزة الداعمة للاقتصاد، بالنظر إلى نجاح أغلب المشاريع الممولة، خاصة في أرياف المنطقة الشرقية للولاية، وجعلت الوالي يؤكد سعي السلطات إلى دعم المرأة الريفية بتمكينها من محلات الرئيس. الجدير بالإشارة إلى أن قافلة المقاولاتية للشباب، اتجهت أمس نحو المركب الرياضي لبودواو، ثم إلى دور الشباب لبلديتي حمادي والأربعطاش، وتختم جولتها مساء اليوم بالولاية، بعد زيارة دار الشباب الواقعة ببلدية يسّر، ثم تتوجه نحو ولاية البويرة.