يشكل موضوع «تغيّر اللهجات في الجنوب الجزائري» محور ملتقى وطني تنظمه وحدة البحث اللساني وقضايا اللغة العربية أيام 27-28 نوفمبر الجاري بجامعة ورقلة، التابعة لمركز البحث العلمي والتقني في سبيل تطوير اللغة العربية، حيث سيسلط فيه الضوء على الأوضاع الجديدة والتغيرات التي حدثت في البناء الاجتماعي لمنطقة الجنوب، والتي عرفت عدة أداءات لسانية في العامية المشتركة بين أهاليها، مع تميزها بحيز واسع من التنوع اللهجي، الأمر الذي أدى إلى تغير لغة المعاملات اليومية بين الناس. شهدت منطقة الجنوب الجزائري توافد جماعات جديدة أنشأت لغة واصطلاحات في حاجاتها الخاصة، ناهيك عن هجرات داخلية لفئات من سكان القرى والأرياف المجاورة نحو المدن الكبرى، مما أكسب التركيبة الاجتماعية تنوعا شديدا في الأصول والأعراق. ولا شك أن هذا التنوع العرقي يلحقه تنوّع لهجي شديد الاتساع، لذلك عزمت وحدة البحث اللساني وقضايا اللغة العربية في الجزائربورقلة، على تنظيم ملتقى وطني حول التنوّع اللهجي في الجنوب الجزائري، نظرا لأهمية الموضوع بالنسبة للمعنيين بهذا المجال من المختصين في العلوم اللسانية، فضلا عن تأثيراته على الجوانب الاجتماعية والسياسية والثقافية، مما يثير العديد من التساؤلات، أهمها «فيما تتمثل أهم مظاهر التعدد اللهجي في الجنوب الجزائري»؟، «ما هي الأصول القبلية والعشائرية التي تنتهي إليها التركيبة البشرية الحالية في الجنوب الجزائري»؟، «ما أهم الظواهر اللهجية المعاصرة التي يمكن رصدها»؟، «كيف أثرت عوامل، الهجرات، الحروب، الأوبئة، التجارة... في تنوع لهجات المنطقة وإثرائها»؟، و»فيما تتمثّل أهم الأنماط اللسانية السائدة»؟. تجري الإجابة على كل هذه الأسئلة من خلال عدد من المحاور، أهمها «التنوع والجماعات اللغوية في الجنوب الجزائري، الأسباب والمظاهر»، «الأصول العشائرية في الجنوب الجزائري، أصولها وهجراتها»، «مظاهر التنوع اللهجي بالجنوب الجزائري»، علاوة على «الظواهر اللهجية في الجنوب الجزائري» و»محاولة فهم التنوع اللهجي والتعدد الذي تحظى به المنطقة». يهدف الملتقى إلى محاولة فهم التنوع اللهجي والتعدد الذي تحظى به المنطقة، مع التعرف على أهم الظواهر اللهجية في المنطقة وخصوصيتها ومدى تأثير الأصول العشائرية على اللهجة المحلية والأنماط اللسانية الجديدة، وكذا التوزيع المجتمعي في الأداءات اللسانية ولغة المعاملات اليومية في المنطقة.